كيف شهد قطاع المطارات نهضة ملحوظة في المملكة؟
تعمل السعودية في المرحلة الراهنة على تعزيز دورها كمركز إقليمي رائد في قطاع الطيران ومنصة لوجستية عالمية تربط بين 3 قارات عبر استراتيجية وطنية للطيران تهدف إلى تعزيز الربط الجوي للمملكة إلى أكثر من 250 وجهة حول العالم، من خلال تشغيل 29 مطارًا، إضافة إلى خطة لإنشاء مركز اتصال عالمي في الرياض وجدة، مع شبكة من المطارات ذات القدرات الفريدة.
أهداف تنموية
وتهدف المملكة إلى زيادة أعداد المسافرين في المملكة من 100 مليون مسافر إلى أكثر من 150 مليونًا، إضافة إلى استهداف مضاعفة السعة الاستيعابية للشحن الجوي في المملكة، إلى جانب مضاعفة الطاقة التصميمية لمستودعات الشحن إلى 4.5 مليون طن، قياسًا على أقل من مليون طن في عام 2019.
ونجحت المملكة في تحقيق رقم قياسي لأعداد المسافرين في 2023 عند 112 مليون مسافر، بزيادة 26% عن العام السابق بحسب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية عبد العزيز الدعيلج.
واستمرارًا لهذا النهج التطويري وقعت “شركة تطوير مطار الملك سلمان الدولي”، إحدى شركات “صندوق الاستثمارات العامة”، عقود شراكات استراتيجية مع 4 منشآت محلية وعالمية في قطاعات العمارة والهندسة والإنشاءات وإدارة الحركة الجوية بهدف البدء في مرحلة جديدة لتطوير مطار الملك سلمان الدولي ليصبح مركزًا للسياحة والسفر والنقل في مدينة الرياض والمنطقة.
وطبقًا للاتفاقية ستعمل شركة «فوستر وشركاه» على تصميم المخطط الرئيسي للمطار، الذي يغطي مساحة إجمالية قدرها 57 كيلومترًا مربعًا، ويضم عدة صالات و6 مدارج للطائرات، بالإضافة إلى منطقة عقارية تتضمن أصولًا متعددة، وسيعكس تصميم المطار هوية الرياض، ويحاكي الثقافة السعودية.
فيما ستقدم الشركة الهندسية «جاكوبس» الخدمات الاستشارية المتخصصة للمخطط الرئيسي التفصيلي للمطار، وتصميم المدارج الجديدة، وستقوم شركة «مايس» التي تعمل في قطاع الاستشارات والبناء على تطبيق أفضل الممارسات العالمية والابتكارات والمنهجيات المتطورة في جميع مراحل التخطيط والإنشاء.
بينما ستشرف الشركة السعودية «نيرا» المتخصصة في الحلول الفنية والتشغيلية للطيران على تصميم المجال الجوي لتعزيز كفاءة الحركة الجوية، وتحسين العمليات التشغيلية باستخدام أحدث التقنيات.
عوامل نجاح قطاع المطارات
الدكتور فواز كاسب العنزي؛ خبير تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، قال إن قطاع المطارات في السعودية شهد نهضة كبيرة ساعدت في تحقيق التكامل مع التطورات السياحية. يمكن تحليل هذا التحول من خلال عدة محاور:
توسعة المطارات وتطوير البنية التحتية: توسعة مطارات المملكة الرئيسية مثل مطار الملك عبدالعزيز في جدة ومطار الملك خالد في الرياض. كان له دور كبير في تعزيز القدرة الاستيعابية لهذه المطارات لتلبية الطلب المتزايد من السياح والمسافرين. كما أن البنية التحتية المتطورة والخدمات المحسنة جذبت شركات الطيران العالمية، ووفرت تجربة سفر سلسة. ما ساعد في دعم أهداف السياحة والتنمية الاقتصادية.
موقع المملكة الجغرافي: السعودية تتمتع بموقع استراتيجي فريد بين آسيا، أوروبا، وأفريقيا، ما يجعلها مركزًا مثاليًا لحركة الطيران بين القارات. هذا الموقع الجغرافي يسهم في زيادة حركة المسافرين والشحن الجوي. وهو ما دفع المملكة إلى استغلال هذا الموقع من خلال تطوير مطاراتها وزيادة عدد الرحلات الدولية، ما يسهم في زيادة تدفقات السياحة والأعمال.
مشروع مطار الملك سلمان الدولي: يعد هذا المشروع أحد أهم محاور التطور في قطاع الطيران. المطار الجديد في الرياض يهدف إلى أن يصبح أحد أكبر مطارات العالم من حيث القدرة الاستيعابية، مع خطط لاستقبال أكثر من 120 مليون مسافر سنويًا. هذا المشروع يعكس الطموح الكبير للمملكة في أن تصبح مركزًا عالميًا للطيران والشحن الجوي؛ ما يفتح الباب أمام فرص اقتصادية هائلة، سواء في قطاع النقل الجوي أو في القطاعات المرتبطة به.
التقنيات الحديثة والتحول الرقمي: تطوير المطارات السعودية شمل أيضًا التحول الرقمي عبر إدخال أنظمة ذكية لتحسين تجربة المسافرين. ما ساهم في تقليل أوقات الانتظار وزيادة الكفاءة. هذه التقنيات الحديثة تضفي طابعًا مميزًا على قطاع الطيران السعودي، وتجعله قادرًا على المنافسة مع أبرز مراكز الطيران الدولية.
مركز عالمي للسياحة والنقل الجوي
كما أكد العنزي أنه من خلال تحليل التحولات في قطاع والمطارات. نرى أن المملكة العربية السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية في تنويع الاقتصاد. وجعل المملكة مركزًا عالميًا للسياحة والنقل الجوي. فضلًا عن تنويع السياحة بين الدينية، والترفيهية، والثقافية. إلى جانب تطوير بنية تحتية متطورة للمطارات.
كما أكد أن كل هذه العوامل ساهمت في تحقيق قفزات نوعية في هذه القطاعات. وأن هذه الجهود مجتمعة تسهم في تعزيز مكانة المملكة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتدعم تحقيق رؤية 2030.
طفرة واضحة على الأرض
أما الدكتور أحمد بانافع، الأستاذ بجامعة سان هوزيه في كاليفورنيا، فأكد أن قطاع المطارات في المملكة شهد طفرة تنموية تحققت عبر:
توسيع المطارات: تم توسعة المطارات الكبرى مثل مطار الملك عبدالعزيز في جدة ومطار الملك خالد في الرياض لزيادة الطاقة الاستيعابية. واستقبال المسافرين، ما يدعم حركة السياحة.
تحديث البنية التحتية: شملت هذه النهضة تحديثات كبيرة في بنية المطارات لتقديم خدمات عالية الجودة للمسافرين. بما في ذلك تحديث أنظمة الفحص الأمني والخدمات الذاتية.
تسهيل إجراءات السفر: تبسيط إجراءات السفر عبر تطبيق تقنيات ذكية. مثل أنظمة التسجيل الآلي والفحص الرقمي، ساهم في توفير تجربة سفر سلسة للسياح.
توفير خدمات متنوعة: تقدم المطارات السعودية خدمات متكاملة مثل الاتصال بالإنترنت المجاني. المتاجر، والمطاعم؛ ما يجعل تجربة السفر أكثر راحة ورفاهية.
الربط بين المدن والمناطق السياحية: تطوير خطوط الطيران الداخلية والدولية. عزز الربط بين المدن السياحية؛ ما سهل على السياح التنقل بين وجهات المملكة المتنوعة.
نتائج إيجابية
كما عدد بانافع النتائج الإيجابية التي جنتها المملكة جراء هذه الطفرة وشملت:
زيادة الإيرادات: ساهم قطاع السياحة في زيادة الإيرادات غير النفطية للمملكة؛ ما عزز الاقتصاد الوطني.
توفير فرص عمل: أدى نمو قطاع السياحة إلى خلق العديد من فرص العمل للمواطنين في مجالات مثل الضيافة، النقل، والخدمات.
تعزيز الاقتصاد الوطني: نما القطاع السياحي ليصبح ركيزة مهمة في الاقتصاد السعودي. ما ساهم في تنشيط مختلف القطاعات المرتبطة به.
تعريف العالم بالحضارة والثقافة السعودية: ساهمت السياحة في تعريف العالم بالثقافة السعودية الغنية والتاريخ العريق. ما عزز مكانة المملكة كوجهة سياحية ثقافية.
تحسين جودة الحياة: ساهم القطاع السياحي في تحسين جودة الحياة للمواطنين. من خلال توفير خيارات ترفيهية وخدمات جديدة.
التعليقات مغلقة.