هل يحمل العام 2020 نموًا للاقتصاد العالمي؟

ترجمة-رنا خطيب:
كان العام 2019 مخيبًا لتوقعات خبراء الاستثمار، مع ضعف النمو الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية المستمرة؛ ما أدى إلى زيادة التقلبات في أسواق الاستثمار.
وبحلول عام 2020، يتوقع الخبراء استمرارًا، إن لم يكن تدهورًا، في ظروف الاستثمار السائدة حيث تؤدي التوترات التجارية وحالة عدم اليقين على نطاق أوسع إلى تآكل النمو الاقتصادي وزيادة زعزعة استقرار الأسواق.
الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تضعف الاقتصاد
وتشير التوقعات الاقتصادية التي صدرت عن موقع فنغاردVanguard لعام 2020 إلى عصر جديد يتّسم بعدم اليقين في سياق تباطؤ مستمر في النمو الاقتصادي العالمي، مدفوعًا إلى حد كبير بالتوترات التجارية التي لم تحل بين الولايات المتحدة والصين.
ومن المحتمل أن يؤثر هذا الأمر، إلى جانب وضع سياسات غير متوقعة، سلبًا على الطلب في عام 2020، وعلى العرض على المدى الطويل مع تأجيل الشركات لاستثمارات جديدة.
ويبدو أنّ توقعات النمو العالمي ضبابية بالتأكيد، وسيظل النمو ضعيفًا خلال معظم العام المقبل.
ورغم أننا نرى أن النمو في الولايات المتحدة يتباطأ دون الاتجاه إلى حوالي 1٪، إلاّ أنّه من المتوقع أن يتجنب أكبر اقتصاد في العالم حدوث ركود تقني.
وفي الوقت نفسه، تشير التوقعات لانخفاض معدّل النمو في الصين إلى ما دون المعدل المستهدف عند 6 ٪ إلى 5.8 ٪، وفي منطقة اليورو، من المرجّح أن يظل النمو ضعيفًا عند معدّل 1 ٪ تقريبًا.
وبالنسبة لأستراليا، يتوقع الخبراء معدل نمو دون الاتجاه قدره 2.1 ٪، مع تباطؤ الاقتصاد المحلي إلى حد ما من خلال إجراءات السياسة النقدية والمالية الأخيرة، ” لقد خفّفت إلى حد ما من النتائج الكارثية الناجمة عن الحروب التجارية وغيرها من حالات عدم اليقين العالمية بسبب إجراءات السياسة النقدية والمالية.ومع ذلك، فقد أصبح من الواضح على نحو متزايد في أستراليا أنّ هناك عوائد متناقصة لتخفيضات أخرى في أسعار الفائدة وأنّ الأولوية الغالبة لتحقيق فائض في الميزانية ستحد على الأرجّح من الدور الذي تلعبه السياسة المالية في تعزيز النشاط في عام 2020 “، حسبما قالبياتريسيو،الخبير الاقتصادي في فانجاردVanguard.
يأتي ذلك تزامنًا مع تزايد الشكوك حول التوصّل إلى حل قريب المدى للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي المستمرة وتدهور النمو الصناعي، أدت إلى تباطؤ النمو في أكبر اقتصادين في العالم”.
ومن المتوقع أن يؤدي التضخم في أستراليا، إلى جانب منطقة اليورو واليابان، إلى تحقيق أهداف البنك الاحتياطي.
أسواق الاستثمار: عوائد ضعيفة لا تشجع على البقاء
يجب أن يدرك المستثمرون أنّه مع تباطؤ النمو العالمي، ستكون هناك نوبات دورية من التقلبات في الأسواق المالية، بالنظر إلى حالة عدم اليقين المتزايدة في السياسة، ومخاطر الدورة المتأخرة والتقييمات الممتدة.
يقول الدكتور جوزيف ديفيس؛ الرئيس العالمي لمجموعة استراتيجية الاستثمار في فانجارد: “ماتزال آفاقنا على المدى القريب لأسواق الأسهم العالمية محمية، وفرصة السحب الكبير للأسهم وغيرها من الأصول التجريبيةمرتفعة وعالية كثيرا عما ستكون عليه في بيئة السوق العادية”.
وتابع”ماتزال أصول الدخل الثابت عالية الجودة،التي تكون عوائدها إيجابية فقط من حيث القيمة الاسمية، من العوامل الرئيسية المتنوعة في محفظة ما”.
ومن المتوقع أن تكون العائدات على مدار العقد المقبل متواضعة في أحسن الأحوال. كما تراجعت توقعات عائد الدخل الثابت بشكل أكبر بسبب انخفاض معدلات السياسة، وانخفاض العوائد عبر آجال الاستحقاق، وهوامش الشركات المضغوطة “.
تحسنت التوقعات بالنسبة للأسهم تحسّنا طفيفا عن توقعاتنا في العام الماضي، وذلك بفضل التقييمات الأكثر مواتاهعلى نحو معتدل، حيث تجاوز نمو الأرباح عائدات أسعار السوق منذ أوائل عام 2018.
ومن المرجّح أن تتراوح العائدات السنوية للدخل الثابت الأسترالي بين 0.5٪- 1.5٪ خلال العقد المقبل، مقارنة مع توقعات 2 ٪- 4 ٪ من العام الماضي. وكانت التوقعات لعائدات الدخل الثابت العالمية السابقة لأستراليا أعلى قليلاً في حدود 1.0٪ 2.0٪ سنويًا.
بالنسبة لسوق الأسهم الأسترالية، سيكون العائد السنوي على مدى السنوات العشر القادمة في حدود 4.0 ٪إلى 6.0 ٪، في حين أنّ العوائد في أسواق الأسهم الأسترالية العالمية السابقة كانت على الغالب في حدود 4.5 ٪إلى 6.5 ٪ للمستثمرين الأستراليين، بسبب تقييمات أكثر معقولةظهرت على نحو طفيف في مكان آخر، على المدى المتوسط، نتوقع أن تستأنف البنوك المركزية فتدريجيًا تطبيع السياسة النقدية، وبالتالي رفع معدلات خالية من المخاطر من مستويات الإحباط التي شهدناها اليوم.
لذلك، على نطاق واسع، بالنظر إلى توقعاتنا للنمو الاقتصادي العالمي المنخفض وتوقعات التضخم المنخفضة، من المرجّح أن تظل المعدلات الخالية من المخاطر وعوائد الأصول منخفضة لفترة أطول مقارنة بالمستويات التاريخية.
المصدر:Crothersaa site/Tony Kaye
التعليقات مغلقة.