قال أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي في السيليكون فالي – كاليفورنيا؛ الدكتور حسين العُمَري، إن هناك صراعًا مشتعلًا بين الولايات المتحدة والصين في مجال الاقمار الصناعية، فكلًا منهما يحاول فرض الهيمنة على اتصالات الفضاء، ومنها الإنترنت أحدث روافدها، ويعد مشروع الصين “Guo Wang” المعروف اختصارًا باسم “GW” أبرز هذه المحاولات.
حرب خفية
وأضاف “العمري” لـ”الاقتصاد اليوم”، أن الصراع يعكس جانبًا خفيًا من صراع القوى العالمية. وهذا بدوره سيهدد أمن الكثير من الدول؛ فالصين تسعى إلى إطلاق 13 ألف قمر صناعي ضمن مشروعها “Guo Wang” المعروف اختصارًا باسم “GW”. في محاولة منها لفرض سطوتها على الإنترنت الفضائي بالكامل، وفي الوقت نفسه منافسة “ستارلينك”.
وذكر “العامري” أن الصين تخطط لتقديم خدمة الإنترنت بأسعار تنافسية؛ حيث تهدف إلى تقوية نفوذها في الدول النامية لتحقيق هدفين:
- سحب البساط من أسفل الهيمنة الأمريكية على هذه الدول.
- دعم مشروعها “الحزام والطريق”.
كما أن الأقمار الصينية ستقدم خدمات بديلة للأمريكية الحالية ومنها أنظمة الـGPS والاتصالات المشفرة والأغراض العسكرية. هذا بدوره ما يجعل الولايات المتحدة قلقة للغاية من هذا المشروع.
خدمة بديلة
ولفت “العامري” إلى أن الصين في المرحلة الحالية تعمل على تطوير تقنيات تشمل استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة هذه الأقمار. وتقنيات تسهل إعادة استخدام الأقمار الصناعية القابلة للعمل. وهذا ما يعزز من كفاءة مشروعها. كما يضيفي عليه ميزات تنافسية قوية ولا يستهان بها.
ويذكر أن “ستارلينك” خدمة إنترنت تمتلكها شركة “سبيس إكس” المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك. وقد صممت في الأساس لتوصيل الإنترنت إلى المناطق المحرومة والتي من الصعب أن تصل إليها خدمة الإنترنت العادية.
ويشمل “ستارلينك” العديد من الأقمار الصناعية التي تدور في مسار فضائي منخفض، ويتم ربطها ببعضها البعض؛ بهدف إنشاء شبكة قوية تساهم في توفير خدمة إنترنت جيدة.
ويحصل المستخدمون على الخدمة عبر طبق هوائي يتم توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالشخض متلقي الخدمة. والتي تكون متصلة بالإنترنت في نهاية المطاف.
وقدم إيلون ماسك هذه الخدمة بهدف تقديم الإنترنت إلى المناطق التي تشهد حروبًا دموية أو المنكوبة. وقد ساهمت هذه الخدمة في تقديم إفادة كبيرة لأوكرانيا في حربها مع روسيا والخدمة مقدمة حاليا إلى 40 دولة فقط حول العالم.
التعليقات مغلقة.