منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

ينحدرون من نسل الإسكندر الأكبر|تعرف على شعب الهونزا الأطول أعمارًا في العالم

منذ الأزل وحلم العيش لأطول فترة ممكنة يراود الجميع؛ إلا أن شعب الهونزا تمكّن من تحقيق المعادلة الصعبة وإطالة متوسط أعمار العيش لدى سكانه؛ لتصل إلى 100 عام، ويعيشون حتى هذا السن مُتمتعين بكامل صحتهم ولياقتهم وعافيتهم.

بينها مصر وعُمان.. أفضل الوجهات السياحية حول العالم 2022
سيدة من قبيلة الهونزا
سيدة من شعب الهونزا
أعمار شعب الهونزا

وتبلغ أعمار بعض شيوخ قبيلة الهونزا سنّ المائة وستين عامًا، وهم بكامل لياقتهم، فما سر هذه القبلية العجيبة؟ وما السبب الرئيس وراء طول أعمارهم؟

يعيش أفراد قبيلة الهونزا على ارتفاع 6230 قدمًا بأحد مرتفعات مقاطعة كاراكورام شمال دولة باكستان، بعيدًا عن التكنولوجيا والضوضاء والتلوث وغيرها من عوامل التشويش التي نعيش فيها اليوم.

بينها جبال الألب وآيسلندا.. أفضل الوجهات السياحية لقضاء الصيف

ويُقال إن أصل قبيلة الهونزا يعود لأحد جيوش الأسكندر الأكبر، الذي ضل طريقه خلال أحد المعارك، واستوطن ذات المنطقة التي تعيش فيها قبيلة الهونزا اليوم، ويتكوّن شعب الهونزا اليوم من مايزيد عن 90 ألف نسمة، ينقسمون فيما بينهم إلى 5 عشائر فقط، وتجمعهم وحدة الدين واللغة، وهم مسلمون على المذهب الشيعي.

وادي الخالدون

يُسمي البعض المنطقة التي تعيش فيها قبيلة الهونزا “وادي الخالدون” نسبة لطول أعمار سكانه، ولياقته البدنية العالية وصحتهم، فهم نادرًا ما يصابون بالأمراض، ويُمكن لسيدات الهونزا أن يحملن حتى سنّ الخامسة والستين، ويلدن في هذه السن، ولايشيخ جلد وجوههن، بل يستمر بنفس نضارة جلد الأطفال.

ويتميز شعب الهونزا كونه أكثر الشعوب ابتسامًا وتفاؤلًا حول العالم، فهم دائمًا يبتسمون.

وغالبًا ماتُصيب الحيرة كل من ينال حظ مقابلة شخص من قبيلة الهونزا؛ إذ لاتكشف أجسادهم القوية وبشراتهم المشدودة عن أعمارهم الحقيقية، ودائمًا مايبدو سنهم أصغر من عمرهم الحقيقي.

قدرات خارقة

ومن بين أسرار الهونزا التي تمنحهم تلك القدرات الخارقة كونهم لا يعتمدون على التكنولوجيا مُطلقًا، ويعيشون حياة بدائية ويعملون خلالها بمهن الرعي والزراعة وغيرها من الأعمال اليدوية التي تحتاج لقوة ونشاط.

ويُصنّف النظام الغذائي لشعب الهونزا على أنه أحد الأنظمة الغذائية الأكثر استحالة في التطبيق على كوكب الأرض، حيث أنهم لايتناولون اللحوم سوى مرتين فقط سنويًا، ويقتصر تناولهم للحوم على لحوم الدواجن أو الخراف، كما أنهم لايتناولون السكر أبدًا، ولا الخمر، وهم نباتيون، يعتمدون في نظامهم الغذائي على تناول الخضر والفاكهة الطازجة التي يزرعونها بأنفسهم.

ومن بين أهم الفواكة التي يحرص شعب الهونزا على إدراجها في نظامهم الغذائي فاكهة المشمش والخوخ، خاصة المشمش المجفف الذي يعيشون على تناول منقوعه سنويًا من شهرين إلى 4 أشهر، وتمثل شجرة المشمش في أوساط الهونزا مصدر عزٍ وفخر وهيبة، ويجب على كل فرد في قبيلة الهونزا أن يملك شجرة واحدة على الأقل من المشمش.

ويرفض شعب الهونزا بشدة تناول الأطعمة المُصنّعة أو المضاف إليها مواد حافظة، ويفضلون تناول الطعام طازجًا من الخضر والفاكهه، إلى جانب بعض المكسرات ومن بينها البندق والفستق اللذان يستخرجان منهما زيوت نافعة لها عدة استخدامات لديهم.

ويحرص أفراد قبيلة الهونزا على ممارسة رياضة السير يوميًا، وتبلغ أقل مسافة يقطعها أفراد القبيلة يوميًا 25 كم، وقد يحمل الفرد من الهونزا خلال سيره أحمالًا تعادل وزنه أو تقل، خلال ممارسته لرياضة المشي.

وإلى جانب حرصهم البالغ على ممارسة الرياضة البدنية، يحرص شعب الهونزا على ممارسة الرياضة الروحية كاليوجا والتأمل وغيرها، ويُعد ممارسة الرياضات الروحية طقسًا أساسيًا في حياة كل مواطن في شعب الهونزا، ويمارسونها للوصول للصفاء الروحي، والهدوء والتناغم مع الطبيعة من حولهم، ولا يُعاني شعب الهونزا من أمراض العصر الحديث كالسمنة والسكري وغيرها من الأمراض.

كما أن أطفال الهونزا يولدون أقوياء، ولم يُسجّل حتى الآن بينهم حالة واحدة من الأطفال المصابين بمتلازمة داون، أو غيرها من الأمراض التي تُصيب الأطفال في مجتمعاتنا.

وعلى عكس القبائل البدائية التي تحرص على العزلة، أدركت قبائل الهونزا أهمية التعليم وأنشأت مدرسة لتعليم فتياتها، وتبلغ نسبة المتعلمات من شعب الهونزا 90% من السيدات.

وغالبية شعب الهونزا يُجيد اللغة الإنجليزية، إلى جانب اللغة المحلية التي يتواصل بها أفراد القبيلة فيما بينهم.

ولكونهم مجتمع مغلق لاتوجد جرائم سرقة وسط مجتمع الهونزا؛ حيث يسود الود والتسامح ويتعامل الجميع بروح الأسرة الواحدة.

ولعل المشكلة الصحية الوحيدة التي تواجه شعب الهونزا هي أمراض العيون، كونهم يستخدمون وسائل بدائية لطهو الطعام، فتتأثّر أعينهم من سُحب الدخان التي تُطلقها المواقد البدائية التي يصنعوها لإنضاج الطعام؛ لذا يعاني جزء كبير من شعب الهونزا من مشاكلٍ في العيون.

 

 

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.