تحول عالمي في السياسات النقدية.. البنوك المركزية الكبرى تخفض الفائدة

شهد العام الحالي تحولًا ملحوظًا في السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى في العالم، حيث اتجهت أغلبها نحو تخفيض أسعار الفائدة في مسعى لدعم الاقتصادات المتباطئة، ومواجهة التحديات المستمرة للتضخم.

سبعة بنوك مركزية تتخذ خطوات جريئة

خلال العام الجاري، خفضت 7 من أكبر البنوك المركزية في العالم أسعار الفائدة، وهي: الولايات المتحدة حيث خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (الفيدرالي) الفائدة بشكل تدريجي من 5.5% في بداية العام إلى النطاق الحالي 4.25-4.5%. في حين قام البنك المركزي الأوروبي بخفض الفائدة من 4.25% إلى 3%. وأيضًا خفض البنك الوطني السويسري الفائدة من 1.75% إلى 0.5%. كما خفض بنك كندا الفائدة 50 نقطة أساس إلى 3.25%.

أما عن السويد فقد خفض البنك المركزي السويدي الفائدة ربع نقطة مئوية إلى 2.5%. كما خفض البنك المركزي النيوزيلندي الفائدة من 5.5% إلى 4.25%. ورغم إبقاء بنك إنجلترا الفائدة دون تغيير في آخر اجتماع له، إلا أنه خفضها بشكل عام من 5.25% إلى 4.75% خلال العام.

أسباب تخفيض الفائدة

تعددت الأسباب التي دفعت هذه البنوك المركزية إلى اتخاذ قرارات خفض أسعار الفائدة، من أهمها؛ التباطؤ الاقتصادي حيث يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤًا ملحوظًا، حيث تظهر مؤشرات ضعف في النمو الاقتصادي في العديد من الدول. وعلى الرغم من أن معدلات التضخم بدأت في الانخفاض في بعض الدول. إلا أنها لا تزال أعلى من المستويات المستهدفة في العديد من الاقتصادات. كما يخشى صناع السياسة من حدوث ركود اقتصادي عالمي، مما دفعهم إلى اتخاذ إجراءات تحفيزية.

آثار تخفيض الفائدة على الاقتصاد العالمي

بينما تأتي هذه التخفيضات في أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية في محاولة لدعم النمو الاقتصادي من خلال تشجيع الاستثمار والاستهلاك. وخفض تكاليف الاقتراض مما يساعد الشركات والأفراد على الحصول على تمويل أرخص. علاوة على زيادة أسعار الأصول مثل الأسهم والعقارات. وتخفيف الضغط على المدينين حيث يقلل من تكلفة خدمة الديون.

كما تشهد السياسات النقدية في العالم تحولًا كبيرًا، لذا تتسابق البنوك المركزية الكبرى. لتقييم التطورات الاقتصادية واتخاذ القرارات المناسبة لدعم النمو والسيطرة على التضخم. ورغم تخفيضات أسعار الفائدة، قد توفر بعض الإغاثة للاقتصاد العالمي. إلا أنه من الضروري مراقبة آثار هذه القرارات عن كثب وتقييمها بانتظام.