منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يتيح تبادل 3 جيجاوات في أوقات الذروة

1.8 مليار دولار التكلفة الاستثمارية للمشروع.. والتشغيل 2024

شهدت العاصمة المصرية «القاهرة»، في الأسبوع الأول من أكتوبر الماضي، توقيع عقود ترسية مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية بقدرة 3000 ميجاوات؛ لتعزيز القدرات الكهربائية في البلدين.

المملكة توقّع مذكرة تفاهم مع الأردن لمشروع الربط الكهربائي
الربط الكهربائي بين مصر والسعودية

وأوضح الدكتور محمد شاكر؛ وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، أن التكلفة الاستثمارية للمشروع ارتفعت من 1.6 مليار دولار إلى 1.8 مليار دولار بسبب التغيرات التي يشهدها السوق، مُشيرًا إلى أنه من المقرر بدء التشغيل التجاري الفعلي للمرحلة الأولى في مطلع عام 2024.

مشاريع الربط الكهربائي.. مزايا اقتصادية للدول العربية

وأكد شاكر أن المشروع يُمثل حلقة وصل قوية بين أكبر شبكتين كهربائيتين في الشرق الأوسط؛ ما ينعكس على استقرار الإمداد الكهربائي بين البلدين، بالإضافة إلى العوائد الاقتصادية والتنموية لاستبدال 3000 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، لافتًا إلى أن المشروع يُساعد في مواجهة الطبيعة غير المستقرة للطاقة المتجددة، مع توفير استثمارات ضخمة لمعالجة أي آثار ناتجة عن ذلك.

إنجاز مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية

في السياق ذاته أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان؛ وزير الطاقة السعودي، أن بلوغ إنجاز مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يُبرز التوجيهات الصحيحة للبلدين.

هيئة الربط الكهربائي بمجلس التعاون الخليجي تعقد منتدى تغير المناخ وأمن الطاقة

وأشار إلى أن المشروع يأتي من بين حزمة اتفاقيات اقتصادية وتنموية وسياسية وقعها البلدان مؤخرًا، مؤكدًا أن خطة الربط الكهربائي في السعودية تتوافق مع رؤية 2030، وتحظى برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

حجم مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية

يعد مشروع الربط الكهربائي بين السعودية ومصر هو الأكثر تقدمًا وتعقيدًا من نوعه في جميع أنحاء العالم؛ إذ يتيح لهما تبادل 3 جيجاوات من الكهرباء في أوقات الذروة، فوفقًا للبيانات الرسمية في البلدين، فإنهما ينتجان مجتمعين نحو 160 جيجاوات من الكهرباء سنويًا؛ حيث من المقرر أن ينقل مشروع الربط نحو 500 كيلو فولت على طول 1.3 كيلو متر باستخدام خطوط الكهرباء العلوية وكابل تحت سطح البحر عبر البحر الأحمر.

مجلس التعاون الخليجي يُدشن أول منصة رقمية للنفط والغاز
هيتاشي وأوراسكوم

تُشارك شركة هيتاشي ABB Power Grids مع شركة الخدمات السعودية للأعمال الكهربائية والميكانيكية في السعودية، وشركة أوراسكوم للإنشاءات في مصر في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي العابر للقارات.

وفي هذا الصدد، صرحت شركة Hitachi ABB Power Grids بأن هذه هي أول وصلة ربط للتيار الكهربائي عالي الجهد على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مُشيرة إلى أنها ستوفر ثلاث محطات تحويل HVDC  في المدينة المنورة وتبوك في السعودية، وبدر في مصر.

القدرات الكهربائية للبلدين

على مدى السنوات الخمس الماضية، سعت مصر إلى زيادة صادراتها من الطاقة الكهربائية وتلبية احتياجات الدول المجاورة؛ حيث يبلغ فائضها نحو أكثر من 20 ألف ميجاواط، كما تحرص على زيادة دخلها القومي من خلال صادراتها من الطاقة الكهربائية، وأن تصبح سوقًا جاذبة للاستثمار في الطاقة مستقبلًا؛ وهو ما يعوض التكاليف التي أُنفقت على تلك المشاريع؛ وبالتالي تحقيق صافي إيرادات.

أكبر شبكة كهربائية متطورة

وتمتلك السعودية أكبر شبكة كهربائية متطورة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقدرة إنتاجية تقارب 90 جيجاوات؛ ما يجعلها مركزًا إقليميًا لتبادل الطاقة الكهربائية مع الدول العربية عبر مشاريع الربط.

الهيئة الملكية بينبع

ووقعت مؤخرًا الهيئة الملكية بينبع اتفاقية استثمارية بقيمة 145 مليون ريال؛ لإقامة مصنع لإنتاج الطاقة من الرياح؛ حيث من المتوقع أن تبلغ القدرة الإنتاجية لكل توربين 4.2 ميجاوات؛ إذ تضم المحطة 99 توربين رياح.

كيف تستفيد مصر من المشروع؟

تمتلك مصر قدرات هائلة تُمكنها من توليد طاقة كهربائية ضخمة اعتمادًا على مصادر مختلفة تقليدية أو متجددة؛ ما يجعلها مركزًا إقليميًا لتصدير الطاقة الكهربائية؛ حيث ترتبط كهربائيًا شرقًا وغربًا مع الأردن بقدرة 400 ميجاوات، وليبيا بخط ربط بقدرة 243 ميجاوات.

وتستفيد مصر من مشروع الربط الكهربائي مع الجانب السعودي عن طريق اختلاف وقت حدوث الذروة في البلدين أثناء تبادل الطاقة؛ حيث تقع ذروة الأحمال في السعودية خلال فترة الظهيرة، بينما تقع في مصر خلال فترة المساء، وبفاصل زمني لا يقل عن ثلاث ساعات؛ ما يُحقق تأمينًا وتبادلًا للطاقة.

السعودية مركز إقليمي

ووفقًا لبنود الاتفاقية، يحقق مشروع الربط الكهربائي للسعودية الاستفادة من القدرات الكهربائية الهائلة التي تصل إلى 3 جيجا وات خلال أوقات الذروة؛ ما يوفر إمدادات طاقة لأكثر من 20 مليون شخص، كما يُساعد المشروع أيضًا على تحسين كفاءة شبكات النقل وتبادل الطاقة في المملكة؛ ما يقلل من البصمة الكربونية الإجمالية.

كذلك، يُسهم المشروع في جعل السعودية مركزًا إقليميًا لتبادل الطاقة الكهربائية مع الدول العربية، وتعزيز السوق الإقليمية لتجارة الكهرباء.

 

جدير بالذكر، أن تاريخ بدء التعاون بين مصر والسعودية في مجال الطاقة، يرجع إلى مطلع الربع الثاني من عام 2012، عندما وقع الجانبان اتفاقية تعاون مشترك لإنشاء مشروع الربط الكهربائي بينهما؛ لتعزيز البنية الأساسية لتوزيع الكهرباء بين الدول العربية؛ حيث تبلغ تكلفة المشروع نحو 1.8 مليار دولار بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والصندوق العربي الإنمائي الاقتصادي والبنك الإسلامي للتنمية.

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.