أسترازينيكا تودع لقاحها المضاد لـ”كوفيد”

أعلنت شركة أسترازينيكا للأدوية سحب لقاحها “فاكزيفريا” المضاد لفيروس كورونا من جميع أنحاء العالم.
ويأتي هذا القرار بعد أشهر من الجدل حول سلامة اللقاح وفعاليته، وسط مخاوف بشأن آثاره الجانبية النادرة ولكن الخطيرة.
سحب عالمي
بدأت عملية سحب فاكزيفريا بالفعل في الاتحاد الأوروبي؛ إذ سحبت الشركة ترخيص تسويقه طوعًا. ومن المقرر تقديم طلبات مماثلة في المملكة المتحدة وباقي الدول التي وافقت على استخدامه في الأشهر المقبلة.
وبذلك، تنتهي رحلة لقاح اعتبره البعض في يوم من الأيام “انتصارًا للعلم البريطاني” وساهم في إنقاذ ملايين الأرواح خلال جائحة COVID-19، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة “التليجراف البريطانية“.
أسباب تجارية بحتة
ترفض أسترازينيكا ربط قرارها بسلامة اللقاح أو الدعاوى القضائية المرفوعة ضدها بسبب آثاره الجانبية. وتؤكد الشركة أن سحب فاكزيفريا “لأسباب تجارية بحتة”.
وبحسب قولها، يرجع ذلك إلى توفر لقاحات أحدث وأكثر فعالية ضد COVID-19، مما أدى إلى انخفاض الطلب على فاكزيفريا الذي لم يعد يتم تصنيعه أو توفيره.
إنجاز لا ينكره أحد
على الرغم من سحبه، لا يمكن إنكار دور فاكزيفريا الحاسم في مكافحة جائحة COVID-19. وقد لعب دورًا هامًا في توفير الحماية لملايين الأشخاص حول العالم، خاصة في المراحل المبكرة من الجائحة عندما كانت اللقاحات الأخرى شحيحة.
وتشير التقديرات إلى أن فاكزيفريا ساهم في إنقاذ أكثر من 6.5 مليون شخص في السنة الأولى من استخدامه فقط.
آثار جانبية نادرة
ومع ذلك، واجه فاكزيفريا تدقيقًا مكثفًا في الأشهر الأخيرة بسبب ارتباطه النادر بتجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات (TTS). وقالت أسترازينيكا إنها تعترف بإمكانية حدوث هذه المضاعفات النادرة، لكنها تؤكد على أن فوائد اللقاح تفوق بكثير مخاطره.
ويرفع حاليًا أكثر من 50 شخص دعوى قضائية ضد أسترازينيكا بسبب الآثار الجانبية النادرة للقاح. وتتهم الدعاوى الشركة بالتغاضي عن مخاطر اللقاح والترويج له بشكل زائف. وتنفي أسترازينيكا جميع هذه الاتهامات وتؤكد على سلامة وفعالية فاكزيفريا.
مستقبل غير واضح
مع سحب فاكزيفريا من السوق، يبقى مستقبل أسترازينيكا في مجال لقاحات COVID-19 غير واضح. وتتعهد الشركة بالعمل مع الجهات التنظيمية وشركائها لتحديد مسار واضح للمضي قدمًا. وتؤكد على التزامها المستمر بمكافحة جائحة COVID-19 وتطوير لقاحات وعلاجات جديدة.
يمثل سحب فاكزيفريا نهاية حقبة في مكافحة جائحة COVID-19. ويبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا اللقاح قد أنجز مهمته بنجاح أم أنه يمثل مجرد بداية لمسار جديد في عالم تطوير اللقاحات.
مقالات ذات صلة:
التعليقات مغلقة.