ريال مدريد وليفربول.. فن استغلال التفاصيل لحصد الأرباح

أصبحت كرة القدم، أكثر من مجرد لعبة شعبية تثير انتباه وفضول المتابعين، فقد تحولت إلى بيزنس كبير يدر عوائد اقتصادية ضخمة، عبر عمليات الاستحواذ على الأندية في ظل الوفورات المالية التي تحققها، ويعد ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي هما الأبرز من حيث الإدارة الاقتصادية.

قد يعجبك.. جدول ترتيب الدوري الإسباني.. ريال مدريد يتصدر وبرشلونة ينافس على القمة

منذ سنوات بعيد، تبنى ريال مدريد وليفربول، أو كبار أوروبا كما يطلق عليهما البعض سياسة السوق الحرة. حتى تصدرًا قائمة أغنى الأندية في العالم.ففي عام 2022 احتل ريال مدريد المركز الأول بقائمة الأندية الأعلى تحقيقًا للإيرادات. للمرة الـ12 خلال ربع قرن مضى، حيث بلغت أرباحه 640.1 مليون يورو في حين احتل ليفربول المرتبة السابعة. برصيد 550.4 مليون يورو.
كما ينفق كلا الفريقين مبالغ طائلة لعقد صفقات مدوية، تدر الربح فيما بعد، إذ تعاقد ليفربول مع نايكي. في حين ينفق ريال مدريد مبالغ ضخمة على كبار اللاعبين.

الدوري الأوروبي الممتاز

رغبة الناديين الكبريين في الربح جعلتهما من بين أندية كرة القدم الثمانية التي أعلنت عن خطط مثيرة للجدل. لتشكيل الدوري الأوروبي الممتاز. وذلك بغية تسريع تدفق الإيرادات. قبل أن يتراجع مالكو نادي ليفربول في النهاية عن الخطوة. بينما لا يزال فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد عازمًا على المُضي في طريقه وإطلاق الدوري الانفصالي.

نادي ليفربول الإنجليزي، عقد العديد من الصفقات التجارية الناجحة، ويرجع ذلك إلى أن الشركة المالكة له مجموعة فينواي الرياضية. والتي تفتخر بامتلاكها بوسطن ريد سوكس، جمعت شبكة كبيرة من شركات الترفيه والعقارات في الولايات المتحدة. كما تشمل ريدبيرد كابيتال بارتنرز، صانع الصفقات رفيع المستوى في عالم الرياضة الاحترافي، وشركة ريد بول بقيادة بيلي بين. الذي تم تجسيد قصته في فيلم كرة المال، وجيري كاردينال، المؤسس المشارك لشبكة يانكيز للترفيه والرياضة.

بالإضافة إلى شركة سبرينغ هيل، وهي شركة تطوير وإنتاج ترفيهي يرأسها نجم كرة السلة ليبرون جيمس. والتي تضم لاعبة التنس سيرينا ويليامز في مجلس الإدارة.
تجسد إدارة ليفربول أيديولوجية السوق الحرة التي أصبحت بارزة بشكل متزايد في كرة القدم الأوروبية على مدى العقدين الماضيين.

فن استغلال التفاصيل

على الجانب الأخر من النهر، يبدو ريال مدريد عملاقًا مختلفًا تمامًا. فالنادي مملوك لأعضائه الذين يحق لهم التصويت لمسؤولي النادي. كما توجد اتصالات بين ريال مدريد وبنك صيني يُصدر بطاقة ائتمان تحمل علامة نادي القرن الأوروبي.

كما توجد علاقات تجارية للنادي مع بنك أبوظبي وطيران الإمارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وشركة سيلا سبورتس. وهي شركة لإدارة الفعاليات مقرها في المملكة العربية السعودية، وشركات التكنولوجيا في كوريا الجنوبية والصين.

بوجه عام يبرع ريال مدريد وليفربول في استثمار كل التفاصيل مهما كانت بسيطة، بدأ من عقود الرعاية. حتى المقاعد القديمة لملعب سانتياجو بيرنابيو والتي تم انتزاعها لتجديدها، بينما يصل سعر الكرسي الواحد إلى 214 يورو. مما يوفر عائدات بقيمة 200 مليون يورو.
كما يستغل نادي القرن الأوروبي، حقيقة أن إسبانيا إحدى أهم الدول السياحية حول العالم. وأن مدريد من بين أكثر 10 مدن حول العالم استقبالًا للسياح.

مقالات ذات صلة:

«الميركاتو الصيفي» يغلق على تراجع كارثي و«الريال» يعلن التقشف