منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

ماذا يجني الاقتصاد السعودي من تشغيل “قطار الرياض”؟

يستعد الاقتصاد السعودي لجني ثمار مشروع “قطار الرياض” الذي افتتحه أمس الثلاثاء، الملك سلمان بن عبد العزيز ليبدأ تشغليه الفعلي الأحد المقبل، عبر 6 مسارات مختلفة بطاقة استعابية تبلغ 3.6 مليون راكب يومياً.

بينما يتميز القطار بتكامله مع شبكة الحافلات التي أُطلقت مؤخرًا، وكذلك مع بقية منظومة النقل الأخرى في مدينة الرياض. كما أنه يغطي معظم مناطق الكثافات السكانية، ومناطق الجذب المروري، ومنطقة وسط المدينة. أيضًا المناطق والمرافق الحكومية، والأنشطة التجارية، والتعليمية والعلمية والصحية والرياضية والترفيهية.

مسارات القطار

ويشمل قطار الرياض 6 محاور رئيسية بطول يبلغ 176 كيلومترًا وبمحطات عددها 85 محطة. وتعمل هذه المحطات على تغطية معظم المناطق ذات الكثافة السكانية والمنشآت الحكومية والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية. وترتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبدالله المالي والجامعات الكبرى ووسط المدينة ومركز النقل العام.

ويشمل 6 مسارات تخدم قطاع واسع من الجمهور وهي:

– الأول (الخط الأزرق) محور العليا – البطحاء – الحاير بطول 38 كيلومتر.

– الثاني (الخط الأحمر) طريق الملك عبدالله بطول 25.3 كيلومتر.

– الثالث (الخط البرتقالي) محور طريق المدينة المنورة – طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول بطول 40.7 كيلومتر.

– الرابع (الخط الأصفر) محور طريق مطار الملك خالد الدولي بطول 29.5 كيلومتر.

– الخامس (الخط الأخضر) محور طريق الملك عبدالعزيز بطول 12.9 كيلومتر.

– السادس (الخط البنفسجي) محور طريق عبدالرحمن بن عوف – طريق الشيخ حسن بن حسين بن علي بطول 29.7 كيلومتر.

استطلاعات الرأي

وكشف أحدث استطلاعات الرأي التي أجراها المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام “رأي” التابع لمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري بمشاركة 1202 شخص، من الذكور والإناث أن 60 % سيستخدمون المترو ووسائل النقل العام في الذهاب للعمل أو المدرسة.

بينما يرى 71 % أن المترو سيغير من عاداتهم في التنقل، و 80 % يتوقعون إسهامه في جذب الاستثمارات إلى الرياض، و81 % يتوقعون تقليله الازدحام المروري، كما يرى 83% أنه سيؤثر إيجابيًّا على البيئة.

بدوره، قال الدكتور فواز كاسب العنزي؛ خبير التنمية المستدامة، إن تشغيل قطار الرياض خطوة محورية لتحقيق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في جميع جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وأضاف العنزي، في تصريحات خاصة لـ “الاقتصاد اليوم”، أن المشروع يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. لا سيما الأهداف المتعلقة بالصحة الجيدة والرفاهية (الهدف 3)، والمدن والمجتمعات المستدامة (الهدف 11)، والعمل المناخي (الهدف 13)، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام (الهدف 8).

كما عدد “العنزي” المكاسب المنتظر أن تحصدها المملكة من تشغيل قطار الرياض والتي ستكون على مستويات مختلفة، وتشمل:

أولًا: المكاسب الاجتماعية

تحسين التنقل الحضري

يسهم المترو في تسهيل التنقل داخل مدينة الرياض، بما يقلل الاعتماد على السيارات الخاصة. هذا يؤدي إلى تعزيز التواصل بين المجتمعات وتسهيل وصول الأفراد إلى الخدمات الحيوية. مثل المدارس والمستشفيات، بما يدعم الهدف 11 (جعل المدن والمجتمعات أكثر شمولية واستدامة).

تقليل الفجوة الاجتماعية

من خلال توفير وسيلة نقل آمنة وميسورة التكلفة للجميع، يعزز المترو العدالة الاجتماعية. كما يتيح الفرص للجميع بغض النظر عن طبقاتهم الاجتماعية.

رفع مستوى الرفاهية

يقلل المشروع من التوتر النفسي المرتبط بالازدحام المروري اليومي؛ ما يعزز الصحة النفسية للسكان (الهدف 3).

ثانيًا: المكاسب الاقتصادية

تحفيز الاقتصاد المحلي

يعزز المترو الأنشطة الاقتصادية على طول مساراته من خلال خلق فرص استثمارية جديدة، سواء في مجالات التجارة أو الخدمات. هذا يتماشى مع الهدف 8 (تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام).

خلق فرص عمل

يسهم المشروع في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. بدءًا من عمليات الإنشاء إلى التشغيل والصيانة، بما يقلل معدلات البطالة.

خفض التكاليف المعيشية

يُقلل المترو من تكاليف النقل اليومية للعائلات؛ ما يزيد من دخلهم المتاح لتحسين مستويات معيشتهم.

ثالثًا: المكاسب البيئية

خفض انبعاثات الكربون

بتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة وتقليل عدد الرحلات اليومية، يسهم المترو في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. بما يدعم العمل المناخي (الهدف 13).

تشجيع النقل المستدام

يعزز المترو ثقافة النقل العام المستدام، بما يسهم في حماية الموارد الطبيعية وتقليل التلوث البيئي في المدينة.

رابعًا: تعزيز السياحة

جذب السياح

يسهم المترو في تعزيز جاذبية الرياض كوجهة سياحية متطورة. السياح يفضلون المدن التي يسهل التنقل فيها؛ ما يدعم قطاع السياحة ويحقق نموًا في الإيرادات السياحية.

تسليط الضوء على الهوية الحضارية

كما يقدم المترو تجربة تنقل عصرية تعكس التطور الحضاري للمملكة؛ ما يعزز صورتها على المستوى الدولي.

نموذج عالمي لتحقيق الاستدامة

واختتم “العنزي” قائًلا: إن تشغيل مترو الرياض ليس مجرد مشروع نقل، بل استثمار استراتيجي لتحسين حياة السكان وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. بفضل دوره في تعزيز جودة الحياة ودعمه المباشر لأهداف التنمية المستدامة.

وأضاف أن المترو يمثل نموذجًا يُحتذى به للمدن الأخرى التي تسعى إلى تحقيق التنمية المتكاملة.

كتب: مصطفى عبد الفتاح

 

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.