خطاب الأمير تميم.. نموذج للدبلوماسية القائمة على القانون الدولي والمبادئ الإنسانية

جدّد سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني؛ أمير دولة قطر، في خطابه أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، تأكيد ثوابت السياسة القطرية القائمة على دعم القضية الفلسطينية ورفض الاحتلال، مشددًا على أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في غزة والأراضي القطرية، تمثل «إرهاب دولة» وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح سموه أن قطر ستواصل القيام بدورها كوسيط محايد وفاعل في النزاعات الإقليمية والدولية، سواء بغزة أو أوكرانيا أو إفريقيا، متمسكةً برؤية تقوم على الحوار، والعدالة، واحترام القانون الدولي، بعيدًا عن منطق القوة وفرض شريعة الغاب.
وأكد سموه دعم قطر المتواصل لقضايا السودان ولبنان وسوريا؛ تأكيدًا على التزام الدوحة بالعمل من أجل استقرار المنطقة وتعزيز السلم العالمي.
القوة الناعمة والوساطة السياسية
وتعليقًا على خطاب سموه، قال عبد الله محمد آل عبد الجبار؛ نائب رئيس الجمعية الدولية للعلاقات العامة – فرع الخليج: “إن خطاب سمو الأمير أمام المجتمع الدولي جسّد نموذجًا رصينًا للدبلوماسية الفاعلة القائمة على القانون الدولي والمبادئ الإنسانية؛ إذ لم تكتفِ الدوحة بإعادة التأكيد على ثوابتها في نصرة القضايا العربية العادلة فقط، وإنما عرضت أيضًا رؤية شاملة تعكس قدرتها على الموازنة بين القوة الناعمة والوساطة السياسية”.
وأضاف: “لقد أثبتت قطر عبر إدارتها لملفات معقدة وحساسة عدم سعيها لفرض إرادتها بالقوة، وإنما من منطلق إرادة حقيقية والتزام مسؤول يجعلها نموذجًا يُحتذى في تعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي”.
حلول واقعية ومستدامة
وأوضح آل عبد الجبار أنه يسعد بتقديم حلول واقعية ومستدامة عبر الحوار والمبادرات الدبلوماسية، لافتًا إلى أن قطر أثبتت خلال السنوات الماضية، قدرتها على إدارة أمور معقدة بعقلية توازن بين المبادئ الثابتة والمصالح الإنسانية؛ كنموذج يُحتذى به في تعزيز الاستقرار في المنطقة.
مركزية القضية الفلسطينية
وقال إن رؤية قطر تتمثل في أن القوة الحقيقية لا تكمن في فرض الإرادة بالقوة، بل في التأثير من خلال العمل المسؤول، والالتزام بالقانون الدولي، مُثمنًا خطاب سمو الأمير تميم الذي شدد فيه علي أن الاعترفات المتزايدة بدولة فلسطين تمثل رسالة واضحة للعالم بأن العنف والقوة العسكرية لن ينجحا في طمس قضية مركزية القضية الفلسطينية.
وأضاف عبد الله محمد آل عبد الجبار، أن كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كانت بمثابة إعلان واضح لموقف قطر الثابت تجاه العدوان الإسرائيلي، مؤكدًا دعم الحقوق المشروعة للأمة العربية والإسلامية، وضرورة حماية الأمن والاستقرار في المنطقة.