منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

استراتيجية الأبعاد التسويقية لجذب السياح

تمثل السياحة قاطرة النجاة للتنمية الاقتصادية؛ لذا سميت بٍبترول العصر؛ لمساهمتها في زيادة إجمالي الناتج القومي، وزيادة الدخل من النقد الأجنبي، وتوفير فرص العمل، كما أنها تُعد صناعة بدون مصنع، يستفيد المواطن مباشرة من عائدها.

وعلى مستوى الاقتصاد العالمي، تشير إحصائيات منظمة السياحة العالمية فى يناير 2020 إلى أن عائدات فرنسا من السياحة بلغت 82.700 مليار، والولايات المتحدة 76.400 مليار، وإسبانيا 75.300 مليار، والصين 59.270 مليار، وإيطاليا 52.372 مليار، وبريطانيا 35.814 مليار.

وفي السعودية، بلغ إنفاق السائحين حوالي 101مليار ريال في 2019 بما يعادل 26.93 مليار دولار بحسب بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي، لكن تراجعت الإيرادات السياحية بسبب جائحة كورونا؛ ما جعل المملكة تطبق استراتيجية تشمل تنفيذ مشاريع سياحية عملاقة تجعل قطاع السياحة من أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني.

 قبل جائحة كورونا  

وقبل جائحة كورونا، كان حجم الإنفاق على السياحة المحلية في السعودية خلال عام 2019 قد بلغ نحو 53 مليار ريال؛ مسجلًا مستوى قياسيًا، خاصةً وأن السياحة تخدم قطاعات اقتصادية؛ منها 40 % لقطاع الرحلات والتسوق، و25 % للزيارات العائلية والأصدقاء، و27 % للأغراض الدينية، كما نمت رحلات السياحة الداخلية لتبلغ 48 مليون رحلة؛ ليكون إجمالي إنفاق السياحة الداخلية والخارجية نحو 154 مليار ريال قبل جائحة كورونا.

دخل السياحة العربية

وعلى الرغم من أن الوطن العربي يذخر بآثار تزيد عن ثلاثة أرباع الآثار في العالم، لكن تجد دولة صغيرة كفرنسا يزيد دخلها السياحي عن أضعاف دخل السياحة للدول العربية مجتمعة، رغم عدم وجود آثار أو أماكن طبيعية أو معالم دينية بها، مثلما في الدول العربية، إلا أنها تتبع استراتيجية سياحية لجذب السياح.

 استراتيجيات جديدة

أصبح للسياحة العالمية مقاييس واستراتيجيات جديدة تقوم على الأخلاق، والعلاقات الطيبة، والتواصل مع السائح، ومعرفة رغباته؛ وذلك بتدريب العاملين على عمل علاقات طيبة فيما بينهم؛ لأن إدارة العلاقات الداخلية لتعظيم التسويق الخارجي تقوم على تكوين علاقات ناجحة بين السائح والعاملين؛ ما يسهل تحقيق التوافق بين أهداف العاملين وأهداف الإدارة، وعندئذٍ تتحقق مكاسب هائلة؛ أبرزها ضمان ولاء العاملين للمكان.

 الأبعاد التسويقية

إنَّ النظر لاستراتيجية الأبعاد التسويقية على أنه نظام لإدارة العلاقات الداخلية والخارجية، يترتب عليه نتائج؛ أهمها إدخال صوت العميل الداخلي في قرارات الخدمة السياحية على أنها أحد أصول المنشأة السياحية.

رغبات السائح

لقد ولَّى زمن فكرة أن السائح زبون، والمنشأة السياحية بائع خدمة، وحلَّ محلها استراتيجية عمل تستهدف رغبات السائح كهدف أساسي لكل منشأة تشتهر بالتميز في خدمة السائح؛ بمعنى إشعار السائح بالخصوصية؛ بإضافة الطابع الشخصي والمعنوي على العلاقات، وجعل خياراته إيجابية، وترك ذكريات طيبة لدى السائح، والاهتمام به، وألا تجعله يندم على ترك بلده، واعتباره ضيفًا يجب احترامه وإكرامه، ودفعه إلى أن يحكي لأصدقائه وأهله- بعد عودته- عن السلوكيات والعادات والأخلاق الطيبة التي لمسها في زيارته.

بناء علاقات طيبة

إن صياغة أهداف المنشأة السياحية، وزيادة وعي العاملين، وترسيخ مفهوم الجودة لديهم لتحقيق خدمة تنافسية وتحقيق الأهداف التسويقية، تتمثل في الاحتفاظ بالعمال المهرة؛ بإيجاد رؤية مشتركة في بناء علاقات طيبة بين فريق العمل والإدارة العليا؛ بإشراكهم بالهيكل التنظيمي للإدارة،  ووضع خطة يسهل تحقيقها من خلال استراتيجية سياحية واضحة تحقق رغبات السائحين وولائهم للمكان، تقوم على البحث والتقييم وبناء علاقات مشتركة تجذب من خلالها السياحة الداخلية والخارجية؛ ما يعود في النهاية على الاقتصاد الوطني بزيادة الدخل وتنشيط السياحة.

د.خالد سيد

خبير ومدرس الإدارة والتسويق

 

 

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.