كشف تحليل أجراه صندوق النقد الدولي عن أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير على نحو 40% من فرص العمل على مستوى العالم، وأظهر البحث أن هذا التأثير سيكون أكبر في الاقتصادات المتقدمة مقارنة بالأسواق الناشئة والبلدان ذات الدخل المنخفض، نظرًا لتعرضها الأكبر لهذه التكنولوجيا الجديدة.
قد يعجبك.. صندوق النقد الدولي: الاقتصاد الإفريقي يتجه نحو التعافي في 2024
وفي تعليقها على نتائج الدراسة، أشارت مديرة صندوق النقد، كريستالينا غوغييفا، إلى أنه في معظم السيناريوهات، من المرجح أن يزيد الذكاء الاصطناعي من حدة عدم المساواة بين الطبقات المجتمعية بشكل عام. وأكدت على أهمية التعامل الاستباقي من قبل صناع السياسات لتجنب تفاقم هذا الوضع ومنع تصاعد التوتر الاجتماعي نتيجة لتبني هذه التكنولوجيا الجديدة.
وأشارت غوغييفا إلى أن هذا الاتجاه المتسارع يتطلب من الحكومات وصانعي القرارات اتخاذ إجراءات فعّالة لتعزيز التكامل الاقتصادي. وتقديم فرص التعليم والتدريب المستمر، بهدف تخفيف التأثيرات السلبية المتوقعة على القوى العاملة. وبناءً على ذلك، يبرز الدور المحوري لصانعي السياسات في تطوير استراتيجيات مستدامة لمواكبة التطورات التكنولوجية. بما يضمن توزيع الفوائد بشكل عادل ومتساو.
تظهر نتائج التحليل الذي أجراه صندوق النقد الدولي أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الدخل سيعتمد إلى حد كبير على قدرة هذه التكنولوجيا. في تعزيز أداء أصحاب الدخل العالي. وفي هذا السياق. أشارت كريستالينا غوغييفا إلى أن زيادة في الإنتاجية لدى العمال والشركات ذوي الدخل المرتفع قد تؤدي إلى توسيع الفجوة في توزيع الثروة.
الحكومات مطالبة باتخاذ إجراءات لمواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي
وأكدت غوغييفا على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لهذا التفاوت المتزايد، حيث أوصت بضرورة توفير “شبكات أمان اجتماعي شاملة”. وبرامج إعادة تدريب للعمال الذين قد يجدون أنفسهم محدودي القدرات في سوق العمل الجديدة المتسارعة التكنولوجيا.
من الجدير بالذكر أن السيناريو الأكثر توقعًا هو أن يكمل الذكاء الاصطناعي العمل البشري بدلاً من استبدال بعض الوظائف تمامًا. وفقًا للتحليل الذي أجري. ورغم أنه يمكن أن يحدث استبدال لبعض الوظائف، فإن تأثير هذه التقنية يتوقع أن يكون أكبر في الاقتصادات المتقدمة. حيث يمكن أن تتأثر نحو 60% من الوظائف في هذه الدول. وهو رقم يفوق نظرائه في الدول الناشئة والمنخفضة الدخل.
تتطابق وجهة نظر كريستالينا غوغييفا حول الذكاء الاصطناعي مع أجواء اجتماع قادة الأعمال والزعماء السياسيين العالميين. في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، حيث يعد الذكاء الاصطناعي من بين المواضيع المطروحة للمناقشة.
وفي سياق متصل، تستمر الشركات في استثماراتها في التكنولوجيا الناشئة. بما يثير في بعض الأحيان قلق الموظفين بشأن مستقبلهم. مثال على ذلك هو حال شركة “بازفيد”، التي أعلنت عن تنفيذ خطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى. مما أسفر عن إغلاق قسم الأخبار الأساسي لديها وتسريح أكثر من 100 موظف.
وفي سياق آخر، توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مبدئي في ديسمبر الماضي بخصوص تشريع يحدد الضمانات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. في حين تواصل الولايات المتحدة دراسة موقفها التنظيمي في هذا السياق.
مقالات ذات صلة:
التعليقات مغلقة.