أعلنت الهند حظر استيراد جميع السلع القادمة من باكستان أو العابرة عبر أراضيها بدءًا من اليوم السبت.
وأصدرت المديرية العامة للتجارة الخارجية في الهند إخطارًا رسميًا ينص على سريان الحظر فورًا، وبدون استثناءات مباشرة.
وأوضحت المديرية أن القرار يأتي في إطار حماية الأمن القومي والمصلحة العامة بعد تصاعد التوترات الثنائية. كما اشترطت السلطات الهندية موافقة حكومية مسبقة لأي استثناء محتمل من هذا القرار الجديد.
وجاء القرار بعد هجوم وقع الشهر الماضي وأثار توترًا عسكريًا كبيرًا بين الجانبين. حيث قتل أكثر من عشرين شخصًا، في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير المتنازع عليه.
اتهامات متبادلة
واتهمت نيودلهي باكستان بالضلوع في الهجوم، فيما نفت إسلام أباد مسؤوليتها بشكل قاطع ووصفته بالاتهام الباطل. بينما أعلنت باكستان أنها تمتلك معلومات استخباراتية موثوقة تفيد بنيّة الهند تنفيذ عمل عسكري ضدها.
وردت إسلام أباد على التهديدات بوقف التجارة مع الهند، وإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية. وفي المقابل أمرت السلطات الباكستانية بطرد عدد من الدبلوماسيين الهنود كإجراء دبلوماسي مضاد.
وتوعدت باكستان بأن أي تحرك هندي ضد تدفق مياه نهر السند سيعتبر عملًا عدائيًا. حيث يشكل نهر السند موردًا حيويًا للطرفين بموجب معاهدة مياه موقعة منذ عقود طويلة.
انعكاسات اقتصادية
وتراجعت مستويات التجارة الثنائية بين الهند وباكستان بشكل حاد خلال السنوات الأخيرة. حيث بلغ التبادل التجاري ذروته في سنوات سابقة، قبل أن تتدهور العلاقات بعد توترات حدودية متكررة.
ويتوقع مراقبون أن يؤدي الحظر الجديد إلى مزيد من الجمود في العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية. كما تشير تقارير اقتصادية إلى أن بعض السلع الزراعية والمواد الخام ستتأثر سلبًا بالقرار الأخير.
وتسعى الهند إلى تقليل الاعتماد على المنتجات الباكستانية ضمن إستراتيجيات الأمن القومي. في حين يتوقع أن تلجأ باكستان إلى أسواق بديلة لتخفيف تداعيات الحظر على صادراتها المحدودة للهند.
تصعيد متواصل
ويأتي التصعيد الحالي في وقت تستعد فيه الهند لانتخابات محلية وإقليمية قد تشهد استقطابًا قوميًا. ويستغل بعض السياسيين في الهند التوتر مع باكستان لتعزيز خطاب الحزم الأمني، وكسب التأييد الشعبي.
وفي المقابل، تواجه الحكومة الباكستانية ضغوطًا داخلية لتبني سياسة خارجية أكثر حدة تجاه الهند. حيث يرى مراقبون أن التوتر الحالي يضعف أي احتمالات لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ سنوات.
وسبق أن توسطت أطراف دولية لتقريب وجهات النظر دون أن تحقق نجاحًا يذكر في ملف كشمير. كما يتخوف المجتمع الدولي من تحول النزاع الثنائي إلى صراع عسكري في منطقة نووية شديدة الحساسية.
خلفية تاريخية
ويتنازع البلدان على إقليم كشمير منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947. حيث نشبت ثلاث حروب بين الجارتين النوويتين، معظمها كان محورها النزاع على الإقليم الجبلي.
ويعيش في كشمير سكان غالبيتهم من المسلمين الذين ينادون بالاستقلال أو الانضمام لباكستان. كما تفرض الهند سيطرة مشددة على الجزء الذي تديره، بينما تدير باكستان جزءًا آخر من الإقليم.
وشهدت السنوات الأخيرة تدهورًا حادًا في الحريات العامة داخل كشمير تحت الحكم الهندي المباشر. وتصنف القضية الكشميرية كواحدة من أطول وأعقد النزاعات الإقليمية في العالم الحديث.
