بدأت المملكة العربية السعودية في الاتجاه إلى تحلية المياه المالحة قبل ما يقرب من 96 عامًا، وتتصدر حاليًا المركز الأول في العالم العربي في هذا المجال.
قد يعجبك.. صندوق مصر السيادي يُعلن التأهيل المسبق لـ17 تحالفًا لتنفيذ مشروعات تحلية مياه البحر
وتعتمد المملكة على المياه المحلاة لتغطية ما يقرب من 70% من احتياجات الشرب والكثير من المجالات الأخرى، خاصًة وأنها لا تمتلك المياه العذبة.
ويضم هذا القطاع في المملكة 32 محطة تحلية في 17 موقعًا، ويوجد أيضاً عدة محطات تحلية أخرى قيد الإنشاء بميزانية تتجاوز 91 مليار ريال.
وتنتج المملكة حوالى 22.2% من مياه البحر المحلاة عالميًا.
تطور مشروعات التحلية في السعودية
وبدأ هذا المجال منذ عام 1928 عندما تم تكثيف مياه البحر من أجل تقطيرها، حيث تم إنشاء أكثر من وحدة تكثيف لتحلية مياه البحر بهدف تغذية مدينة جدة بكمية مياه الشرب اللازمة.
وتم استكمال المسيرة ليتم إنشاء محطات تحلية أخرى في عدد من المحافظات مثل الظباء والوجه.
ومع مرور السنوات تم إنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وهي مؤسسة سعودية تختص في تحلية مياه البحر وإنتاج الطاقة الكهربائية.
كما أنها المسؤولة أيضًا عن نقل هذه المياه إلى جميع مناطق المملكة من أجل إمداد الكل بمياه الشرب.
ويصل عدد محطات تحلية المياه إلى 32 محطة موجودة على كل من الساحل الشرقي والغربي المطل على البحر الأحمر في المملكة.
ويقدر إنتاج هذه المحطات بحوالى 5.9 مليون متر مكعب بشكل يومي.
وبدأت المملكة العربية السعودية في عام 2002 بإنشاء 3 محطات لتحلية المياه:
(الشعيبة 3 – الجبيل 3 – الشقيق) بالتعاون مع القطاع الخاص، وذلك بسبب زيادة الطلب على المياه.
وفي عام 2015 بدأت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عملياتها في محطة تحلية رأس الخير بقيمة 7.2 مليار دولار.
وذلك لإضافة أكثر من مليون متر مكعب يوميا إلى الإمداد الوطني.
كما يتضمن المشروع أيضًا محطة طاقة بسعة 2400 ميجاوات، مما يجعلها أكبر محطة لتحلية المياه الهجينة في العالم والأولى من نوعها التي يتم بناؤها بهذا الحجم.
وتمتلك المملكة العربية السعودية أكبر محطة لتحلية المياه في العالم في مدينة الجبيل على الساحل الشرقي.
وتنتج حوالى 1.4 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا.
الاعتماد على الطاقة الشمسية
واستمرارا لتطوير منظومة تحلية المياه فإن المؤسسة العامة لتحلية المياه أنجزت مشروع عملاق في 2020 باستثمارات بلغت 1.3 مليار دولار (ينبع 3)
وبسبب اعتماد المملكة العربية السعودية على المياه المحلاة بشكل كبير ورغبتها في إحداث ثورة صناعية في صناعة تحلية المياه، فإن مدينة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أطلقت مبادرة تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية منذ عام 2009.
وواصلت المملكة العربية السعودية مجهوداتها في الاعتماد على الطاقة النظيفة لتشغيل محطات تحلية المياه.
وأنشأت أول محطة كبيرة لتحلية المياه في العالم تعمل بالطاقة الشمسية فقط والتي تقع في شمال شرق مدينة الخفجي، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 15 ميجاوات، 60 ألف متر مكعب مياه محلاة.
أكبر محطات تحلية المياه في السعودية
تمتلك المملكة العربية السعودية أكبر محطات تحلية المياه على مستوى العالم، ومن أبرز هذه المحطات:
(محطة رأس الخير – محطة الشعيبة – الجبيل 3 أ).
محطة رأس الخير
تنتج محطة رأس الخير يومياً كميات كبيرة من المياه المحلاة.
ويتم نقل هذه المياه عبر الأنابيب لمسافة كبيرة تبلغ 535 كيلومترًا إلى الرياض حيث تخدم احتياجات 2.9 مليون شخص.
وتضم هذه المحطة محطة كهرباء تعمل بالغاز والتي تنتج 2400 ميجاوات من الطاقة.
يتكون المبنى العام للمصنع من ثماني وحدات تقطير فلاش متعدد المراحل (MSF) و 17 وحدة RO.
تنتج وحدات MSF 70 % من الإنتاج اليومي مع وحدات RO التي تنتج 30 % المتبقية.
محطة الشعيبة:
تقع محطة تحلية الشعيبة على بعد 120 كم جنوب مدينة جدة في المملكة العربية السعودية.
بطاقة تبلغ 880 ألف متر مكعب / يوم 194 مليون جالون يوميًا.
كما تسعى المحطة لاستبدال هذا بـ 600 ألف متر مكعب / يوم من قدرة التناضح العكسي الموفرة للطاقة بحلول عام 2025.
محطة الجبيل 3 أ:
تقع في مدينة الجبيل بالمملكة العربية السعودية، وهي منشأة تعمل بالتناضح العكسي بنسبة 100%.
كما تنتج 600 ألف متر مكعب / يوم (132 مليون جالون يوميًا) من المياه العذبة.
وبدأت المحطة تحسين الأمن المائي في المنطقة المحيطة بالمملكة العربية السعودية.
تحلية المياه في مصر
ودخلت مصر منذ سنوات في مجال تحلية المياه لأنها تحتاج سنويًا 81 مليار متر مكعب من المياه توفر منها 55.5 مليارًا عبر نهر النيل.
وكذلك نحو 6 مليارات من التحلية والآبار، وتعانى من فجوة فى الكميات المتبقية.
كما يستحوذ القطاع الزراعى على نحو 75% من الاستهلاك السنوي.
ويهدف برنامج تحلية المياه في مصر حاليًا إلى إطلاق مشروعات متعددة بسعة إجمالية تبلغ 3.35 مليون متر مكعب يوميًا.
وذلك بحلول عام 2025 في “المرحلة الأولى” على أن تصل إلى 8.85 مليون متر مكعب يوميا بحلول عام 2050.
وتضم “المرحلة الأولى” التعاون المشترك بين عدد من الجهات المعنية.
يأتي على رأسها الجهات التابعة لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية مثل:
هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، وكذلك هيئة قناة السويس.
مقالات ذات صلة:
الاستثمار الصناعي في تحلية المياه.. جهود ومبادرات
التعليقات مغلقة.