خبراء يوضحون لـ”الاقتصاد اليوم” كيفية استفادة الدول العربية من تعريفات “ترامب” الجمركية
أثارت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخرًا، حالة من الجدل والقلق حول مستقبل التجارة العالمية.
وكان وكلاء الجمارك الأمريكية، قد بدأوا، السبت، تحصيل الرسوم الجمركية الأحادية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، بنسبة 10 في المئة، على جميع الواردات من العديد من الدول.
وفرض “ترامب”، يوم الأربعاء، ضريبة أساسية على كل دول العالم تقدر بنحو 10 في المئة، إضافة إلى فرض ضرائب بنسب متفاوتة على عدد من الدول التي تمتلك علاقات تجارية قوية مع أمريكا، مثل: فيتنام والصين. بنسب تصل إلى 46 و30 في المئة على الترتيب.
ولكن تظل التعريفات الجمركية التي تطبق على عدد من الدول العربية. لا تتجاوز 10 في المئة. ما يفتح الباب لتعاون تلك الدول مع نظرائها. من البلدان التي فرضت عليها تعريفات مرتفعة. فكيف ذلك؟
واصف: التعريفات الجمركية ستغير شكل التجارة العالمية
من جانبه، قال الباحث الاقتصادي كيرلس واصف، إن التعريفات الجمركية من شأنها أن تغير شكل التجارة العالمية. إذ إنها من المتوقع أن تؤثر بالسلب في الدول التي فرضت على واردتها. تعريفات جمركية مرتفعة.
وأوضح “واصف”، أن التعريفات الجديدة من شأنها أن تؤثر في سلوكيات المستهلكين الأمريكيين أنفسهم. وبالتالي اتجاههم لشراء البضائع الأرخص ثمنًا والمصنعة محليًا. ما يسهم في ارتفاع معدلات التضخم.
وأشار في تصريحات خاصة لـ”الاقتصاد اليوم”. إلى أن الدول العربية التي فرض عليها “ترامب” تعريفات جمركية تقدر بنحو 10 في المئة.
ستشهد طفرة في جذب استثمارات الدول التي تعاني من الرسوم الجمركية المرتفعة على وارداتها.
كما ستعمل تلك الدول على ضخ استثماراتها إلى دول عربية، بهدف الاستفادة من فوارق التعريفات الجمركية. والتي تصل إلى 20 في المئة.
ورأى أن تلك الدول العربية بإمكانها الاستفادة من تلك القرارات، وذلك عبر زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إليها.
رسوم “ترامب” ونمو التجارة الدولية
وفي سياق متصل، يرى محمد محمود الخبير الاقتصادي، أن الرسوم الجمركية الأمريكية تؤثر في نمو التجارة الدولية.
وأوضح، في تصريحات خاصة لـ”الاقتصاد اليوم”. أن فرض رسوم جمركية بهذه الطريقة يخالف تمامًا قواعد منظمة التجارة العالمية. والتي استغرقت عقودًا طويلة في التفاوض لإنشائها.
كما توقع حدوث تأثيرات متعددة ومباشرة وغير مباشرة، على سبيل المثال: ركود حركة التجارة الدولية، وبالتالي تأثير سلبي في إيرادات قناة السويس، غير مستقرة من الأساس. بسبب التوترات في منطقة البحر الأحمر، وبالتالي المزيد من الضغط على سعر صرف الدولار.
ومنذ الإعلان عن فرض الرسوم الجمركية. حدث انخفاض جماعي لمعظم مؤشرات البورصات العالمية. بما فيها البورصة الأمريكية.
سلاسل التوريد والإمداد
كما قال “محمود” إن عدم استقرار سلاسل التوريد والإمداد، على سبيل المثال، قد يؤثر في مدخلات الإنتاج للمصانع المصرية. وبالتالي ارتفاع التكاليف. وربما يشكل ذلك احتمالية لرفع أسعار بعض المنتجات.
وأشار إلى احتمالية وجود تأثيرات إيجابية على الاقتصاد المصري والعربي. تتمثل في زيادة الصادرات عبر ضح استثمارات من خلال شركات أجنبية للتصنيع في البلاد العربية. للاستفادة من فرق الرسوم الجمركية. إذ إن الرسوم المفروضة المفروضة عليها. تبلغ نحو 10 في المئة فقط.
ولفت إلى وجود أبعاد أخرى متعددة. مثل فرق تكلفة التصنيع، علاوة على ضح الاستثمارات بشكل عام. والذي يخدم سوق واحدة فقط وهي السوق الأمريكية، بل يجب دراسة عوائد التصدير إلى دول أخرى.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة نفسها ببساطه ستكون أول المتضررين. فمقدار خسارة البورصة الأمريكية خلال الأيام السابقة. يفوق أي مكاسب محتملة. من هذه الإجراءات.
وشدد الخبير الاقتصادي، على ضرورة إيجاد تسوية في أقرب وقت. إذ خسرت البورصة الأمريكية نحو 6.6 تريلون دولار. خلال يومين فقط.
