منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

علي النعيمي.. من رعي الأغنام إلى عالم النفط

علي النعيمي آية ومثل على ألا شيء يمكنه أن يصد المرء عن مراده، إن كان صادقًا حقًا، في طلبه، وأن الظروف والعقبات، ما هي إلا محطات على الإنسان أن يتزود منها بالقوة اللازمة للتغلب عليها.

على النعيمي
على النعيمي

 

فهذا الرجل، الذي ترأس شركة أرامكو وأصبح وزيرًا للنفط، تقلب في ظروف عيش شاقة، رعى الغنم في البادية، وبحث عن اللؤلؤ في البحرين، وكان، في وقت من الأوقات، هو المُعِيل الوحيد لأسرته، وعمل وهو في سن صغيرة في أعمال جمة، ومع ذلك لم تردعه ظروفه عن الطموح، ولا عن تحقيق مراده.

سيحاول «الاقتصاد اليوم» إلقاء بعض الضوء على قصة نجاح علي النعيمي، الآسرة والملهمة في آن واحد.

اقرأ أيضًا: فريدريك إيديستام.. من تاجر أخشاب إلى مؤسس نوكيا

البداية والطفولة

ولد علي بن إبراهيم النعيمي عام 1935م، في قرية صغيرة تسمى الراكة في منطقة شرقي المملكة العربية السعودية.

درس في الكُتّاب في جوامع المناطق التي كان ينتقل إليها مع أهله؛ إذ كان يعيش مع والدته لكون والديه انفصلا قبل ولادته، وكان والده متزوجًا ويعمل في البحرين.

ومن ثم كان علي هو المعيل الوحيد لعائلته؛ نظرًا لانشغال باقي أخوته كل بحياته وشؤونه الخاصة.

وبتشجيعٍ من أخيه، انضم علي النعيمي، وبالرغم من صغر سنه، إلى شركة أرامكو كموظفٍ عادي وكان ذلك في العام 1945، ولم يتجاوز عمره حينها 10 سنوات.

اقرأ أيضًا: نبيل كوشك.. رجل المهام الصعبة

رعي الأغنام والطرد من أرامكو

عمل النعيمي في سن الـ12 مراسلًا لشركة “أرامكو”، وكان يتقاضى 90 ريالًا، وكان حينها العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة أخيه بالمرض، وإصابة والده أيضًا بالمرض. وكان يعمل في رعي الأغنام في بعض الأحيان مع والده.

طُرد من العمل بعد 9 أشهر؛ بسبب أنظمة جديدة أصدرتها وزارة العمل، تنص على ألا يعمل في “أرامكو” من هو دون الـ18.

ولم يفلح علي النعيمي بإقناع المسؤولين بأنه تعدى الـ18 عامًا؛ لذا انتقل للعمل في شركة أخرى، وتم طرده كذلك، وفي غضون 4 شهور تم طرده من 4 وظائف.

وقال علي النعيمي، ذات مرة في لقاء تلفزيوني:

«عندما أُعفيت من شركه أرامكو، عملت مراقب عمّال، وطردت من العمل أيضًا».

بعدها بسنوات، عمل علي النعيمي في “أرامكو” مجددًا، ثم توجّه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتكملة دراسته الجامعية، وعندما عاد سنحت له فرصة أفضل بضعف الراتب الذي يتقاضاه في “أرامكو”، إلا أن تجربته هذه، والتي كانت في وزارة الزراعة، لم تتجاوز الثلاثة أيام.

وقال علي النعيمي في اللقاء التلفزيوني ذاته:

«تلقيت خبر تعييني وزيرًا للبترول والثروة المعدنية من إبراهيم العنقري وأنا في ألاسكا بأمريكا أصطاد السمك، فيما لم أعلم بتعييني رئيسًا للشركة. وبدأت أولى خطواتي رئيسًا للشركة بتنمية البشر واستقطاب خبراء في البترول».

اقرأ أيضًا: منصور الصعنوني.. من مريض بالسرطان إلى مليونير

المناصب

تقلد علي النعيمي العديد من المناصب، ففي العام 1975 أصبح نائبًا لرئيس إنتاج وحقن الماء، بعدها بـ3 أعوام عُين نائبًا لرئيس أعمال الزيت في الشركة.

وبحلول عام 1980 عُين عضوًا في المجلس الإداري للشركة، ولم يمضِ إلا عامين حتّى أصبح علي النعيمي نائبًا للرئيس التنفيذي لأعمال الشركة.

وفي عام 1984، أصبح رئيسًا للشركة، وهو أول سعودي يصل إلى هذا المنصب، وإلى جانب هذا كان في تلك الفترة من أكبر إداريي الشركة التنفيذيين.  ثم عمل رئيسًا وكبيرًا للإداريين التنفيذيين بين 1988 و1995.

ونظرًا للتقدم الكبير الذي شهدته شركة أرامكو في عهده، صدر قرار ملكي بتعيينه وزيرًا البترول والثروة المعدنية، وبقي في منصبه وفي الوزارة أكثر من 15 عامًا، كما أنّه رئيس لمجلس الأمناء في جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية.

أسس “جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية” عام 2009، وشغل منصب رئيس مجلس الأمناء فيها، كما تولى منصب مستشار في “الديوان الملكي السعودي” برتبة وزير.

جوائز وتكريمات

أما عن الجوائز والتكريمات، ففي العام 1995 حصل علي النعيمي، على جائزة “الدكتوراه الفخرية” من جامعة هاريوت في اسكتلندا، نظرًا للإنجازات الكبيرة التي حققها في إنتاج الغاز والزيت وإدارتهما في شركة أرامكو.

وقدمت له مجموعة “الاقتصاد والأعمال” في عام 2007، جائز بعنوان “الريادة في مجال الإنجاز”، وفي العام الذي تلاه قدم له مؤتمر البترول الذي انعقد حينها في مدريد جائزة “دوهرست”.

وفي عام 2009، قدم له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جائزة “وشاح الملك عبدالعزيز” من درجته الثانية.

اقرأ أيضًا:

لويس برايل.. الأعمى الذي أنار دروب المكفوفين

صابر باتيا.. عندما تختلف نهاية الرحلة عن بدايتها

هوارد شولتز.. من موظف مبيعات لتأسيس ستاربكس

ألبرت أينشتاين.. من طفل معاق لأبي القنبلة النووية

إيلون ماسك من عامل نظافة لأغنى رجل في العالم

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.