تدوير المخلفات وتنمية الاقتصاد.. صناعة لا تنضب

 تُعدُّ عملية تدوير المخلفات صناعة مربحة تُسمَّى بـ”صناعة الذهب”؛ كونها لا تنضب بمرور الوقت، كما لاينضب استخراج الذهب من المناجم.

تدوير المخلفات

وتدوير المخلفات سوق كبير على مستوى الدول الصناعية الكبرى؛ كالصين والولايات المتحدة واليابان وألمانيا.

حيث بلغ حجم سوقها نحو ملياري طن مخلفات صلبة عالمية، بما قيمته 200 مليار دولار بنهاية عام 2022، لترتفع إلى 250 مليار دولار بحلول 2025؛ ما يجعل الاقتصاد الدائري الوسيلة المُثلى للإدارة المستدامة للمخلفات.

مزايا الاستثمار في إعادة التدوير

وتشمل مميزات الاستثمار في مشروعات إعادة تدوير المخلفات الصلبة ما يلي..

• الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة فى ترشيد الاستهلاك.
• تقليل التلوث.
• خفض الواردات من المواد الخام.
• توفير العملة الأجنبية، وإفادة الاقتصاد الوطني.
• تحقق أرباحًا بالملايين.

مفهوم إعادة التدوير

وإعادة التدوير عبارة عن سلسلة عمليات تهدف لإعادة استخدام المخلفات بجميع أشكالها؛ بهدف التنمية الاقتصادية بالتوازى مع البعد البيئي، مع توفير الطاقة اللازمة عند تصنيع المواد من جديد، والتقليل من تلوث الهواء والماء والتربة.

وتتمثل أنواع إعادة التدوير الرئيسة فيما يلي..

• إعادة التدوير الأولية، باستخدام مادة معينة دون تغيير حالتها الأصلية؛ بإعادة استخدام المادة دون إجراء تغيير على شكلها أو خصائصها؛ مثل المواد الزجاجية، والألعاب، والأجهزة الإلكترونية.
• إعادة التدوير الثانوية، بإعادة استخدام المادة دون الحاجة إلى إعادة معالجتها؛ باستخدامها في وظيفة أخرى غير التي صُنعت من أجلها؛ مثل قطع الكرتون والبلاستيك التي يُعاد تدويرها لاستخدامها في الزراعة المنزلية.
• إعادة التدوير الثلاثية، بإجراء تغييرات كيميائية على المواد لتصبح قابلة لإعادة الاستخدام، عبر طريقتين..

 الأولى- إعادة التدوير الخارجية بمعالجتها من خلال منشأة عامة.

الثانية- إعادة التدوير الداخلية دون مشاركة الخدمة العامة.

• إعادة تدوير نفايات الورق والكرتون، لتقليل أثرها البيئي، وتقليل النفايات العامة غير الضرورية؛ إذ يحافظ كل طن من الكرتون أو الورق المُعاد تدويره على نحو 17 شجرة من القطع، ويوفر الطاقة الكهربائية المستهلكة لصنع ورق جديد والتي تبلغ حوالي 4100 كيلو واط في الساعة، كما يوفر مساحة كبيرة من الأراضي المخصصة لمَكبَّات النفايات.
• إعادة تدوير البلاستيك، يبلغ معدل إنتاج العالم نحو 381 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويًا. وتمثل إعادة تدوير البلاستيك أهمية جوهرية للبيئة بتجنب وصولها إلى المحيطات.
• إعادة تدوير المعادن لأكثر من مرة؛ بفصل المعادن الحديدية عن غير الحديدية عند إعادة التدوير.

وتشمل المعادن الحديدية على نشارة الحديد، والحديد الصلب، بينما تشمل المعادن غير الحديدية على الألمنيوم، والنحاس، والرصاص، وغيرها.

• إعادة تدوير الخردة المعدنية بما في ذلك الخردة المعدنية القابلة لإعادة التدوير على كُلٍ من الأجهزة الكهربائية، والأجهزة الإلكترونية من البطاريات وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون التي يكثر استهلاكها في العصر الحديث.
• إعادة تدوير الخشب لاستخدامه في الصناعات الصغيرة؛ كصناعة المشابك، والشماعات، والأثاث، ومواد البناء.

إلى جانب نشارة الخشب لتنسيق الحدائق، ووقود لتوليد طاقة صديقة للبيئة.

وتستخدم جميع أنواع الأخشاب غير الملوثة في مختلف المجالات؛ مثل المنصات الخشبية، والصناديق الخشبية، وألواح الأرضية، والسياج، والخشب الرقائقي لتوليد الطاقة الكهربائية.

• إعادة تدوير الزجاج، يمكن إعادة تدوير الزجاج بنسبة عالية جدًا تصل إلى 100 %، وأكثر من مرة.

ودون أن يفقد من جودته. وقد يستغرق الزجاج حوالي مليون سنة ليتحلل بالكامل؛ لذا يُفضَّل إعادة تدويره وتوفير الطاقة اللازمة لإعادة تصنيعه.

تدوير المخلفات الصلبة

يشمل الزجاجات، والنوافذ، وأكواب الشرب، والبرطمانات، وشاشات الكمبيوتر، والبويات الفسفورية لعلامات إرشادات الطرق، وغيرها.

كذلك تدوير المخلفات يشمل المخلفات الصلبة، ومخلفات مياه الصرف الصحي.

بالإضافة إلى مخلفات الهدم والبناء، والنفايات الزراعية، والنفايات الصناعية…إلخ.

لكن بدلًا من اهتمام الدول العربية بهذه الصناعة المربحة للدول والأفراد، تبيع مخلفاتها إلى الصين التي تتولى إعادة تصنيعها، ثم تشتريها الدول العربية منها، بعد إعادة تدويرها بأسعار عالية.

د.خالد سيد محمد

استشارى الإدارة والتسويق