تراجعت الأسهم الأوروبية في تداولات الخميس، مع مواصلة المستثمرين تقييم نتائج أعمال الشركات، وسط استمرار حالة الحذر في الأسواق العالمية.
ويأتي هذا التراجع بالتزامن مع تغير في نبرة الإدارة الأمريكية تجاه الحرب التجارية مع الصين خلال الأيام الماضية. حيث زادت تقلبات الأسواق، بحسب رويترز.
استمرار الضغط على الأسواق
وانخفض مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 0.3%، بحلول الساعة 07:14 بتوقيت جرينتش.
وتأثر المؤشر بأجواء الترقب وغياب الوضوح بشأن التطورات الجيوسياسية والتجارية، وكانت الأسواق قد تعرضت الأسبوع الماضي لصدمة كبير.
وعزا خبراء ذلك إلى الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول. في حين تراجع ترامب لاحقًا عن الدعوة إلى استقالته.
تأثير التوترات التجارية
وأبدى البيت الأبيض مؤخرًا استعدادًا لخفض التصعيد في التوتر التجاري مع الصين. بيد أن الغموض لا يزال يحيط بمسألة الرسوم الجمركية؛ ما يقيّد تحركات المستثمرين.
وساهم هذا التوجه نحو التهدئة مؤقتًا في دفع مؤشرات الأسهم الأوروبية و”وول ستريت” للتعافي خلال جلسة أمس الأربعاء.
خسائر من ذروة السوق
وجدير بالذكر أن المؤشر الأوروبي الرئيسي تراجع بنحو 18% مقارنةً بأعلى مستوى تاريخي سجله في وقت سابق من هذا الشهر.
وجاء هذا الانخفاض بعد تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة. وكذلك تبادل فرض رسوم جمركية ضخمة أثار مخاوف عالمية بشأن دخول الاقتصاد في مرحلة ركود.
نتائج شركات متباينة
وارتفع سهم “أديداس” بنسبة 1.9% في يوم حافل بإعلانات نتائج الشركات. إذ أعلنت الشركة الألمانية المصنعة للملابس الرياضية عن أرباح ومبيعات فاقت التوقعات في الربع الأول من العام.
لكن في المقابل، انخفض سهم “بي.إن.بي باريبا” الفرنسي بنسبة 2.3%، رغم تحقيقه نتائج جاءت متماشية مع التقديرات، كأكبر بنك في منطقة اليورو من حيث الأصول.
تراجع في قطاع الرفاهية
أما سهم “كيرينغ”، الشركة المتخصصة في السلع الفاخرة. تراجع بنسبة 4%، بعد إعلانها عن انخفاض في الإيرادات خلال الربع الأول، جاء أسوأ من توقعات السوق.
ويظهر ذلك تفاوت أداء الشركات الأوروبية خلال هذه الفترة، ما يزيد من صعوبة قرارات المستثمرين في الأسواق المتقلبة.
أنظار نحو بيانات إيفو
وتتوجه الأنظار الآن إلى مؤشر “إيفو” الألماني، المتوقع صدوره في وقت لاحق اليوم. حيث من المنتظر أن يعكس تراجعًا في ثقة الشركات في أكبر اقتصاد أوروبي.
ويأتي ذلك بعد صدور بيانات ضعيفة لمؤشري مديري المشتريات في منطقة اليورو وبريطانيا يوم أمس. إذ يعزز المخاوف من تباطؤ اقتصادي أوسع نطاقًا في القارة.
بيئة عالمية مضطربة
وتأتي هذه التراجعات في الأسواق الأوروبية في ظل بيئة اقتصادية عالمية مضطربة. كما تتسم بتباطؤ النمو وتزايد التوترات الجيوسياسية والتجارية، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين.
وتسود حالة من عدم اليقين بين المستثمرين بشأن مستقبل السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى، خصوصًا بعد تغير توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وتتزايد المخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل وفي أوروبا. تدعمه مؤشرات الأداء الضعيفة للقطاعات الصناعية والخدمية، ما يدفع الأسواق إلى التقلب الحاد والاستجابة السريعة لأي تغيرات مفاجئة.
