ديون العالم تتخطى 100 تريليون دولار
تواجه الأسواق المالية العالمية تحديات متزايدة مع ارتفاع تكاليف الفائدة، ما يشكل عبئًا ثقيلًا على الحكومات والشركات، ويثير تساؤلات حول مستقبل أزمة ديون العالم.
وبحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، وصلت الديون العالمية. بما في ذلك الديون الحكومية وديون الشركات، إلى مستوى قياسي بلغ 100 تريليون دولار في عام 2024؛ ما يفاقم المخاوف بشأن الاستدامة المالية وقدرة الاقتصادات على الوفاء بالتزاماتها.
كما شهدت الفائدة قفزة كبيرة عام 2024، مسجلةً أعلى مستوى خلال العشرين عامًا الماضية. ونتيجة لذلك أصبحت الحكومات تخصص ما نسبته 3.3% من ناتجها المحلي الإجمالي لسداد فوائد الديون. ما يقلص الإنفاق على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.
أزمة ديون العالم المستحقة في 2027
إحدى القضايا الملحة التي تواجه الاقتصادات الكبرى اليوم هي أن نصف الديون الحكومية مستحقة السداد بحلول عام 2027. ما يضع الحكومات أمام خيارات صعبة بين إعادة تمويل هذه الديون بأسعار فائدة مرتفعة. أو اتخاذ تدابير تقشفية قد تؤثر على النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي.
كما تعتمد العديد من الدول على الاستثمارات الأجنبية لتمويل ديونها. حيث يمثل المستثمرون الأجانب 34% من حاملي السندات الحكومية في الدول المتقدمة. إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل سندات الأسواق الناشئة أقل جاذبية. ما يزيد من صعوبة هذه الدول في تأمين التمويل اللازم لمشاريعها. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الأسواق الناشئة تحديًا كبيرًا في تمويل مشاريع التحول الأخضر، حيث تشير التقديرات إلى أن الفجوة التمويلية قد تصل إلى 10 تريليونات دولار. ما قد يؤدي إلى تباطؤ تنفيذ المبادرات البيئية العالمية ويؤثر سلبًا على التنمية المستدامة.
في ظل هذا الوضع، ترتفع تكاليف الاقتراض، مما سيجعل حصول الشركات على التمويل أكثر صعوبة ويؤدي إلى تباطؤ في التوسع والاستثمار. كما ستتأثر الأسواق المالية بارتفاع معدلات التقلب بسبب تزايد مخاطر التخلف عن السداد. في حين ستجد الحكومات نفسها مضطرة إلى فرض ضرائب جديدة أو تقليل الإنفاق على الخدمات العامة لموازنة ميزانياتها.
كما يمكن للحكومات والشركات التفاوض مع الدائنين لتمديد آجال السداد أو تقليل الفائدة. إلى جانب تعزيز الإيرادات العامة: عبر تحسين كفاءة تحصيل الضرائب وتشجيع الاستثمارات المحلية. والتحول إلى التمويل المستدام: مثل إصدار السندات الخضراء لجذب المستثمرين المهتمين بالاستدامة.
التعليقات مغلقة.