منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

مليار شخص حول العالم يُعانون من الاضطرابات النفسية

منظمة الصحة العالمية تطلق حملة "فلنستثمر فيها"

 

يحتفل العالم بـ “اليوم العالمي للصحة النفسية”؛ خلال شهر أكتوبر من كل عام حيث تتخذه الدول فرصة للتعريف بمخاطر التوتر النفسي وعلاقته بالأمراض الأخرى، وحشد الجهود لدعم الصحة النفسية والحفاظ عليها؛ كونها جزءًا أساسيًا من الصحة العامة.

وينص دستور منظمة الصحة العالمية على أنّ “الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنيًا وعقليًا واجتماعيًا، وأن الصحة النفسية حالة من العافية، يمكن للفرد فيها تكريس قدراته الخاصة، والتكيّف مع أنواع الإجهاد العادية، والعمل بتفانٍ وفاعلية والإسهام في مجتمعه، وتُعد من الأمور الأساسية لتوطيد القدرات الجماعية والفردية على التفكير والتأثر والتفاعل مع بعضنا البعض؛ إذ يُعد تعزيز الصحة النفسية وحمايتها واستعادتها شاغلًا حيويًا للأفراد والجماعات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

الصحة النفسية الوقائية

ويهدف اليوم العالمي للصحة النفسية إلى تعزيز نظم المعلومات والبيانات والبحوث المتعلقة بالصحة النفسية وتنفيذ استراتيجيات حديثة لتعزيز الصحة النفسية الوقائية، وتوفير خدمات الصحة النفسية والرعاية الاجتماعية الشاملة والمتكاملة في البيئات المجتمعية، ورفع الوعي بمشكلات الصحة النفسية، مع توجيه الاهتمام بموضوعات الصحة العامة والمشكلات النفسية وتفعيل الجهود لدعم الصحة النفسية وتحديد أولويات موضوعاتها.

وبالتزامن مع هذه المناسبة، تُكثف الجهود الدولية لوضع سياسات الصحة النفسية، ليس لحماية المعافاة النفسية وتعزيزها فحسب، بل وتلبية احتياجات من يعانون من اضطرابات نفسية محددة؛ إذ توجد بيانات تدل على كفاءة وفاعلية تكاليف التدخلات الرئيسة للاضطرابات النفسية ذات الأولوية في البلدان على مختلف مستويات التنمية الاقتصادية.

300 مليون يعانون من الاكتئاب

وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية في 10 أكتوبر عام 1992؛ حيث خصص هذا التاريخ لإجراء مناقشات أكثر فاعلية حول ما يتعلق بالأمراض النفسية وتوظيف الاستثمارات في الخدمات ووسائل الوقاية من الأمراض النفسية المزمنة؛ إذ تُشير بعض التقارير الصحية العالمية إلى أن الاكتئاب والاضطرابات النفسية الشائعة التي يعاني منها نحو أكثر من 300 مليون شخص على مستوى العالم من الأسباب الرئيسة للإعاقة، كما أن أكثر من 260 مليون يعيشون مع اضطرابات القلق.

يُركز الاحتفال هذا العام على تذكير الشعوب بأهمية الصحة النفسية، ومزيد من التوعية عن المرض النفسي، والعمل على حل كافة المشكلات التي تعترض السلامة النفسية لشعوب العالم، والعمل على علاج الاضطرابات النفسية التي ظهرت مع متطلبات العصر وضغوطه.

حالة انتحار كل 40 ثانية

ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، الصادر في أغسطس الماضي، هناك أكثر من مليار شخص حول العالم يُعانون من الاضطرابات النفسية، كما أن تعاطي الكحول يودي بحياة 3 ملايين شخص سنويًا، ويحصد الانتحار شخصًا واحدًا كل 40 ثانية، بالإضافة إلى عدد كبير من البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل، تشهد زيادة في نسب من يعانون من الاضطرابات النفسية والعصبية، وتلك الناجمة عن تعاطي المخدرات، دون الحصول على علاج؛ إذ تصل هذه النسب إلى 75% .

التحرك من أجل الصحة النفسية

وفي هذا السياق، أطلقت منظمة الصحة العالمية، في سبتمبر الماضي، حملة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية بعنوان “التحرك من أجل الصحة النفسية: فلنستثمر فيها”؛ للتشجيع على اتخاذ إجراءات عامة في جميع أنحاء العالم، بالتعاون مع المنظمات الشريكة ومنظمة متحدين من أجل الصحة النفسية العالمية والاتحاد العالمي للصحة النفسية.

 تأثير جائحة كورونا

وبهذه المناسبة يقول الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس؛ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “إن اليوم العالمي للصحة النفسية فرصة سانحة أمام العالم ليوحد صفوفه ويعالج الإهمال الذي تعاني منه الصحة النفسية. وقد بدأنا نشهد فعلًا العواقب التي خلفتها جائحة كورونا “كوفيد-19″ على الصحة النفسية للناس، وهذه ليست سوى البداية، فإن لم نقطع حالًا التزامات جدية بزيادة الاستثمار في مجال الصحة النفسية، فإن العواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على ذلك ستكون بعيدة المدى”.

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد عقدت مؤخرًا اتفاقيات مع شركائها من المنظمات والمؤسسات ذات العلاقة، لإصدار إرشادات بشأن الصحة النفسية إلى العاملين الصحيين وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية ومديري المرافق الصحية والأشخاص من جميع الأعمار ممّن تسببت الجائحة في تغيير مجرى حياتهم؛ حيث ظهرت العديد من المبادرات التي ساهمت في تعزيز الدعم النفسي الاجتماعي.

2 % فقط من الميزانية للصحة النفسية

وكشف تقرير منظمة الصحة العالمية، أن النسبة التي تنفقها البلدان في المتوسط من ميزانيتها الصحية على الصحة النفسية لا تتجاوز 2 %، لافتًا إلى أنه بالرغم من الزيادة الطفيفة التي طرأت في السنوات الأخيرة على حصة المساعدات الإنمائية الدولية المقدمة في مجال الصحة النفسية، فإن نسبتها لم تتجاوز 1 % من إجمالي المساعدات الإنمائية المقدمة في مجال الصحة.

ومن المقرر أن تستضيف منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي للصحة النفسية، في 10 أكتوبر من العام الجاري، فعالية إلكترونية عالمية بعنوان: “التظاهرة الكبرى من أجل الصحة النفسية”؛ للتوعية والدعوة في مجال الصحة النفسية، تركز على الأعمال التي ينجزها موظفوها في جميع أنحاء العالم للحد من الأمراض النفسية وتعاطي الكحول والمخدرات، كما تشهد حضور عدد من الشخصيات الرياضية من الجنسين، ممن تأثرت حياتهم باعتلالات الصحة النفسية، للحديث عن تجاربهم وعرض طرق تعاملهم مع حالات صحية مثل الاكتئاب والقلق.

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.