الاستثمار في كرة القدم.. قصة نجاح جديدة سطرتها المملكة
منذ أن وضعت السعودية رؤية 2030 كان قطاع الرياضة وتحديدًا كرة القدم أحد أهم القطاعات التي تولي المملكة لها أهمية كبيرة عبر ذراعها الصندوق السيادي السعودي الذي تصدر قائمة عقود الريادة المقدمة لقطاع الرياضة بالمملكة وما صاحبها من طفرة تنموية كبيرة توجت بتقدم المملكة لاستضافة كأس العالم 2034.
السيادي السعودي والكرة
على مدار السنوات الماضية، أتم السيادي السعودي العديد من الصفقات الضخمة كان أبرزها استحواذه على نادي “نيوكاسل يونايتد” الإنجليزي المتعثر عام 2021 إضافة إلى العديد من فرق كرة القدم السعودية، بحسب بيانات رسمية.
صاحب ذلك انضمام العديد من نجوم كرة القدم المشهورين عالمين إلى المملكة. حيث كانت البداية مع انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر السعودي بعد رحيله عن فريق مانشستر يونايتد.
وتلى ذلك انضمام اللاعب الفرنسي كريم بنزيمة ونغولو كانتي إلى صفوف فريق الاتحاد السعودي. كما انضم اللاعب البرازيلي المميز فيرمينيو إلى نادي الأهلي السعودي. أيضًا انضم نيمار في صفقة ضخمة إلى الهلال السعودي قادمًا من نادي باريس سان جيرمان.
نمو المملكة اقتصاديا
ونتيجة لهذه الطفرة كان هناك العديد من التأثيرات الإيجابية على النمو الاقتصادي للمملكة. خصوصًا وأن كرة القدم لا تصنف على أنها مجرد رياضة ترفيهية؛ بل جزء ثقافي واجتماعي من المكون السعودي. كما أنها تحفز القطاعات المرتبطة بها وتعزز التنمية المستدامة.
فإذا ما ألقينا الضوء على الفاعليات الرياضية التي استحدثتها المملكة سنجد أن منها دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين والبطولات القارية. والذي كان له أكبر الأثر في انتعاش السياحة بالمملكة.
نتج عن كل ذلك زيادة الإقامة في الفنادق، واستهلاك المطاعم، والتسوق، وتحفيز قطاع السياحة والتعزيز من نموه الاقتصادي بناء على كل هذه المباريات. إضافة إلى الطفرة الكبيرة في قطاع الملاعب، بما يشمله من الملاعب والمرافق التدريبية. ونتج عن ذلك الأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالبناء والهندسة المدنية.
كما أن الفعاليات الرياضية الكبيرة كانت بمثابة فرصة كبيرة لدخول شركات الرعاية والتسويق بقوة إلى السوق السعودية. وهو ما كان بمثابة حافزًا مهمًا للاقتصاد السعودي الكلي.
ترتيب المملكة في الفيفا
وبناء على كل ما سبق، فقد نجحت المملكة في احتلال المرتبة 53 في التصنيف العالمي لكرة القدم. طبقًا للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”. وهذا التصنيف كان بمثابة شهادة على النتائج والتقدم الذي حققته المنتخبات السعودية والأندية على المستوى الدولي.
بينما في حالة الاستمرار على النهج الحالي فمن المتوقع تحقيق مزيدًا من النتائج الإيجابية في قطاع كرة القدم والذي بدوره سينعكس بالإيجاب على المردود الكلي للاقتصاد السعودي.
ونتيجة لكل المجهودات السابقة فقد حصل ملف السعودية المقدم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على أعلى تقييم فني يمنح من قبل الاتحاد الدولي خلال تاريخه. لملف مقدم لاستضافة بطولة العالم بتحقيقه بتقييم 419 من أصل 500 نقطة، وهو ما يمثل إنجاز يعكس النقلة النوعية التي تشهدها المملكة.
ويعد هذا التقييم الفني لملف كأس العالم 2030 و 2034 بمثابة حالة من التمهيد لاختيار الدول المستضيفة للبطولتين عبر الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم المقرر عقدها في الـ 11 من ديسمبر الجاري.
عائد إيجابي
وبدوره، قال الأمير عبد العزيز بن تركي، وزير الرياضة السعودي، إن المملكة تستهدف عوائد استثمارية من القطاع الرياضي تبلغ 500 مليون ريال “133 مليون دولار”، متوقعاً تنامي هذا الرقم. وذلك على هامش “ملتقى ميزانية السعودية 2025”.
وأوضح أن القطاع الرياضي يعتمد بشكل كبير على القطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كاشفًا أن 14 ناديًا طُرحت في مرحلة أولى، مع إبداء 25 شركة رغبتها في الاستثمار بهذه الأندية.
أشار إلى أن المطالبات المالية على الأندية انخفضت من 600 مليون إلى 200 مليون ريال خلال سنة واحدة. كما انخفضت تكلفة فسخ العقود من 616 مليوناً إلى 30 مليوناً.
وذكر الأمير عبد العزيز بن تركي، وزير الرياضة، أن السعودية شهدت تقدماً ملحوظاً في تعزيز السياحة الرياضية خلال السنوات الأخيرة. حيث استضافت المملكة نحو 80 فعالية رياضية دولية جذبت نحو 2.5 مليون سائح من محبي هذه الفعاليات من مختلف أنحاء العالم.
كما أوضح الوزير أن هذه الفعاليات أدّت إلى فوائد اقتصادية ملموسة. فقد بلغت الإيرادات الناتجة عن الإقامة والخدمات في جدة نحو 900 مليون ريال.
وأكد أن هذه النتائج تعكس التأثير الإيجابي والمباشر على الاقتصاد المحلي. مشيرًا إلى مساهمة السياحة الرياضية في نمو الناتج المحلي الإجمالي.
كتب: مصطفى عبدالفتاح
التعليقات مغلقة.