تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من ضعف الطلب الصيني
شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا في المعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الإثنين، مدفوعة بمجموعة من العوامل المتداخلة. وعلى رأس هذه العوامل، تبرز المخاوف المتزايدة بشأن تراجع الطلب على النفط في الصين، أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.
الطلب الصيني يتراجع والضغوط تتزايد
ووفقًا لـ CNN، أظهرت أحدث البيانات الاقتصادية الصينية تراجعًا ملحوظًا في النمو خلال شهر يوليو الماضي؛ حيث سجلت أسعار المساكن الجديدة أسرع انخفاض لها في تسع سنوات، وتباطأ الإنتاج الصناعي، وارتفعت معدلات البطالة. هذه المؤشرات السلبية أثارت قلق المستثمرين بشأن تراجع الطلب على النفط من الصين؛ ما دفع المصافي الصينية إلى خفض معدلات معالجة الخام بشكل كبير.
محادثات وقف إطلاق النار تخفف من مخاطر الإمدادات
في المقابل، تعمل الجهود الدبلوماسية المتواصلة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الشرق الأوسط على تخفيف بعض الضغوط على أسعار النفط؛ حيث وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل أمس الأحد في زيارة تهدف إلى دفع الأطراف المتنازعة نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وعلى الرغم من الشكوك التي أثارها حركة حماس حول جدية هذه الجهود، فإن أي تقدم في هذا الملف من شأنه أن يقلل من المخاطر التي تهدد إمدادات النفط في المنطقة.
توقعات المستثمرين متشائمة
كما علق هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس إن.إس تريدنج، على هذه التطورات. قائلاً: “المخاوف المستمرة بشأن تباطؤ الطلب في الصين أدت إلى موجة بيع”. مضيفًا أن اقتراب نهاية موسم ذروة القيادة خلال الصيف في الولايات المتحدة. يمثل عاملًا آخر يساهم في الضغط على الأسعار.
تأثير الحرب في أوكرانيا
من جهة أخرى، لا تزال التوترات في الشرق الأوسط وتصعيد الحرب بين روسيا وأوكرانيا يشكلان تهديدًا مستمرًا لإمدادات النفط العالمية. في حين أشار كيكوكاوا إلى أن هذه المخاطر تدعم السوق وتحد من حدة الانخفاض في الأسعار.
في ظل هذه التطورات المتضاربة، من المتوقع أن تشهد أسعار النفط مزيدًا من التقلبات في الفترة المقبلة. فمن جهة، تظل المخاوف بشأن ضعف الطلب الصيني عاملًا كبيرًا يؤثر على الأسعار، بينما من جهة أخرى. تعمل الجهود الدبلوماسية على تهدئة المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات.