المملكة والصين.. علاقات تاريخية وشراكات متميزة
بدعوةٍ كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله -، وتعزيزًا للعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع المملكة العربية السعودية بجمهورية الصين الشعبية منذ 80 عامًا، يجري فخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، اليوم الأربعاء، زيارةٍ رسمية إلى المملكة العربية السعودية، والتي تستغرق 3 أيام، حتى الجمعة الموافق 9 ديسمبر 2022م.
ثلاث قمم
يُعقد خلالها ثلاث قمم هي (السعودية الصينية، والخليجية الصينية، والعربية الصينية)، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، وفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، وحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وانطلاقًا من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول العربية، مع جمهورية الصين الشعبية، سيتضمن برنامج الزيارة حضور فخامة رئيس الصين (قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية)، و(قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية).
يأتي ذلك بمشاركة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج والدول العربية.
الأمر الذي يعكس أهمية انعقاد هذه القمم، وما تحظى به من اهتمام إقليمي ودولي.
تعزيز العلاقات الثنائية
وسيجرى خلالها مناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في المجالات كافة، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي.
وتجسّد الزيارة الحالية حرص قيادتي البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية، وشراكتهما الإستراتيجية واستثمار إمكاناتهما السياسية والاقتصادية في خدمة مصالحهما المشتركة.
وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية تطورًا مميزًا ووثيقًا.
كما أنها تسير بوتيرة متسارعة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك بينهما في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
وتسعى السعودية لإقامة علاقات متوازنة مع الصين، تخدم أهداف المملكة، وتسهم في حماية مصالحها.
اقرأ المزيد:
بقيمة 3 مليارات ريال.. بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة يوقّع 15 اتفاقية تمويل
110 مليارات ريال
ومن المتوقع، أن يتم توقيع اتفاقات مبدئية بأكثر من 110 مليارات ريال (29.26 مليار دولار) خلال القمة السعودية الصينية.
تأتي زيارة شي في وقت تراجعت فيه العلاقات الأمريكية السعودية لأدنى مستوياتها.
في حين تخيم حالة من الضبابية على أسواق الطاقة العالمية مع فرض الغرب حدًا أقصى لسعر النفط الروسي.
كذلك متابعة واشنطن بحذر تنامي نفوذ الصين في الشرق الأوسط.
ويرصد موقع “الاقتصاد اليوم”، عبر هذا التقرير، بعض التفاصيل والإحصائيات حول العلاقات النفطية والتجارية بين السعودية والصين، جاءت كالتالي..
الكهرباء
اتفقت شركة تطوير المرافق السعودية أكوا باور، التي يملك صندوق الاستثمارات العامة، جزءًا منها، في سبتمبر، مع صندوق طريق الحرير على الاستثمار المشترك في محطة طاقة تعمل بالغاز بقدرة 1.5 جيجاوات في أوزبكستان.
يأتي ذلك مقابل مليار دولار، وهي جزء من مبادرة بكين (حزام واحد طريق واحد).
وتبني شركة الصين لهندسة الطاقة التي تديرها الدولة، محطة طاقة شمسية بقدرة 2.6 جيجاوات في الشعيبة بالسعودية، المملوكة أيضًا لأكوا باور.
اقرأ أيضًا:
«منشآت»: أكثر من 978 منشأة تعمل في السعودية
النفط
تعد الصين، أكبر شريك تجاري للسعودية، إذ وصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى 87.3 مليار دولار في 2021.
كما بلغت قيمة الصادرات الصينية للسعودية 30.3 مليار دولار، فيما بلغت واردات الصين من المملكة 57 مليار دولار.
وتظهر بيانات الجمارك الصينية أن السعودية هي أكبر مورد للنفط للصين، فهي منشأ 18% من إجمالي مشتريات الصين من النفط الخام.
وبلغ إجمالي الواردات 73.54 مليون طن (1.77 مليون برميل في اليوم) في الأشهر العشرة الأولى من 2022، بقيمة 55.5 مليار دولار.
في حين وصلت واردات النفط العام الماضي إلى 87.56 مليون طن، بقيمة 43.9 مليار دولار.
ما تمثل 77% من إجمالي واردات الصين السلعية من السعودية.
ولدى عملاق النفط السعودي أرامكو صفقات توريد سنوية مع عدد من من المصافي الصينية.
يأتي من بينها سينوبك ومؤسسة البترول الوطنية الصينية، والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري وسينوكيم.
كذلك شركة شمال الصين للصناعات (نورينكو)، وشركة تشجيانغ الخاصة للبتروكيماويات.
المصافي
اتخذت أرامكو في أوائل 2022 قرارًا استثماريًا نهائيًا ببناء مصفاة ومجمع للبتروكيماويات بـ10 مليارات دولار في شمال شرق الصين.
ويعد ذلك أكبر استثمار منفرد لها في البلاد.
وأُطلق على اسم المشروع “شركة هواجين أرامكو للبتروكيماويات”، وهو مشترك يضم أرامكو ومجموعة هواجين للصناعات الكيماوية.
وتعد وحدة تابعة لنورينكو، ومجموعة بانجين سينسين الصناعية.
ويضم المشروع، المتوقع أن يبدأ تشغيله في 2024، مصفاة تبلغ طاقتها 300 ألف برميل في اليوم.
وكذلك مصنع إيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنويًا.
ومن المقرر أن توفر أرامكو ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميًا من النفط الخام.
اقرأ المزيد:
مؤشر مديري المشتريات القطري يرتفع للمرة الأولى منذ 6 أشهر
الاستثمارات
وتستثمر أرامكو في الصين بحصة 25% في شركة التكرير والبتروكيماويات المحدودة بمقاطعة فوجيان، التي تسيطر عليها شركة التكرير الحكومية العملاقة سينوبك.
وبدأت في 2008 في تشغيل مصفاة تبلغ طاقتها الإنتاجية 280 ألف برميل يوميًا، ومجمع إيثيلين بطاقة 1.1 مليون طن سنويًا.
كما وقعت أرامكو في أكتوبر 2018 مذكرة تفاهم مع حكومة تشجيانغ لاستثمار 9%.
جاء ذلك في تشجيانغ للبتروكيماويات، التي تدير أكبر مصفاة منفردة في الصين بطاقة 800 ألف برميل يوميًا.
ولم يجر الإعلان عن أي تقدم آخر منذ ذلك الحين.
وبالمثل، تمتلك سينوبك 37.5% في ينبع أرامكو سينوبك للتكرير (ياسرف).
وهو مشروع مشترك مع أرامكو، يشغل مصفاة بطاقة 400 ألف برميل في اليوم في ينبع على ساحل البحر الأحمر.
شراكات
ويعد صندوق طريق الحرير المملوك للدولة في الصين، جزءًا من كونسورتيوم تقوده شركة إي.آي.جي جلوبال إنرجي بارتنرز، ومقرها الولايات المتحدة.
وأبرمت منتصف 2021 صفقة لشراء 49% من أعمال خطوط أنابيب نفط أرامكو، مقابل 12.4 مليار دولار.
ويشكل طريق الحرير، جزءًا من كونسورتيوم، تقوده شركة بلاك روك ريل أسيتس.
كذلك شركة حصانة الاستثمارية، التي أعلنت في فبراير استكمال الاستحواذ على حصة 49% من شركة أرامكو، لإمداد الغاز مقابل 15.5 مليار دولار.
اقرأ أيضًا:
ميزانية السعودية 2023.. وزارة المالية تجتمع لإقرار موازنة المملكة
للمزيد من أخبار قسم تقارير وتحليلات (اضغط هنـــــــا).
التعليقات مغلقة.