الدولار يحقق أفضل أداء أسبوعي خلال عام بفضل ضعف الين

استقر الدولار الأمريكي، اليوم الخميس، ليتجه نحو تسجيل أفضل أداء أسبوعي له منذ قرابة عام، مستفيدًا من التراجع الحاد في قيمة الين الياباني.
وسجلت العملة اليابانية ارتفاعًا طفيفًا إلى 152.49 ين مقابل الدولار، بعد أن لامست أدنى مستوى في ثمانية أشهر عند 153 ين خلال تداولات الليل.
في حين انخفض الين بأكثر من 3% منذ بداية الأسبوع، في أسوأ أداء أسبوعي له منذ سبتمبر 2024. ما منح الدولار زخمًا إضافيًا، بحسب وكالة أنباء السعودية (واس).
وساعدت تحركات الين واليورو على تعزيز مكاسب العملة الأمريكية، التي ارتفعت بأكثر من 1% منذ بداية الأسبوع الحالي.
تحركات العملات الأخرى
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.07% إلى 1.3413 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى في أسبوعين تقريبًا خلال الجلسة السابقة.
كما ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.11% إلى 0.6594 دولار، بينما صعد الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.1% إلى 0.5792 دولار.
واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسة، عند مستوى 98.77 نقطة دون تغيير يُذكر.
وجاءت هذه التحركات بعد قرار بنك الاحتياطي النيوزيلندي خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لدعم النمو الاقتصادي المحلي.
كريستالينا غورغيفا تتحدث عن الفائدة الأمريكية
صرحت كريستالينا غورغيفا؛ مديرة صندوق النقد الدولي، بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يخفض أسعار الفائدة مجددًا قبل نهاية العام الجاري.
وأكدت، في مقابلة مع وكالة رويترز، أن البنك المركزي يحتاج إلى موازنة دقيقة بين مؤشرات النمو المتراجع واستقرار معدلات التضخم.
بينما أشارت كريستالينا إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال أقوى من التوقعات. بعدما حقق نموًا بنسبة 3.8% في الربع الثاني مدفوعًا بقوة الإنفاق الاستهلاكي.
وأضافت أن تباطؤ سوق العمل قد يفرض على الاحتياطي الفيدرالي التحرك بحذر أكبر؛ لتجنب أي تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي.
“ترامب” يعيد تشكيل التجارة العالمية
قالت كريستالينا غورغيفا إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غيّر ملامح النظام التجاري العالمي من خلال فرض رسوم جمركية مرتفعة على عدد من الدول.
فيما أوضحت أن الشركات الأمريكية الكبرى تمكنت مؤقتًا من امتصاص تأثير تلك الرسوم بفضل هوامش ربحها المرتفعة ومخزوناتها السابقة.
وبيّنت أن هذه التحولات أنهت حقبة الرسوم المنخفضة التي استمرت لعقود. ودفعت العديد من الدول إلى بناء تحالفات تجارية إقليمية جديدة
كذلك شدّدت على أن الاقتصاد العالمي يتجه فعليًا نحو التعددية القطبية، مع بروز مناطق مثل الخليج وآسيان وإفريقيا كمراكز صاعدة للنمو الاقتصادي.
التكامل الإقليمي بديل للعولمة القديمة
أكدت مديرة صندوق النقد أن العالم لن يعود إلى نموذج العولمة الذي كان سائدًا قبل جائحة كورونا وسلسلة الصدمات الاقتصادية الأخيرة.
ورأت أن النمو المستقبلي سيعتمد على تكامل اقتصادي إقليمي أوسع في مجالات التجارة والخدمات المالية والاستثمار المشترك بين الكتل الاقتصادية.
كما أشارت إلى أن هذا الاتجاه يوفر فرصًا جديدة لبلدان الشرق الأوسط والخليج وجنوب شرق آسيا. القادرة على الاستفادة من التحولات العالمية.
واختتمت كريستالينا غورغيفا تصريحاتها بتأكيد أن استمرار هذا النموذج متعدد الأقطاب يعزز استقرار الاقتصاد العالمي ويوفر توازنًا أكبر بين القوى الاقتصادية.