منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

تحليل أسباب إبقاء الفيدرالي على أسعار الفائدة

تعتبر قرارات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) مؤشرًا حاسمًا على اتجاه الاقتصاد العالمي، ففي ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، مثل التضخم المتصاعد والتقلبات الجيوسياسية، تلعب هذه القرارات دورًا في توجيه السياسات النقدية وتحديد مسار الأسواق المالية.

 

قرار الحفاظ على أسعار الفائدة

في اجتماعها الأخير لشهر يوليو، اتخذت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية قرارًا حذرًا بالحفاظ على سعر الفائدة دون تغيير عند مستوى 5.25% إلى 5.5%. هذا القرار، وإن كان متوقعًا إلى حد ما، إلا أنه يحمل في طياته دلالات مهمة حول التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية الأمريكية.

 

أسباب قرار الحفاظ على أسعار الفائدة 

وفقًا لـ JP Morgan، تشير البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى تباطؤ في وتيرة ارتفاع الأسعار، ما يشير إلى أن الضغوط التضخمية بدأت في الانحسار. هذا التراجع يعكس إلى حد كبير نجاح السياسات النقدية المتشددة التي اتبعها الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة الماضية.

في حين سجلت الزيادة في الأجور أبطأ وتيرة لها في السنوات الأخيرة، ما يدل على تهدئة سوق العمل. هذا التطور يشير إلى أن الضغوط التضخمية الناجمة عن ارتفاع الأجور بدأت في التخفيف.

كما أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن الاقتصاد الأمريكي يقترب من حالته قبل الجائحة، وأن سوق العمل ليس مصدراً للضغوط التضخمية المستمرة. هذا يعني أن البنك المركزي الأمريكي يرى أن الاقتصاد الأمريكي يسير في الاتجاه الصحيح.

تحول الاستراتيجية

يشير قرار الحفاظ على أسعار الفائدة إلى تحول في الاستراتيجية التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي. فبعد أن كان التركيز منصبًا بشكل حصرى على مكافحة التضخم، بدأ البنك الآن يوازن بين هذا الهدف وبين تأثيرات ارتفاع أسعار الفائدة على النمو الاقتصادي وسوق العمل. هذا التحول يعكس إدراك البنك المركزي الأمريكي لأهمية الحفاظ على استقرار الاقتصاد وتجنب حدوث ركود.

 

الآثار الاقتصادية المتوقعة

من المتوقع أن يؤدي هذا التحول في السياسة النقدية إلى ارتفاع الأسواق المالية، حيث يشير إلى تحسن التوقعات الاقتصادية. في حين شجع انخفاض أسعار الفائدة الشركات على زيادة الاستثمار، مما يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي. بينما يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى زيادة الإنفاق الاستهلاكي، مما يدعم النمو الاقتصادي. كما يؤثر خفض أسعار الفائدة بشكل كبير على انخفاض قيمة العملة الأمريكية، ما قد يكون له آثار إيجابية على الصادرات الأمريكية.

الفيدرالي يتحرك بحذر .. تحليل أسباب الإبقاء على أسعار الفائدة
الفيدرالي يتحرك بحذر .. تحليل أسباب الإبقاء على أسعار الفائدة

العلاقة بين أسعار الفائدة والتضخم والركود 

وبالرغم من التراجع الأخير في التضخم، لا يزال هناك خطر من عودة التضخم للارتفاع مرة أخرى، خاصة في ظل الصدمات الخارجية مثل ارتفاع أسعار الطاقة أو نقص المعروض. كما يؤدي تشديد السياسة النقدية لفترة طويلة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي أو حتى دخول الاقتصاد في حالة ركود.

وتؤثر الأحداث الجيوسياسية غير المتوقعة، مثل الحروب والصراعات بدورها. على الاقتصاد العالمي وتجعل من الصعب على البنوك المركزية اتخاذ قرارات بشأن السياسة النقدية. كما تشكل التغيرات المناخية تهديدًا متزايدًا للاقتصاد العالمي. وقد تتطلب سياسات نقدية جديدة لمواجهة آثارها.

كما تلعب التطورات التكنولوجية دورًا كبيرًا الاقتصاد، وقد تتطلب سياسات نقدية مرنة للتكيف مع هذه التطورات.

يشير قرار الاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير إلى تحول حذر في السياسة النقدية الأمريكية. فبعد فترة من التشديد النقدي لمكافحة التضخم، يركز البنك المركزي الآن على تحقيق التوازن بين مكافحة التضخم ودعم النمو الاقتصادي. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي. مما يتطلب من البنك الفيدرالي والصناع السياسيين اتخاذ قرارات حكيمة لمواجهة هذه التحديات وضمان استقرار الاقتصاد على المدى الطويل.

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.