الذهب يتجاوز حاجز 3 آلاف دولار.. أسباب الارتفاع وتوقعات المستقبل
إنجاز تاريخي للمعدن النفيس

اخترق سعر الذهب حاجز 3 آلاف دولار للأونصة، للمرة الأولى على الإطلاق. مدفوعًا بارتفاع الطلب من البنوك المركزية، وتقلبات الأسواق المالية. والمخاوف المتزايدة بشأن استقرار الاقتصاد العالمي.
فيما تؤكد هذه القفزة التاريخية أهمية الذهب كملاذ آمن في أوقات الاضطرابات.
في حين ارتفع المعدن الأصفر بنسبة 0.4% خلال تعاملات اليوم الجمعة. ليصل إلى 3,001.20 دولار للأونصة، مستفيدًا من زيادة الاستثمار المؤسسي والفردي. في ظل تصاعد القلق من السياسات الاقتصادية المتبعة عالميًا.
البنوك المركزية تقود الطلب العالمي على الذهب
كما شهدت الأشهر الأخيرة موجة شراء غير مسبوقة من قبل البنوك المركزية في عدة دول. أبرزها: الصين، والهند، وبولندا، وتركيا. إذ تسعى هذه الدول إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي وتنويع احتياطاتها المالية.
في حين أن أحد الدوافع الرئيسية لهذا التوجه هو العقوبات المالية المفروضة من قبل الدول الغربية. والتي أظهرت كيف يمكن استخدام العملة الأمريكية كأداة للضغط السياسي والاقتصادي.
بناء على ذلك أصبح الذهب خيارًا إستراتيجيًا لدول تسعى إلى تحقيق مزيد من الاستقلال المالي.
بينما في الولايات المتحدة بلغ حجم الذهب المشحون إلى مستودعات بورصة كومكس (COMEX) أكثر من 23 مليون أونصة. أي ما يعادل نحو 70 مليار دولار. ما أدى إلى تسجيل العجز التجاري الأمريكي مستوى قياسيًا جديدًا في يناير الماضي.
التوترات التجارية تعزز الإقبال على الذهب
كذلك تزامن ارتفاع الذهب مع تصاعد التوترات التجارية. خاصة بعد فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على واردات من الصين، وكندا، والمكسيك، والاتحاد الأوروبي. وهذا أدى إلى اضطرابات اقتصادية عالمية دفعت المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
من ناحية أخرى ساهمت الأوضاع الجيوسياسية في دعم الأسعار، خصوصًا مع المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا حول مستقبل أوكرانيا. وهو ما أثار مخاوف الحلفاء الأوروبيين وألقى بظلاله على استقرار الأسواق المالية.
تحليلات الخبراء.. إلى أين يتجه الذهب؟
على الرغم من وصوله إلى مستوى قياسي إلا أن الذهب لا يزال أقل من ذروته التاريخية المعدلة حسب التضخم. والتي بلغت 3,800 دولار للأونصة في عام 1980.
وبحسب توقعات بنك أوف أمريكا قد تستمر الأسعار في الصعود إلى 3,500 دولار للأونصة خلال الفترة المقبلة. في حين قد تكون زيادة الطلب الاستثماري بنسبة 10% العامل الحاسم في تحقيق هذا المستوى.
الذهب مقابل الأصول الأخرى.. أداء استثنائي
في العقود الأخيرة أثبت الذهب أنه أحد أكثر الأصول استقرارًا وربحية؛ إذ ارتفعت قيمته عشر مرات خلال الـ 25 عامًا الماضية. متجاوزا أداء مؤشر S&P 500، الذي ارتفع بمقدار أربعة أضعاف فقط خلال نفس الفترة.
هل يستمر الاتجاه الصاعد؟
يعتقد بعض المحللين أن الأسواق قد تشهد تصحيحًا قريبًا بعد هذا الارتفاع القوي، بينما يرى آخرون أن الزخم لا يزال مستمرًا، مع وجود عوامل داعمة. مثل: التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية.
الذهب يظل الخيار الأول للمستثمرين
في النهاية ومع استمرار الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية يبقى الذهب الملاذ الآمن الأول للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار في أوقات التقلبات.
وبينما تترقب السوق الخطوة التالية للبنوك المركزية والمستثمرين الكبار. تظل التوقعات تشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي على المديين المتوسط والطويل.
التعليقات مغلقة.