الزراعة المائية ونمو الاقتصاد
تعني الزراعة المائية زراعة النباتات من دون تربة؛ بالاعتماد على تزويد المياه بالمغذيات المعدنية اللازمة لنمو النبات في حاويات تعمل بنظام تقني؛ حيث كان أول ظهور لها عام 1937.
قد يعجبك..التعليم والنمو الاقتصادي
الزراعة المائية
وللزراعة المائية أنواع؛ منها الهيدروبونيك؛ أي الزراعة المائية في وسط مائي بدون تربة؛ حيث تكون جذور النبتة في الماء، ويتم تغذيتها بمحاليل معدنية طبيعية أو كيميائية.
وهناك نوع آخر يسمى الأكوابونيك، وهو من أفضل أنظمة الزراعة المائية، يتم بدمج زراعة النباتات مع تربية الأسماك في وسط مائي، ووضع الأسماك في حوض مستقل.
ويتم توصيله بقناة مائية؛ حيث تتغذى النباتات على فضلات الأسماك.
الزراعة المائية والفوائد الاقتصادية
وللزراعة المائية فوائد اقتصادية متعددة للبلدان التي تُعاني من محدودية مساحات الأراضي الزراعية.
وتتطلب استهلاك كميات أقل من المياه، علاوة على التحكم بالوسط الذي يعيش فيه النبات.
وتحديد مواعيد الحصاد، مع فاقد أقل كثيرًا في المياه؛ ما يرفع من القيمة الاقتصادية لتلك التقنية.
كذلك، لا تتلوث الأراضي الزراعية؛ نتيجة جريان المياه وتراكمها، مع توفير إنتاج غذائي آمن؛ عبر التحكم في التسميد والري وتقليل الكيماويات المستخدمة، مع وصول العناصر الغذائية مباشرة إلى الجذور.
مميزات الزراعة المائية
وتتميز الزراعة المائية باستهلاك طاقة أقل من الزراعة التقليدية، كما لا تحتاج إلى أعداد كبيرة من الأيدي العاملة للحرث والري.
وقد اهتمت السعودية والبحرين وقطر والإمارات بالزراعة المائية؛ كون الاستثمار فيها يحقق عوائد سريعة، لكن مشكلة التكلفة، يتطلب حلها انتشار التقنية على مدى واسع وتخفيض متطلباتها.
النمو الاقتصادي
ولا شك أن الاتجاه إلى الزراعة المائية، يترتب عليه نمو اقتصادي عالٍ وكفاية إنتاجية للدول ذات المناخ الصحراوي، أو التي تعاني من قلة الأراضي الزراعية.
وعلى الرغم من أن الزراعة المائية تُعدُّ من أكثر أنظمة الزراعة المكلفة، لكنها تتطلب عمالة أقل.
علاوة على زيادة إنتاجيتها، وتوفيرها ما بين 70 إلى 90 % من المياه المستخدمة، مقارنةً بالزراعة التقليدية.
الزراعة المائية وأزمة الغذاء
ومن المتوقع أن تحل الزراعة المائية مشكلة الغذاء في العالم الذي تشير التقديرات إلى ارتفاع عدد سكانه إلى أكثر من 9 مليارات شخص عام 2050.
وهو عدد هائل يتطلب حلولًا مبتكرة، من أجل إنتاج الغذاء بكفاءة أكبر مما عليه الحال الآن.
كذلك اتفق العلماء والباحثون الذين شاركوا في مؤتمر “التكنولوجيا الخضراء 2021” (GreenTech 2021) – بمدينة أمستردام الهولندية في نهاية سبتمبر الماضي، على أن “المستقبل للزراعة المائية”.
كما أُجريت دراسة في منطقة بانياس على ساحل سوريا؛ لمعرفة الكفاءة الاقتصادية للمزارع التي تعمل بتقنية الزراعة المائية.
وتتدهور أوضاع قطاع الزراعة وترتفع تكاليف الإنتاج؛ فكانت أكثر إنتاجية وأقل ضررًا للإنسان والبيئة.
علاوة على أن معامل ربح رأس المال المستثمر، بلغ طبقًا للدراسة حوالي 42 %.
مقالات ذات صلة:
د.إيهاب إسماعيل
أستاذ مساعد إحصاء ومحاضر اقتصاد بالجامعة الإسلامية مينيسوتا بأمريكا
التعليقات مغلقة.