منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

السيارات الكهربائية في السعودية.. تحولات نمط الإنتاج

ربما يبدو مستغربًا بعض الشيء، الحديث عن صناعة السيارات الكهربائية في السعودية، من جهة كون هذا البلد واحدًا من أغنى البلدان بالنفط، ومن ثم قد لا يبدو معقولًا ألا يعمل بلد نفطي بالنفط، لكن علينا أن نضع المسألة في سياقها الأعم الأوسع؛ كيما نفهمها على الوجه الصحيح.

فالسعي إلى تعزيز وتطوير صناعة السيارات الكهربائية في السعودية، إنما يتنزل ضمن استراتيجية المملكة لدخول عهد جديد هو عهد الطاقة النظيفة، وتنويع مصادر الدخل، ناهيك عن الرغبة في العمل بالطاقة المتجددة.

وعلى ذلك، فإن الاستثمار في صناعة السيارات الكهربائية في السعودية، إنما يأتي ضمن تلك الاستراتيجية العامة، كما أنه جزء من استراتيجية تعزيز الصناعة السعودية وفقًا لرؤية المملكة 2030، لا سيما مع وجود إمكانية لتصنيع ذلك النوع من السيارات في السعودية مستقبلًا.

لكن لا ينبغي أن يدفعنا الحديث عن صناعة السيارات الكهربائية في السعودية إلى تصور أن الأمر قاصر على المملكة وحدها، فهذا توجه عالمي، فقد بلغ عدد السيارات الكهربائية، وفق بعض الإحصائيات، نحو 10 ملايين سيارة من أصل 1.2 مليار مركبة في جميع قارات العالم، أي أقل من 1%.

ويقول تقرير لوكالة الطاقة الدولية: إن عدد السيارات الكهربائية المتوقع عام 2030 سيكون في حدود 145 مليون سيارة كهربائية من أصل 1.5 مليار سيارة، تمثل العدد الإجمالي لجميع السيارات حتى ذلك الوقت، أي أن النسبة تصل إلى أقل بقليل من 10%.

اقرأ أيضًا: صور| «نيسان» تطلق 3 نماذج من شاحنة «فورنتير» الكهربائية

مصنع سنام

وفيما يتعلق بموضوع صناعة السيارات الكهربائية في السعودية، وضع حجر الأساس لمصنع سنام لتجميع سيارات الركاب، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة لتجميع سيارات الركاب، والذي تحتضنه مدينة الجبيل الصناعية في مجمع بلاس كيم.

وبهذه المناسبة، أكد الدكتور بن زيد آل حسين؛ الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل، أن الهيئة الملكية بالجبيل تدعم توطين مثل تلك الصناعات التي لها عائد عالٍ على الاقتصاد الوطني، والتي تساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

من جهته، قال فهد بن سليمان الهيش؛ الرئيس التنفيذي لشركة سنام، إن هذا المصنع هو بداية أول خطوة للمرحلة الأولى التي ستكون مرحلة تجميع برخصة فنية من الشريك التقني لنوعين من سيارات الركاب، بمحتوى محلي يصل إلى ١٥%، وفي المرحلة الثانية سيكون توطين القطع من مدينة الجبيل الصناعية هو الهدف الأساسي، والتي ستصل فيما نسبته من٣٠% إلى ٤٠%، وفي بداية انطلاقة المشروع، سيتم توطين 50% من الوظائف كمرحلة أولى، مشيرًا إلى أن قيمة المرحلة الأولى من المشروع تبلغ 300 مليون ريال.

وتوقع أن يبدأ أول إنتاج بكميات بين 5 و10 آلاف سيارة، في النصف الثاني من العام المقبل 2023، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى ستوفر 700 وظيفة مباشرة، فيما سيوفر المصنع 300 فرصة عمل مباشرة، موضحًا أن المرحلة الأولى من المشروع ستشهد توطين نصف الوظائف، فيما تبلغ تكلفة المرحلة الأولى من المشروع 300 مليون ريال.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة سنام، أن المصنع شراكة مع شركة سانج يونج الكورية، مبينًا أن العلامة التجارية للسيارة ستكون هي نفس العلامة التجارية للشركة الكورية، وحينما يتم الوصول إلى نسبة التجميع بأكثر من 50% سيكون البراند سعوديًا، وهو ما سيتم العمل عليه في المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة.

ونوه بأن الشركة ستنتج نوعين من السيارات، الأول شاحنات صغيرة “حوض طويل وقصير”، والتي عليها طلب كبير بالمملكة، وسيكون بكل محتوياتها، والإصدار الثاني سيارات عائلية إس يو في، 7 ركاب.

وفيما يتعلق بالقيمة المضافة، أكد مدير سنام أن القيمة المضافة هي زيادة المحتوى المحلي تدريجيًا أول سنة، فالمحتوى المحلي من ناحية قطع السيارة من 10 إلى 15%، والعمل بالمصنع 10% أي المحتوى المحلي أول عام 25%، مؤكدًا أن النقطة المهمة هو نقل المعرفة في تجميع السيارة.

اقرأ أيضًا: السيارات ذاتية القيادة 2022.. من الحلم إلى الواقع

صناعة السيارات الكهربائية في السعودية

وعلى صعيد مغاير، ولكن ذي صلة بمسألة صناعة السيارات الكهربائية في السعودية، أعلن محمد الخريف؛ عضو مجلس إدارة هيئة الصادرات السعودية، أن المملكة بدأت في صناعة السيارات الكهربائية.

وقال، في لقاء تليفزيوني: «القدرة الهائلة من ناحية الإمكانات المالية بالإضافة إلى طاقتنا في الموارد البشرية من الممكن أن نبني عليها قاعدة صناعية قوية جدًا، ننطلق منها، والآن بدأنا الآن في صناعة السيارات كمدخل لأنها جاذبة للصناعات الأخرى، وبالذات صناعة السيارات الكهربائية».

وتابع: «ربط صناعة التعدين في السعودية مع صناعة السيارات الكهربائية، مثل المعادن والألمومنيوم، الليثيوم وغيرها، سيكون لها مكان في العالم في الصناعة السعودية».

وأشار الخريف إلى أن المملكة تصدر إلى 176 دولة، مبينًا أن المنتجات الأعلى تصديرًا هي البتروكيماوية والغذائية.

وأضاف: “المنتجات السعودية لها تواجد وموثوقية في الأسواق العالمية، ومن ضمن الدول التي تصدر المملكة لها هي مجموعة العشرين، فيما يأتي على رأس القائمة الصناعات البتروكيماوية في دول مختلفة، مثل الصين والهند وأوروبا، وبعدها الصناعات الغذائية والميكانيكية والكهربائية».

اقرأ أيضًا: «كيا» تصدر 6 سيارات كهربائية في الصين عام 2027.. لهذا السبب

صندوق الاستثمارات العامة

وليس ممكنًا الحديث عن صناعة السيارات الكهربائية في السعودية، دون التطرق إلى استثمارات صندوق الاستثمارات العامة، التي يكرس جزءًا كبيرًا منها لهذه المسألة.

ففي ديسمبر 2018، اشترى صندوق الاستثمارات العامة السعودي 8.3 مليون سهم في شركة تسلا الأمريكية بقيمة 2.8 مليار دولار، تشكل 4.9 في المائة من مجمل أسهم الشركة. وبعد نحو عام، وتحديدًا في الربع الأخير من 2019، تخارج الصندوق من تسلا بعد سلسلة انخفاضات لأسهم تسلا بقيمة تقارب قيمة الشراء، واحتفظ بحصة صغيرة.

وفي عام 2019، اشترى صندوق الاستثمارات العامة 67 في المائة من شركة لوسيد موتورز الناشئة لصناعة السيارات الكهربائية، بقيمة 1.3 مليار دولار. و تختص في صناعة السيارات الفاخرة.

تعتزم شركة “لوسيد” للسيارات الكهربائية، بدء تصنيع سياراتها في السعودية في عام 2024، بعد أن تقدمت بطلب لاعتماد الطراز بحسب ما صرح به نائب محافظ الهيئة السعودية للمواصفات «سعود العسكر» لـ قناة«العربية».

ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي، حصة الأغلبية في “لوسيد” التي تتداول أسهمها بالسوق الأمريكية.

تعد شركة لوسيد المنافس الأمريكي لتسلا، وقد استفاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي من الاستثمار مبكرًا فيها، إذ يمتلك نحو 62% من أسهمها.

يذكر أن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، قالت: إنها استقبلت عدة طلبات من مصنعي المركبات الكهربائية للحصول على «شهادة اعتماد طراز لمركبة كهربائية»، وفقًا لمتطلبات اللائحة الفنية للمركبات الكهربائية، مشيرة إلى إصدارها شهادة اعتماد لطراز واحد حتى الآن.

وفي أغسطس الماضي، قالت «المواصفات»: إنه تم السماح باستيراد المركبات الكهربائية وشواحنها بصورة تجارية، شريطة أن يتم إصدار شهادة اعتماد الطراز السعودية للطرازات المستهدفة قبل بدء عملية الاستيراد.

اقرأ أيضًا:

تسلا في الصدارة بـ627 وحدة| أكثر الشركات إنتاجًا للسيارات الكهربائية 2021

تسلا تستدعي 800 ألف سيارة في الولايات المتحدة لهذا السبب

صور| «أستون مارتن» تطرح سيارة «دي بي إكس707» الرياضية

شركة صينية في الصدارة| أكثر الشركات تصنيعًا لبطاريات السيارات الكهربائية 2022

صور|«سكودا» تكشف عن سيارة «أنيق كوبيه آي في» الكهربائية

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.