الذهب يتصدر المشهد الاقتصادي ويتفوق على الأسهم والسندات كملاذ آمن

يواصل الذهب تسجبل ارتفاعات متتالية في أسعاره، متفوقًا على أصول تقليدية، مثل: الأسهم، والسندات. فيما يبدو أن الذهب يتحرك كما لو أن الاقتصاد العالمي يمر بحالة ركود، ليصبح الملاذ الآمن الأول عالميًا.
وتفوقت مكاسب الذهب على سندات الخزانة الأمريكية، التي فقدت مكانتها كأصل آمن لدى المستثمرين، حسب تقرير لشبكة CNN.
أداء يتفوق على الأسواق
وارتفع المعدن الأصفر، خلال العقدين الماضيين، بنسبة 620%، متجاوزًا مكاسب مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” التي بلغت 580%.
وقفز سعر المعدن النفيس في الأشهر التسعة الأخيرة وحدها، بأكثر من ألف دولار للأوقية، في صعود لافت ونادر. كما تدفقت رؤس الأموال نحن الذهب كبديل آمن ومربح منذ عام 2020، ومع دخول الأسهم في سوق هابطة.
انهيار ثقة بالسندات
ولم تعد السندات الأمريكية تتمتع بالثقة والمكانة التي كانت عليها قبل سنوات. حيث تفوق الذهب على عوائد السندات بشكل واضح خلال السنوات الخمس الماضية.
وارتفع الذهب بنسبة 114%، بينما تراجع صندوق يتتبع السندات بنسبة 45%. منذ مارس 2020.

أسباب التفوق التاريخي
ويعود هذا التحول الكبير إلى التضخم المستمر، والإنفاق الأمريكي الضخم، وتفاقم العجز المالي في الولايات المتحدة. وبلغت نفقات الفائدة على الدين الأميركي 1.2 تريليون دولار خلال عام واحد فقط.
ويستلزم تمويل هذا الدين إصدار كميات ضخمة من السندات، ما يؤدي إلى تراجع أسعارها. حيث أُصدرت سندات بقيمة 7 تريليونات دولار، و23 تريليون دولار طوال العام، خلال ثلاثة أشهر فقط من 2023،
استمرار التراجع في 2024
ولم يختلف الوضع في 2024، حيث تواصلت الإصدارات الضخمة، وسط عزوف متزايد من المستثمرين عن شراء السندات.
وتسببت الحرب التجارية بزيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي إلى مستويات قياسية غير مسبوقة. كما بلغ مؤشر عدم اليقين السياسي ثلاثة أضعاف ما كان عليه في ذروة حرب ترامب التجارية عام 2019.
تدفقات تاريخية
وبلغت صافي تدفقات صناديق المعدن الأصفر منذ بداية عام 2025، 80 مليار دولار، ضعف الرقم القياسي السابق المسجل في 2020.
ويشهد الذهب إقبالًا استثنائيًا وسط حالة من الغموض العالمي، حتى ما حدث في 2020 يبدو متواضعًا مقارنة بالوضع الحالي.
واشترت البنوك المركزية حول العالم في فبراير 2025 وحده 24 طنًا من الذهب.
دعم البنوك المركزية
اشترت البنوك المركزية 3176 طنًا من الذهب، في خطوة تعزز موقعه كأصل احتياطي استراتيجي، وذلك خلال السنوات الثلاث الماضية. وإذا استمر تراجع الأسهم الأمريكية، قد يرتفع سعر المعدن النفيس إلى 3500 دولار للأوقية في وقت قريب.
التعليقات مغلقة.