موسم الأضحى يقترب.. تعرف على خريطة المراعي والصناعات الحيوانية بالسعودية

تلعب الثروة والصناعات الحيوانية في المملكة العربية السعودية، دورًا محوريًا في تعزيز الأمن الغذائي، ودعم  الاقتصاد الوطني.

يلقي هذا التقرير الضوء على مظاهر تنمية الثروة الحيوانية، بما في ذلك المراعي والصناعات المعالجة التكميلية. على غرار المذابح وطرق حفظ اللحوم والمدابغ؛ حيث من المتوقع أن يتضاعف الطلب على الأضاحي مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.

أرقام ومؤشرات الثروة الحيوانية

وحققت المملكة، حسب تقديرات وزارة البيئة والمياه والزراعة، نسبة اكتفاء ذاتي من اللحوم الحمراء تصل إلى 61%. كما تجاوز إنتاج اللحوم الحمراء أكثر من 270 ألف طن خلال 2023.

وتضم البلاد أكثر من 20.6 مليون رأس من الضأن، ولديها ما يزيد على 7.4 مليون من الماعز، بالإضافة إلى ما يقارب حوالي 502 ألف رأس من الأبقار. كما يبلغ عدد رؤوس الإبل أكثر من 2.2 مليون رأس.

ويمثل تطوير قطاع الثروة الحيوانية في المملكة محورًا أساسيًا لتعزيز الأمن الغذائي، وتحسين معيشة المجتمعات الريفية.

وتنفذ المملكة مبادرات، مثل “البرنامج الوطني لتحسين الثروة الحيوانية“، تهدف إلى اعتماد تقنيات حديثة وممارسات مبتكرة لتحسين الإنتاجية.

دمج التكنولوجيا

وتشهد الصناعات الحيوانية تحولًا كبيرًا بفضل التقدم التكنولوجي الزراعي. حيث أدمجت المملكة تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في هذه الصناعة.

وتسهم هذه التقنيات في معالجة المشكلات الصحية بسرعة وتحسين استخدام الموارد، بما يتماشى مع أهداف المملكة في الاستدامة.

وتحتل الاستدامة مكانة متزايدة في تطوير قطاع الثروة الحيوانية؛ حيث بدأ العديد من المزارع في تطبيق ممارسات الاقتصاد الدائري.

وتشمل هذه الممارسات إعادة تدوير المخلفات واستخدام تقنيات التحويل الحيوي، لتحويل النفايات إلى أسمدة عضوية أو طاقة.

الاستثمار في الابتكار

وتعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة، بالتعاون مع جهات أخرى ومنتجين زراعيين، ومؤسسات تعليمية، على تطبيق نماذج عالمية بالتنمية الزراعية الريفية.

ويهدف هذا النهج المتكامل إلى معالجة التحديات المحلية وتعزيز استدامة وإنتاجية قطاع الثروة الحيوانية.

وتعكس الاستثمارات الكبرى مثل “مشروع نيوم” و”مشروع البحر الأحمر” التزام المملكة بدمج أحدث التقنيات الزراعية.

وتخطط “نيوم” لتطبيق أساليب زراعية مبتكرة، مثل الزراعة الرأسية والزراعة المائية، بينما يركز مشروع البحر الأحمر على تطوير أنظمة ري مستدامة.

تلبية الطلب المحلي 

ويشهد الطلب المحلي على اللحوم نموًا ملحوظًا مدفوعًا بزيادة عدد السكان وتفضيلات المستهلكين المتزايدة نحو الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين.

وعلى مستوى المنتجات الحيوانية، بلغ نصيب الفرد في المملكة لعام 2023، وفق آخر تحديث لهيئة الإحصاء صدر أواخر 2024:

• وصل أعلى للحليب إلى 70.19 لتر/ سنة.
• يليه لحوم الدواجن بمعدل 43.40 كجم/ سنة.
• وبلغ نصيب الفرد من البيض 246 بيضة/ سنة.
• ومن اللحوم الحمراء 10.80 كجم/ سنة.

بينما بلغ متوسط استهلاك الفرد للحوم الحمراء في المملكة نحو 10.8 كيلوجرام سنويًا. كما تشكل اللحوم الحمراء، مثل لحم البقر والغنم والماعز والإبل، النسبة الأكبر من هذا الاستهلاك.

تفضيلات المستهلكين 

وتتجه تفضيلات المستهلكين بشكل متزايد نحو اللحوم المحلية عالية الجودة. حيث يفضل المستهلكون الخيارات الصحية.

كما يلعب تسعير اللحوم المحلية دورًا محوريًا في قرارات الشراء، لا سيما مع زيادة الدخول، التي تدفع إلى ارتفاع الاستهلاك.

وتقدر قيمة سوق اللحوم الحمراء في المملكة بنحو 1.3 مليار دولار، بناءً على تحليل تاريخي لخمس سنوات.

ويدعم الأمر تزايد الطلب على الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين، والنمو السكاني، والمبادرات الحكومية لتعزيز إنتاج اللحوم المحلي.

ويشهد الطلب على اللحوم الحمراء، بما في ذلك لحوم البقر والضأن، ارتفاعًا ملحوظًا. حيث تسعى المملكة إلى تقليل اعتمادها على منتجات اللحوم المستوردة. حسب تقرير صادر عن منصة Ken Research المعنية بأبحاث السوق الشاملة والمتخصصة.

توزيع المراعي والمناطق

وتتسم الجغرافيا الزراعية لتربية الماشية في المملكة بتركيز واضح بمناطق محددة. حيث تغطي المراعي مساحة 146 مليون هكتار.

وتشكل هذه المساحدة 73% من مساحة المملكة، وتضم تنوعًا في النظم البيئية؛ نتيجة التباين في هطول الأمطار، ونوع التربة والطوبوغرافية ونمط الاستخدام.

وتنتشر المراعي الطبيعية في جميع المناطق، خاصة في الشمالية، الشرقية، الوسطى، والجنوبية. وفق دليل المراعي الطبيعية في المملكة العربية السعودية، الصادر عام 2011.

وتسجل منطقة الرياض أعلى كثافة، تليها مكة المكرمة، ثم القصيم في توزيع هذه المراعي.

وشهدت المملكة تطورًا ملحوظًا في قطاع الحظائر، خاصةً مع استثمارات شركات كبرى مثل شركة المراعي. وتمتلك الأخيرة 7 مزارع أبقار تضم أكثر من 179 ألف رأس من الأبقار .

أكبر مدينة للثروة الحيوانية

وكشف منتدى استثمار حفر الباطن، عن تدشين المملكة، أكبر مدينة للثروة الحيوانية السعودية في الشرق الأوسط، بتكلفة 9 مليارات ريال.

ويمتد المشروع، على مساحة 11 مليون متر مربع في محافظة حفر الباطن.

ويتوقع أن يسهم المشروع في:

• تغطية 30% من احتياجات المملكة من اللحوم الحمراء.
• إنتاج 140 ألف لتر من الحليب يوميًا.
• و100 طن من الأعلاف في الساعة.
• إنشاء مسلخ آلي على مساحة 170 ألف متر مربع.
• إنتاج 1.5 مليون متر من الجلود سنويًا.
• توفير أكثر من 13 ألف فرصة عمل.

صناعات معالجة تكميلية 

وتغطي صناعات معالجة الثروة الحيوانية في المملكة جزءًا حيويًا من الهيكل الزراعي الوطني، تشمل المسالخ، وطرق حفظ اللحوم، والمدابغ.

• اللحوم المصنعة

تتميز هذه الصناعة بشكل خاص بالتزامها بالتعاليم الدينية، خصوصًا الشريعة الإسلامية التي تنظم ممارسات الذبح الرحيم والمعاملة الأخلاقية للحيوانات.

ويتوقع أن يصل حجم سوق اللحوم المصنعة في المملكة إلى 7.11 مليار دولار، بحلول عام 2030، مقارنةً بـ4.89 مليار دولار عام 2023. كما يتوقع أن يشهد معدل نمو سنوي مركب قدره 5.49% بين عامي 2024 و2030.

وتلعب صناعة اللحوم المصنعة في المملكة دورًا محوريًا في عالم الطهي؛ حيث تمزج بين النكهات التقليدية والراحة العصرية.

• صناعة الدباغة

وتكمل صناعة الدباغة في المملكة قطاع تجهيز الماشية؛ حيث تستخدم جلود الحيوانات في إنتاج الجلود.

ونما هذا القطاع بالتوازي مع نمو صناعة تجهيز اللحوم، مركزًا على الممارسات المستدامة التي تعزز قيمة المنتجات الثانوية من المسالخ.

ومع تطور هذه الصناعة الواعدة، أصبحت الجهود المبذولة لتحسين جودة كل من منتجات اللحوم والجلود ذات أهمية قصوى.

كما يؤدي إلى زيادة الاستثمارات في التكنولوجيا والبنية التحتية لتعزيز الإنتاجية وتدابير السلامة في مرافق المعالجة.