منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

نضال الشعار: التفاوض هو المصير المنتظر لصراع “البريكس” والدولار

قال الدكتور نضال الشعار؛ الخبير الاقتصادي وكبير الاقتصاديين في شركة “ACYّ”، إن الصراع بين دول البريكس والولايات المتحدة ليس وليد تهديد ترامب الأخير بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول “بريكس”، لكن وتيرة المنافسة اشتعلت مؤخرًا في ظل التوترات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.

تطور البريكس

وأضاف “الشعار”، في تصريحات خاصة لـ “الاقتصاد اليوم” أنه مع إطلاق “البريكس” مطلع الألفينيات كانت النية في المقام الأول إطلاق تجمع تجاري بشكل كبير. لتبادل التجارة والاستفادة من قوة اقتصادات الدول المشاركة فيه فيما بينها.

وتابع: “مؤخرًا تحول إلى صراع سياسي. وذلك بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على روسيا بسبب الحرب. وأيضًا الصين بسبب إغراق منتجاتها الأسواق الأمريكية وخسارة الشركات الأمريكية جزءًا كبير من نصيبها في التجارة الدولية. حتى أصبحت دول مستوردة بشكل مطلق”.

وذكر “الشعار” أن الصراع اليوم أصبح يأخذ صيغة سياسية تختلف عن السابق، وبالتالي كانت الولايات المتحدة عليها الرد بشكل عملي. فالسياسة الحمائية التي ينوي الرئيس دونالد ترامب ابتاعها، والتي على رأسها زيادة التعريفات الجمركية على أغلب الدول بداية من الاتحاد الأوروبي والصين والمكسيك وكندا هي بمثابة إنذار قد يتحول إلى حقيقة تحديدًا فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على الدول التي يعتبرها من وجهة نظره تهدد الولايات المتحدة.

هيمنة الدولار

واعتبر الشعار أن الخطوة التي لوحت بها دول البريكس بخفض هيمنة الدولار على التجارة الدولية. لم تكن هناك حاجة إليها، خصوصًا أن حجم التجارة الدولية لدول البريكس في حدود الـ 37% من حجم التجارة الدولية. وتشكل 40% من حجم سكان العالم. وبالتالي فهي قوة لا بأس بها لكنها لها عدة نواقص.

وعدد الشعار هذه النواقص، والتي تمثلت في:

  • انتشارها الجغرافي المنتشر بين قارات مختلفة. بالتالي فهناك عائق موجود متعلق بتفعيل التبادل التجاري بين هذه الدول بشكل لافت.
  • هناك اختلاف كبير في حجم موارد هذه الدول.
  • اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكية التي ما زالت مسيطرة حتى الآن.

واعتبر الشعار أن وضع أهداف لإسقاط الدولار لا يعتبر أمرًا منطقيًا. خصوصًا أن التصريحات المختلفة التي أثيرت في الفترة الماضية من قبل دول البريكس والمتعلقة بكسر هيمنة الدولار  لم يكن لها نتائج فعلية على أرض الواقع حتى اليوم.

موقف الدولار والبريكس

وواصل الشعار أن الدولار يشكل 58% من حجم التجارة الدولية. ونحن نعلم أن أغلب الدولار المصدرة للنفط والمواد الخام والغذاء ما زالت تتعامل بالدولار حتى دول مثل الصين ما زالت تحتفظ بكميات هائلة من سندات الخزانة الأمريكية.

كما أن أغلب دول البريكس وإن قامت بتعاملات بعملتها المحلية لكنها في نهاية المطاف يتم تصريفها بشكل دولاري لشراء منتجات من مختلف دول العالم. فالدولار ما زال عملة التعامل الدولية، ولن يكون هناك حاجة لتشكيل حالة عدائية معه.

وأكد أنه إذا فرض الرئيس ترامب زيادة في التعريفات الجمركية على دول البريكس. فهذا يعني أن روسيا والصين ستكونان المستهدفان بشكل كبير. لكننا لا نعلم إن كانت نسبة الـ 100% زيادة في هذه الجمارك إضافة إلى الـ 60% التي سبق وأعلن عنها تجاه الاقتصاد الصيني أم لا.

واختتم “الشعار” بأن القضية معقدة ولن تحل إلا بالمفاوضات؛ لأن دول البريكس ستستجيب للتفاوض مع الولايات المتحدة. بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي التي تعتبر مهددة هي الأخرى نظرًا لارتباط الدولار باليورو بشكل كبير.

كتب: مصطفى عبدالفتاح

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.