خاص| الدولار يواصل صعوده في مصر.. خبير اقتصادي يحذر من تجاوز الـ50 جنيهًا
شهد سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، متجاوزًا حاجز 49 جنيهًا في بعض البنوك. ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزي المصري، سجل متوسط سعر الدولار نحو 48.72 جنيه للشراء و48.85 جنيه للبيع.
توقعات بارتفاعات جديدة لسعر الدولار
وفي هذا السياق، حذر الدكتور علي عبدالرؤوف الإدريسي، الخبير الاقتصادي، من استمرار ارتفاع الدولار وتجاوزه حاجز الـ50 جنيهًا. وأشار إلى أن موجة تضخمية جديدة قد تضرب الاقتصاد المصري نتيجة لهذا الارتفاع المتسارع.
السبب الرئيسي لارتفاع سعر الدولار
أرجع الخبير الاقتصادي أسباب هذا الارتفاع إلى خروج الأموال الساخنة من الاقتصاد المصري؛ حيث إن هذه الأموال المتدفقة إلى الأسواق الناشئة بحثًا عن عوائد مرتفعة تميل إلى الانسحاب بسرعة عند حدوث أي تقلبات في الأسواق العالمية.
علاقة الارتفاع بالاستثمارات الأجنبية
وعن العلاقة بين ارتفاع الدولار وتدفقات الاستثمارات الأجنبية، أشار الإدريسي إلى أن هناك علاقة عكسية بينهما؛ حيث أن ارتفاع سعر الصرف يجعل الاستثمار في مصر أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب؛ ما يزيد من الضغوط على الجنيه المصري.
إجراءات البنك المركزي
وفيما يتعلق بالإجراءات التي يجب على البنك المركزي اتخاذها للحد من هذا الارتفاع، أكد الإدريسي أن البنك المركزي قد قام بالفعل باستخدام سياسة مرونة سعر الصرف؛ ما يعني ترك الجنيه يتأثر بقوى العرض والطلب في السوق.
ومع ذلك، يرى الخبير الاقتصادي أن هذه السياسة وحدها قد لا تكون كافية لوقف الارتفاع المستمر للدولار. كما يرى أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات إضافية مثل رفع أسعار الفائدة أو فرض قيود على تحويل العملات.
العوامل المؤثرة على سعر الصرف مستقبلًا
وأوضح الإدريسي أن هناك العديد من العوامل التي ستؤثر على مسار سعر الدولار في المستقبل القريب والمتوسط، من بينها تطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية نظرًا إلى أن أي تقلبات في الاقتصاد العالمي؛ مثل: “ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة”، قد تؤثر بشكل كبير على سعر الصرف في مصر.
كما أشار إلى أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية لمعالجة المشكلة؛ مثل رفع أسعار الفائدة أو خفض الإنفاق الحكومي، ستؤثر بشكل كبير على سعر الصرف.
وأكد أن حجم الاستثمارات الأجنبية المتدفقة إلى مصر وطبيعتها (سواء كانت استثمارات مباشرة أو محفظة) ستؤثر بشكل كبير على العرض والطلب على الدولار.
في حين أوضح الإدريسي أن أسعار السلع الأساسية التي تستوردها مصر. مثل النفط والغاز، تلعب دوراً هاماً في تحديد الطلب على الدولار.
مصادر الدولار وحجم الأموال الساخنة
وشدد الإدريسي على أهمية تحليل مصادر الدولار للاقتصاد المصري وحجم الأموال الساخنة التي تخرج من الاقتصاد. لفهم أبعاد المشكلة واتخاذ الإجراءات المناسبة.
ويشهد سعر الدولار في مصر ارتفاعًا متسارعً؛ ما يثير قلق الخبراء الاقتصاديين والمواطنين على حد سواء. بينما يحذر الخبراء من أن استمرار هذا الارتفاع قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة معاناة المواطنين.
كتبت: يارا زيدان
التعليقات مغلقة.