خبراء: هجمات البحر الأحمر تزيد من تعطل الإمدادات الأوروبية
كشف خبراء في مجال اللوجستيات تحذيرًا بشأن تصاعد الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر، حيث يشيرون إلى أن الهجمات أصبحت تشكل تهديدًا جديًا يمكن أن يفجر فترة من الفوضى للمصنعين وتجار التجزئة في أوروبا، ويأتي هذا التحذير في ظل تأثير تعطل سلاسل الإمداد على النظام الاقتصادي العالمي.
قد يعجبك.. ارتفاع أسعار الشحن البحري بسبب التوترات في البحر الأحمر
وأشار الخبراء إلى أن هجمات القراصنة على السفن قد تؤدي إلى تأخير وتعطيل حركة الشحن البحري. بما يتسبب في تأثير سلسلة التوريد ويؤثر سلبًا على التجارة الدولية. ويتجلى هذا التأثير في تعطيل انتقال البضائع والمواد الخام بين الموانئ. بما يؤدي إلى تأخير في وصول البضائع إلى الوجهات المقصودة.
وتعتبر هذه التطورات التهديدية جزءًا من التحديات التي يواجهها قطاع اللوجستيات والنقل البحري. ويدعو الخبراء إلى اتخاذ إجراءات فعالة للتصدي لهذه المشكلة وضمان استمرارية التدفق السلس للبضائع في سوق التجارة الدولية.
الاتجاه إلى طريق رأس الرجاء الصالح
وأظهرت بيانات أن عددًا كبيرًا من سفن الحاويات يعتمد حاليًا على تغيير مسارها بشكل تقريبي. حيث تتجه من قناة السويس نحو طريق رأس الرجاء الصالح، الذي يمثل بديلًا يتخذه الكثيرون لتجنب البحر الأحمر. يأتي هذا التغيير نتيجة لتصاعد التوترات في المنطقة. حيث ينفذ الحوثيون هجمات على سفن الشحن التي تعبر عند هذا الممر البحري منذ ديسمبر الماضي.
كما تؤثر التحولات في مسار الشحن عبر البحر الأحمر على عمليات الإبحار بين آسيا وأوروبا بشكل كبير. مضيفة فترة زمنية إضافية تصل إلى أسبوعين إلى مدة الرحلات المعتادة التي تستغرق عادة 35 يومًا. وتتسبب هذه التأثيرات في خلق فجوات زمنية طويلة لجداول وصول السفن إلى الموانئ الأوروبية. بما يعكس هذا التغيير الحاجة الملحة لتكييف استراتيجيات الشحن لضمان استمرارية التجارة البحرية. في وجه التحديات الجديدة التي تعترض سلاسل الإمداد العالمية.
الصناعات تبحث عن بدائل لتخفيف تأثيرات تعطل الملاحة بالبحر الأحمر
ومن جانبه، أكد سايمون هيني، كبير المديرين في شركة Drewry Shipping Consultants، أن هناك تحديات ملموسة تواجه شركات الشحن والمستهلكين. وفي تصريحات لصحيفة Financial Times، أشار إلى أن الفترة الانتقالية الحالية تظهر بعض الفوضى. لكنه في الوقت نفسه توقع أن تقوم خطوط الشحن بإقامة شبكات جديدة وأكثر موثوقية في وقت قريب.
يعاني مجال خطوط الحاويات التي تدير حركة السلع والمكونات المصنعة من خدمة أسبوعية على طول طرقها الرئيسية. بسبب هذا التأثير، اضطر بعض مصنعي السيارات إلى تعليق خطوط الإنتاج بسبب التأخر في وصول المكونات. وإذا استمرت هذه الاضطرابات، فإنه من المرجح أن يحدث نفاد لمخزونات تجار التجزئة بسبب التأخيرات. كما تجد الشركات التي تدير نقل البضائع نفسها تواجه تكاليف إضافية نتيجةً لمحاولتها تعويض تكاليف تغيير مسار الشحن.
من جهته، توقع الرئيس التنفيذي لشركة Stellantis، المالكة لعلامات مثل Jeep وPeugeot. أن يؤدي التأخير في الشحن عبر البحر الأحمر إلى ارتفاع تكاليف صناعة السيارات بنسبة أكبر. في هذا السياق. كما أعرب المتحدث باسم Hapag-Lloyd عن توقعات بحدوث ازدحام أمام الموانئ الأوروبية. بسبب وصول السفن خارج الأوقات المحددة.
وفيما يتعلق بصناعة السيارات، يظهر أنها تعتبر الأكثر تأثراً بالأزمة نتيجة لقلة المخزونات. ورغم ذلك تشير التقديرات إلى أن الزيادة الطفيفة في مستويات المخزونات. خلال السنوات الأخيرة قد جعلت تأثير الأزمة أقل قوة مما كان متوقعًا.
فيما يتعلق بقطاع الأغذية، كشفت شركة Danone عن بدء وضع خطط لتخفيف التأثيرات. بما في ذلك النظر في بدائل مثل الشحن الجوي. في حال استمرار اضطرابات البحر الأحمر لفترة تزيد عن شهرين أو ثلاثة. من ناحية أخرى، حذرت شركة Pepco Group، المالكة لـ Poundland. والتي تدير حوالي 3500 متجرًا متخصصًا في الملابس في أنحاء أوروبا. من احتمال ارتفاع تكاليف الشحن وتباطؤ عمليات التسليم.
مقالات ذات صلة:
150 مليون دولار خسائر قناة السويس منذ إندلاع أزمة البحر الأحمر
التعليقات مغلقة.