الرز الحساوي أو أرز الأحساء أو العيش الحساوي، أحد النباتات الصيفية التراثية الفريدة التي تزرع في المناطق الحارة، كمحافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية، ويحظى بإقبال واسع من المواطنين على زراعته أو شرائه، فيما يتحمل درجة حرارة قد تصل أحيانًا إلى 48 درجة مئوية.
كما يعد الرز الحساوي ثاني أكبر إنتاج محاصيل الأحساء بعد محاصيل النخيل، وهو من النباتات التي تتطلب عناية فائقة في الري وتربة خصبة مثل تربة الأحساء. بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
ويعتبر أرز الأحساء جزءًا مهمًا من المأكولات التراثية للمنطقة وسكانها. كما يتميز بأسلوب طهيه الخاص وباحتوائه على العناصر المعدنية والفيتامينات الغذائية.
وإلى جانب ما تشتهر به الأحساء من زراعة أفضل أنواع الأرز بالعالم، فإن الأحساء تحتضن أيضًا زراعة التمور. كما تعد أشهر مناطق زراعة التمور، لما تتمتع به من وفرة في المياه، والتربة الخصبة؛ ما جعل الأحساء من أكبر الواحات الزراعية بالعالم.
زراعة الأرز في الأحساء
ينقسم الرز الحساوي إلى عدة أنواع، منها أرز حساوي هجين ممتاز، وأرز حساوي هجين متوسط وأرز محلي أصلي. فيما يتميز كل نوع يخصائص معينة.
ويكمن الفرق بين الأنواع الثلاثة في مواعيد الزراعة ومدة النمو. حيث يُزرع “الحساوي” المحلي في الفترة ما بين أواخر أبريل وأوائل يونيو، بمدة نمو تتراوح من 160 إلى 180 يومًا.
أما النوعان الآخران فتتم زراعتهما من أوائل يونيو حتى أوائل يوليو، وتستغرق مدة نموهما من 100 إلى 120 يومًا.
كما يتميز الأرز الحساوي الأصلي، بلونه الأحمر الغامق أو الفاتح، حسب البذرة المزروعة. فالأرز المحلي يكون لونه أحمر داكنًا، والهجين يميل إلى اللون الأحمر الفاتح ويخالطه شيء من اللون الأبيض.
بينما يطلق مزارعو الأحساء على موسم حصاد الأرز اسم الوسمي، والذي يمتد بين شهري سبتمبر وأكتوبر. كما يُعتبر موسم حصاد الأرز -الوسمي- من الفترات السعيدة في الأحساء.
يتم حصاد الأرز يدويًا، ويُترك تحت أشعة الشمس لعدة أيام حتى يجف تمامًا. بعد ذلك تبدأ مرحلة الدِّراس، أو ما يُعرف بالتذرية، وهي عملية فصل حبّات الشلب عن النبتة الأصلية للأرز.
فوائد الرز الحساوي
الأرز الحساوي غني بالعديد من العناصر الغذائية عالية الجودة، مثل الحديد والكربوهيدرات والفيتامينات، وخاصة فيتامين (B). إلى جانب الزيوت والألياف ذات أهمية كبيرة في النظام الغذائي. وتوجد هذه العناصر بشكل خاص في القشرة الداخلية لحبة الأرز.
علاوة على ذلك، يحتوي الأرز الحساوي على فوائد متنوعة تجعله من أهم مصادر العناصر الغذائية:
- يسهل الأرز الحساوي عملية امتصاص الكولسترول والأحماض الأمينية.
كما أن الأرز الحساوي مريح للمعدة والأمعا. - الأرز الحساوي مصدر مهمّ للكربوهيدرات، البروتين والألياف، فيشعرك بالشبع لفترة طويلة.
- فيما يساعد الأرز الحساوي على تخفيف آلام المفاصل وكسور العظام.
كما يتم تحضير الأرز الحساوي على عدة أصناف للمائدة كالآتي:
- الأرز المسلوق.
- الأرز المطبوخ بالطماطم.
- الأرز المحمر بالسمن.
قيمة تسويقية ضخمة
ويقدِّر مزارعو الأحساء أن إنتاج الرز الحساوي في السنة يصل إلى قرابة 4 آلاف موسمية. والموسمية هي عبارة عن كيسين كبيرين من الأرز، يزن الكيس حوالي 60 كيلو جرامًا. فيما يصل معدل إنتاج المزرعة الواحدة تقريبًا إلى ما بين 10 و15 موسمية، حسب المساحة المزروعة.
أي أن إنتاج الأحساء حاليًا يقدّر بنحو 480 طنًا في السنة الواحدة. وبسبب خصائصه وقلة إنتاجه مقارنة بكثرة الطلب عليه، بات الأرز الحساوي يتمتع بقيمة تسويقية مرتفعة. فقد وصل سعره في السنوات الأخيرة إلى 43 ريالًا للكيلو الواحد.
وبالإضافة إلى ارتفاع الطلب على شراء الأرز الحساوي، يكثر الطلب على شرائه في شهر رمضان. حيث يفضله البعض كوجبة رئيسة على مائدة السحور.
محافظة الأحساء
تعد محافظة الأحساء، مركزًا صناعيًا جاذبًا للاستثمار، ووجهة مثالية للطبيعة الفريدة، وواحدة من أقدم مناطق الاستيطان البشري في شبه الجزيرة العربية.
كما يمتد تاريخها لأكثر من 5 آلاف عام. وتقع في الجزء الجنوبي من المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وتمتد على ساحل الخليج العربي.
بينما يبعد مركز الأحساء، نحو 40 كيلو مترًا، عن شواطئ الخليج العربي. وعلى مسافة 150 كيلو مترًا، جنوب مدينة الدمام، و320 كيلو مترًا، شرق مدينة الرياض.
موارد الأحساء الطبيعية
كذلك باتت الأحساء، وجهة مفضلة لإطلاق المشاريع الجديدة؛ لما تمتاز به من تنوع تضاريسها الطبيعية، ومعالمها العريقة وإرثها التاريخي. إضافة إلى موارد ضخمة ومتنوعة. أبرزها حقل الغوار، الذي يعد أكبر حقل نفط بالعالم وينتج أكثر من خمسة ملايين برميل يوميًا.
إضافة إلى ذلك، تتعدد الموارد البتروكيماوية التي توفر إمدادات ثابتة لقطاعات، مثل: البلاستيك، والكيماويات، وصناعة الأدوية. التي تقدم ميزات تنافسية لتحفيز الاستثمار الأجنبي والمحلي.
إلى جانب دعم القطاع الزراعي المحلي، وصناعات معالجة الأغذية بفضل الأراضي الخصبة وتوفر المياه وزراعة منتجات متنوعة.
