بشرت مؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس، المستهلكين حول العالم، بتراجع أسعار الغذاء إلى أدنى مستوياتها خلال العام الجاري، بعد موجة الارتفاعات القياسية التي شهدتها عام 2023.
قد يعجبك..الفاو: مؤشر أسعار الغذاء العالمي لا يعكس تأثير الأزمة في البحر الأحمر
ووفقا للتوقعات، تشير المؤشرات إلى انخفاض سنوي لأسعار الغذاء على مستوى العالم خلال عام 2024، ما يخفف من الضغوط على ميزانيات الأسر ويساهم في استقرار أسعار السلع الغذائية للمستهلكين.
وفرة المعروض
يرجع التراجع المتوقع في أسعار الغذاء إلى عامل رئيسي، وهو وفرة المعروض من العديد من المحاصيل الأساسية، خاصة القمح والذرة، اللذان يشكلان عنصرين هامين في سلة الغذاء العالمية.
وأدى ارتفاع الإنتاج العالمي للقمح والذرة خلال الأشهر الماضية إلى انخفاض مستدام في أسعارهما، حيث انخفضت العقود الآجلة للقمح بنسبة 10%، بينما تراجعت عقود الذرة بنحو 6% خلال الفترة ذاتها.
وتعزى هذه الزيادة في الإنتاج إلى جهود المزارعين الذين وسعوا من زراعتها استجابة لارتفاع الأسعار التي أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
استمرار تداعيات الحرب الأوكرانية – الروسية على الرغم من استمرار الحرب في أوكرانيا، إلا أن ضغوط إمدادات الحبوب من البلدين قد تراجعت عن ذروتها، وفقًا لكيران أحمد، كبير الاقتصاديين في “أوكسفورد إيكونوميكس”.
وأوضح أحمد أن صادرات الحبوب الأوكرانية ظلت صامدة إلى حد كبير حتى بعد انهيار مبادرة حبوب البحر الأسود في يوليو 2023، كما تغمر الأسواق العالمية بصادرات القمح الروسي، ما يساهم في إبقاء الأسعار منخفضة.
الأرز يشكل استثناءً
في حين تشهد أسعار القمح والذرة انخفاضًا، يسير الأرز في الاتجاه المعاكس، حيث ارتفعت أسعاره بشكل ملحوظ بسبب اضطرابات الإمدادات العالمية وقيود التصدير التي فرضتها الهند، أكبر منتجي الأرز في العالم.
وتضاف إلى ذلك ضعف محاصيل الأرز في الهند خلال العام الماضي كمسبب آخر لارتفاع أسعاره.
توقعات باستمرار التراجع
يتوقع أحمد استمرار انخفاض أسعار السلع الغذائية بنسبة 5.6% خلال العام الجاري، قبل أن تبدأ بالارتفاع مرة أخرى على أساس سنوي في عام 2025.
ومع ذلك، تحذر “أوكسفورد إيكونوميكس” من أن المخاطر التي تهدد توقعاتها لأسعار المواد الغذائية لا تزال تميل بشكل كبير إلى الاتجاه الصعودي مع استمرار تحديات تغير المناخ.
المصدر:
مقالات ذات صلة:
التعليقات مغلقة.