تعتزم منصتا التسوق الصينيتان “شي إن” و”تيمو” رفع الأسعار على العملاء في الولايات المتحدة اعتبارًا من 25 أبريل الجاري. وذلك في ظل الضغوط المتزايدة الناتجة عن السياسات التجارية الأمريكية، وعلى رأسها توجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لتقليص العجز التجاري مع الصين عبر فرض رسوم جمركية مشددة.
كما أعلنت الشركتان في بيانين شبه متطابقين على موقعيهما الرسميين عن بدء “تعديلات في الأسعار”. دون الكشف عن تفاصيل هذه الزيادات أو نسبتها. كما يأتي هذا الإعلان في توقيت متزامن. ما يثير تساؤلات حول التنسيق بين المنصتين رغم المنافسة المحتدمة بينهما في السوق الأمريكية.
نفقات تشغيلية ورسوم جديدة
بينما أشارت “شي إن” و”تيمو” إلى أن قرار تعديل الأسعار جاء نتيجة ارتفاع التكاليف التشغيلية. بسبب “التغييرات الأخيرة في قواعد التجارة العالمية”. إلى جانب الرسوم الجمركية المفروضة حديثًا”؛ ما دفع الشركتين إلى مراجعة سياساتهما السعرية.
وكانت الشركتان استفادتا خلال السنوات الماضية من ثغرة جمركية تسمح بدخول شحنات منخفضة القيمة – أقل من 800 دولار –. إلى الولايات المتحدة دون دفع أي رسوم، حيث وصل عدد هذه الطرود إلى نحو 4 ملايين طرد يوميًا. أغلبها قادمة من الصين.
وبحسب شبكة CNBC، بلغت قيمة صادرات الصين من هذه الشحنات منخفضة القيمة نحو 66 مليار دولار في 2023. مقارنة بـ5.3 مليار دولار فقط في عام 2018. فيما شكّلت تلك الشحنات نحو 10% من إجمالي صادرات الصين إلى الولايات المتحدة في 2024.
قبل جائحة كوفيد-19، لم تكن “شي إن” و”تيمو” معروفتين لدى معظم الأمريكيين. لكنهما سرعان ما أصبحتا لاعبتين محوريتين في التجارة الإلكترونية. ما أدى إلى تراجع شركات كبرى مثل “فوريفر 21” التي اقتربت من الإفلاس. وفرض تحديات كبيرة على علامات تجارية عالمية مثل “زارا” و”H&M”. واليوم، يحتل تطبيق “تيمو” المرتبة الثانية بين تطبيقات التسوق في أمريكا بعد “أمازون”.
تحركات ترامب
في خطوة تصعيدية، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بإنهاء العمل بما يعرف بـ”بند الحد الأدنى” الجمركي. الذي كان يسمح بتجاوز الرسوم على الشحنات الصغيرة، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 2 مايو المقبل.
كما يأتي هذا التحرك بعد أن تراجع ترامب مؤقتًا عن القرار في فبراير. حين تبين أن البنية التحتية الأمريكية غير مهيأة لمعالجة الكم الهائل من الطرود القادمة من الخارج.
التعليقات مغلقة.