3.3 تريليون دولار خسائر قطاع صناعة الطيران عالميًا بسبب كورونا
53 % انخفاضًا في أعداد المسافرين بالرحلات الدولية والداخلية

تُمثل صناعة الطيران أهمية كبيرة؛ كونها تساهم في تنمية اقتصاديات الدول وزيادة الدخل القومي بطريقة مباشرة من خلال المسافرين ومستخدمي المطارات والمجال الجوي، وبطريقة غير مباشرة عن طريق استخدام المسافرين العديد من الخدمات؛ مثل: المطاعم والفنادق والمستشفيات ووسائل النقل؛ كالقطارات والنقل العام وغيرها من الصناعات.
وبالتزامن مع توقعات عدد من الخبراء والمتخصصين بتضاعف الطلب على خدمات النقل الجوي العالمي بحلول عام 2030 بعد الركود الحالي، عقد الشهر الماضي بالتعاون مع مجلس تسويق الخدمات الدفاعية، جلسة تفاعلية عن بُعد بمشاركة عدد من قادة قطاعي صناعة الطيران والدفاع لبحث كيفية تنشيط قطاع صناعة الطيران العالمي بعد الركود الذي تعرض له.
التطورات التكنولوجية
ناقشت الجلسة أهم التحديات والفرص الناجمة عن التطورات التكنولوجية السريعة، بالإضافة إلى الاطلاع على تحليلات بعض الخبراء فيما يتعلق بربط الأفراد والعمليات والأنظمة مع بعضها ضمن قطاع صناعة الطيران والدفاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، كما شهدت طرح مجموعة أسئلة ركزت على أهمية التوطين، وتطوير سياسات حماية الملكية الفكرية، وكيفية استفادة المواهب المستقبلية من الحلول الحديثة للمضي قدمًا في مسيرتهم المهنية ضمن هذه القطاعات.
وخلال الجلسة، قدم روبرت هاروارد؛ الرئيس التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن بالشرق الأوسط، شرحًا مفصلًا حول الخطوات الاستباقية التي اتخذتها دولة الإمارات لتبني أحدث التكنولوجيات لتطوير قطاع صناعة الطيران في المنطقة، مُشددًا على دور التكنولوجيا فى تمكين شركات الدفاع من الوصول إلى إمكانياتها الكاملة على كافة المستويات بوتيرة أسرع لضمان تطبيق العمليات ووضع الآليات اللازمة، مؤكدًا على أهمية تطوير الملكية الفكرية لتمكين التوطين.
وأكد هاروارد على الجهود التي تبذلها شركته للاستثمار في دعم القوى العاملة المحلية في الشرق الأوسط لمساعدتها على اكتساب مهارات وقدرات جديدة، وتطرق في كلمته إلى التحدي الأهم الذي يواجهه القطاع والمتمثل فى القدرة على ضمان استقطاب الخريجين المتميزين والكفاءات وحثهم على الانخراط في الوظائف المناسبة في مجال الدفاع والفضاء.
وتوقع المشاركون في الجلسات التحضيرية للقمة العالمية لصناعة الطيران 2020 حدوث انخفاض بنحو 50 % في قيمة القطاع إلى 42 مليار دولار، وعدم عودته إلى مستويات عام 2019 حتى عامي 2022 و2023، إلى جانب الانخفاض في الإنفاق ضمن القطاع الذي يُعد من أول المتأثرين على صعيد الميزانيات وآخر المتعافين، منوهين بأن التعافي سيستغرق من 18 إلى 24 شهًرا قبل عودة حركة الطيران إلى طبيعتها.
وأوضح زياد الحازمي؛ الرئيس التنفيذي لشركة «لوفتهانزا تكنيك الشرق الأوسط»، أن الشركة وشركات الطيران التي تتعاون معها، تحرص على إيجاد حلول مناسبة قصيرة الأمد، مؤكدًا تركيز الشركة على الاستفادة من فرص زيادة متطلبات صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات لضمان عدم وجود مشاكل على صعيد القدرة الاستيعابية، مشيرًا إلى ضرورة تحلى شركات الطيران بالشفافية حول القطع التي يجب تركيبها وما إذا كان هناك حاجة لإجراء إصلاحات أم لا؛ لكي نتمكن من إدارة أساطيل الطائرات بشكل أكثر ذكاءً وكفاءة على صعيد الكلفة.
خسائر صناعة الطيران
قدّر المجلس العالمي للسفر والسياحة WTTC، حجم خسائر قطاع صناعة الطيران المدني العالمية منذ تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” بـ3.3 تريليون دولار.
وأوضح المجلس في تقرير له، أن الخسائر التي تكبدها قطاع صناعة الطيران المدني العالمية – التي تساهم بنحو 10 %من الناتج المحلي الإجمالي العالمي – حتى العام القادم تعني استمرار ركود الاقتصاد العالمى الذي تعرض لانكماش، وتظهر التداعيات الخطيرة لخسائر صناعة الطيران والسياحة على الاقتصاد العالمي؛ لأنه يعمل فيها أكثر من 300 مليون شخص فى العالم، مؤكدًا أن أي تحسن فى قطاع الطيران والسياحة بنسبة 1 % زيادة في عدد الرحلات الجوية سيضيف أكثر من 7 مليارات دولار للناتج المحلي الإجمالي العالمي.
تراجع بيع الطائرات التجارية
وقالت وكالة أفيشين ويك نيتورك الأمريكية AWN لأبحاث الأسواق السياحة والطيران، إن عدد الطائرات التجارية التي ستطلب شركات الطيران على مستوى العالم شراءها خلال العشر سنوات القادمة، ستشهد انخفاضًا كبيرًا بحوالى 30 % ليهبط إلى 16 ألف طائرة بسبب جائحة كورونا.
وبحسب دان ويليام؛ محلل أسواق الطيران بوكالة AWN فإن الطائرات ذات الجسم العريض مثل الجامبو الأمريكية بوينج 747 B وإيرباص الأوروبية الضخمة A380 تتكبد أكبر خسائر؛ ما يتسبب في تراجع الطلب على شرائها بحوالي 40 % من 4300 وحدة قبل ظهور كورونا إلى حوالى 2500 وحدة حاليا خلال الفترة من 2021 إلى 2030.
وتوقعت المنظمة العالمية للطيران المدنى ICAO، انخفاض أعداد المسافرين فى الرحلات الدولية والداخلية على مستوى العالم بنسبة تتراوح بين 53 % إلى 60 % خلال العام الجاري مقارنة بالعام 2019 بسبب انتشار وباء كورونا في أكثر من 200 دولة منذ يناير الماضى وحتى الآن.
97 مليار دولار
وتوقعت المنظمة أيضًا هبوط حركة الركاب في المطارات الدولية بحوالي 50 % وانخفاض إيرادات المطارات بأكثر من 57 % أو أكثر من 97 مليار دولار هذا العام، مقارنة بالعام 2019 بعد أن أغلقت العديد من الدول حدودها للحد من انتشار الجائحة.
التعليقات مغلقة.