لهذه الأسباب ارتفع مؤشر الدولار عالميًا مقابل العملات الأخرى
حقق الدولار الأمريكي أعلى مستوى له خلال شهرين ونصف الشهر في موجة تصاعدية تزامنت مع توقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معدل خفض أسعار الفائدة، وأيضًا وسط حالة من الترقب بين المستثمرين مع تقارب المنافسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجري الشهر المقبل.
صعود الدولار
وصعد الدولار في الأسابيع الثلاثة الماضية ويتجه صوب تحقيق مكاسب للجلسة الخامسة عشرة من أصل 17. إذ قلصت سلسلة من البيانات الاقتصادية الإيجابية التوقعات بشأن حجم وسرعة خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
كما وصل العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.222 بالمئة ،الثلاثاء، وهو أعلى مستوى له منذ 26 يوليو.
بينما تظهر أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي أن الأسواق تتوقع بنسبة 91% خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في نوفمبر. وترى احتمالا بنسبة 9% أن يبقي المجلس الاحتياطي الفيدرالي عليها دون تغيير.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات 0.04% إلى 104 بعد أن بلغ 104.08 وهو أعلى مستوى له منذ الثاني من أغسطس.
وارتفع المؤشر بنحو 3.3 بالمئة على أساس شهري ويتجه صوب أعلى ارتفاع شهري له منذ أبريل 2022. وتراجع الجنيه الإسترليني 0.06 % إلى 1.2976 دولار.
ولا تزال الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة تلقي بظلالها على سوق العملات مع تزايد التوقعات بفوز دونالد ترامب، الأمر الذي يؤدي على الأرجح إلى سياسات للسيطرة على التضخم.
الدولار مقابل اليورو
وانخفض اليورو 0.04 بالمئة إلى 1.0811 دولار.
وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد الثلاثاء إن التضخم في منطقة اليورو في طريقه للانخفاض. وقد يتراجع إلى 2% بأسرع مما كان يعتقد.
وارتفع الدولار 0.09% أمام الين إلى 150.96 بعد أن صعد إلى 151.10، وهو أعلى مستوى له منذ 31 يوليو.
وعلى صعيد العملات المشفرة، تراجعت عملة بتكوين 0.23% إلى 67572 دولارًا.
أسباب ارتفاع سعر الدولار
بدوره، قال الخبير الاقتصادي، علي الإدريسي، إن ارتفاع مؤشر الدولار مؤخرًا على الصعيد العالمي مقابل العملات الأخرى، يرجع إلى عدة عوامل مجتمعة ساهمت في خلق هذه القوة له.
وأضاف الإدريسي، في تصريحات خاصة لـ “الاقتصاد اليوم”، أن هذه العوامل شملت:
- البيانات الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة: تحسن البيانات الاقتصادية مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض البطالة يعزز الثقة في الاقتصاد الأمريكي؛ ما يدفع المستثمرين نحو الدولار باعتباره ملاذًا آمنًا
- التوترات الجيوسياسية: في أوقات عدم الاستقرار أو الأزمات العالمية، يميل المستثمرون إلى شراء الدولار كملاذ آمن بسبب الاستقرار النسبي للاقتصاد الأمريكي مقارنة بالأسواق الأخرى.
- الفجوة في السياسات النقدية بين الدول: في حين أن بعض البنوك المركزية الأخرى قد لا ترفع أسعار الفائدة أو تتبع سياسات نقدية متشددة بنفس الوتيرة، فإن هذه الفجوة في السياسات تعزز من جاذبية الدولار مقابل العملات الأخرى.
ومن جانبه، قال مدير مركز رؤية للدراسات الاقتصادية، بلال شعيب، إن ارتفاع مؤشر الدولار عالميًا في الفترة الأخيرة له العديد من الأسباب على رأسها خفض الفيدرالي أسعار الفائدة.
وأضاف شعيب، في تصريحات خاصة لـ “الاقتصاد اليوم”، أن مؤشر البطالة هو الأخر كان له نتائج إيجابية مقارنة بالفترة السابقة. إذ انعكس على القوة الشرائية في الاقتصاد الأمريكي.
كما أوضح مدير مركز رؤية للدراسات الاقتصادية أن الاقتصاد الأمريكي في المرحلة الراهنة. لديه قدرة كبيرة على امتصاص أكبر قدر من العمالة. وينتج عن ذلك ارتفاع القوى الشرائية؛ ما يبرهن على وجود سيولة لدى المواطنين الأمريكيين والذي يؤثر بدوره على سعر العملة. وضرب شعيب مثالًا بالاقتصاد الصيني الذي يمر بحالة من التباطىء تشبه إلى حد كبير الركود.
وأضاف أن ذلك أجبر “أوبك” على الخفض الطوعي للبترول للحفاظ على مستويات سعرية معينة. وهذا وضح جليًا في ارتفاع سعر الدولار عالميًا مقابل انخفاض سعر النفط؛ ما أدى إلى حدوث بعض التذبذب.
حجم الدين العالمي
كما أشار مدير مركز رؤية للدراسات الاقتصادية إلى الذهب الذي شهد هو الأخر حالة من الارتفاع السعري مؤخرًا. موضحًا أنه مع خفض الفائدة اتجهت الاستثمارات بشكل طبيعي إلى الذهب والأخير مقوم بالدولار.
وأضاف أنه نتيجة ذلك ارتفع سعر الدولار مقارنة بالعملات الأحرى، وتوقع أن يستمر الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.
وتوقع شعيب أن سعر الدولار يكون مرهونًا بجلسة الفيدرالي الأمريكي المقبلة. فضلًا عن مدى إمكانية طرح وسائل استثمارية جديدة للمستثمرين كأدوات الدين المطروحة من قبل الدول النامية.
كما أشار إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع وصول الديون العالمية إلى مستويات غير مسبقة فقد بلغت 315 تريليون دولار وهي مستويات جديدة لم نشهدها من قبل.