جمال بيومي: رسوم “ترامب” الجمركية تخالف التزامات أمريكا في منظمة التجارة العالمية

علق السفير جمال بيومي؛ مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على جميع الواردات الأمريكية، والتي طالت العديد من الدول.
وعلق الدبلوماسي الأسبق على قرارات “ترامب”. قائلًا: “أليس حول الرئيس الأمريكي من رجل رشيد لينبهه إلى أن ما أعلنه من فرض رسوم مختلفة على مختلف الشركاء هو أمر يخالف التزامات أمريكا في منظمة التجارة العالمية WTO وبخاصة شرطي المعاملة المتساوية والدولة الأولى بالرعاية؟”.
فيما أضاف “بيومي”: من الغريب أن يفرض رسومًا جمركية إضافية الجديدة. بينما يطلب من الآخرين إعفاء وارداتهم من أمريكا من الرسوم. كما تساءل: “أين سيذهب بالتزامات بلده في منطقة التجارة الحرة لبلدان أمريكا الشمالية NAFTA؟”.
رسوم ترامب
وكان قد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم أمس الأربعاء، في “يوم التحرير” فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على الواردات. من جميع الدول الأجنبية بينها عدد من الدول العربية. بالإضافة إلى فرض معدلات تعريفة أعلى على العشرات من الدول التي اعتبرتها الإدارة “أسوأ المخالفين”؛ ما يثير مخاوف بشأن احتمال تصاعد حروب تجارية أكثر اتساعًا.
وعرض “ترامب” خلال حديثه، رسمًا بيانيًا يوضح الإجراءات الضريبية التي تخطط الولايات المتحدة لاتخاذها. حيث أشار إلى أن البلاد ستفرض رسومًا جمركية تصل نسبتها إلى 34% على الواردات القادمة من الصين.
بينما ستكون النسبة 20% على السلع المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي. كذلك فإن كوريا الجنوبية ستواجه ضريبة بنسبة 25%. فيما ستُفرض ضريبة قدرها 24% على المنتجات القادمة من اليابان. أما تايوان، فسيتم تطبيق ضريبة بنسبة 32% على الواردات منها.
تأتي هذه الرسوم الجمركية امتدادًا لإجراءات مشابهة تم الإعلان عنها مؤخرًا، مثل فرض ضرائب بنسبة 25% على واردات السيارات. إلى جانب رسوم إضافية على الصين وكندا والمكسيك، وتوسيع العقوبات التجارية لتشمل منتجات الصلب والألمنيوم.
وفي سياق آخر، فرض الرئيس ترامب رسوم جمركية على الدول التي تستورد النفط من فنزويلا. كما يعتزم تطبيق ضرائب استيراد منفصلة على مجموعة من المنتجات تشمل الأدوية الصيدلانية. الأخشاب، النحاس، ورقائق الكمبيوتر.
التعريفات الجمركية
فيما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسميًا مساء أمس الأربعاء، رسومًا جمركية جديدة تتراوح نسبتها بين 10% و48% على الواردات الأمريكية من دول مختلفة.
ووفقًا لتصريحات مستشاري الرئيس، يُتوقع أن تحقق هذه الرسوم إيرادات تصل إلى 600 مليار دولار سنويًا. مع متوسط نسبة رسوم تُقدر بـ 20% على كل السلع المستهدفة.
كما فرض ترامب تعريفات سابقة على واردات الصلب والألومنيوم، بالإضافة إلى ضريبة بنسبة 10% على قائمة واسعة من المنتجات الصينية بدءًا من فبراير الماضي. وفي الرابع من مارس، تم تطبيق تعريفات إضافية استهدفت بشكل خاص الواردات القادمة من كندا والمكسيك لنفس المواد.
وعلى صعيد آخر، أعلن ترامب يوم الخميس 27 مارس عن فرض رسوم قدرها 25% على السيارات وقطع الغيار المستوردة إلى الولايات المتحدة. فيما تبدأ هذه الرسوم بنسبة أولية تبلغ 2.5%، وهي النسبة الحالية، لتتصاعد تدريجيًا إلى 25% مع دخولها حيز التنفيذ في الثالث من أبريل المقبل.
أوروبا والصين
في إطار الردود الدولية على هذه الإجراءات، فرضت الصين رسومًا جمركية تراوحت بين 10% و15% على بضائع أمريكية متعددة اعتبارًا من 10 مارس. شملت نسبة 15% على سلع كالقمح والذرة والدواجن، و10% على اللحوم ومنتجات الألبان وفول الصويا.
كما اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات تصعيدية عبر توسيع نطاق الرسوم الانتقامية ضد السلع الأمريكية، فيما عزز من حدة الخلاف التجاري بين الاقتصاديات الكبرى.
كذلك هذا المشهد يُشير إلى تعقيدات متزايدة في التجارة العالمية وتصاعد واضح للتوترات الاقتصادية على المستوى الدولي. ما يضع أسواق السلع أمام تحديات كبيرة.
التعليقات مغلقة.