الفيدرالي الأمريكي على مفترق طرق.. قرار حاسم يلوح في الأفق
يشهد العالم اليوم انعقاد اجتماع حاسم لمجلس إدارة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ حيث تتجه الأنظار نحو القرار المرتقب بشأن السياسة النقدية، لا سيما مسألة أسعار الفائدة. هذا الحدث الاقتصادي البارز يأتي في وقت تتسم فيه الأسواق العالمية بالتقلب، وتختلف فيه الآراء حول التوجهات المستقبلية للاقتصاد العالمي.
توقعات متباينة تشغل الأسواق
وعلى الرغم من أن التوقعات تشير إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة، إلا أن حجم هذا الخفض يبقى محل جدل واسع. بينما تسعر الأسواق احتمال خفض بمقدار 50 نقطة أساس بنسبة كبيرة. لكن خبراء الاقتصاد والمحللين الماليين ينقسمون حول هذا الرقم.
يعود هذا الانقسام في التوقعات إلى عدة عوامل متداخلة:
- مرونة الاقتصاد الأمريكي؛ حيث أظهر الاقتصاد الأمريكي مرونة أكبر مما كان متوقعًا في الأشهر الأخيرة؛ ما يثير تساؤلات حول الحاجة إلى تحفيز إضافي من خلال خفض أسعار الفائدة.
- وعلى الرغم من تباطؤ وتيرة التضخم، إلا أنه لا يزال أعلى من المستوى المستهدف من قبل الفيدرالي؛ ما قد يجعله حذرًا بشأن تخفيف السياسة النقدية بشكل مفرط.
- تتباين البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخرًا؛ ما يجعل من الصعب تقييم الوضع الاقتصادي بشكل دقيق واتخاذ قرار بشأن السياسة النقدية.
- كذلك تؤثر التوترات الجيوسياسية العالمية، مثل الحرب في أوكرانيا والتوترات التجارية، على الاقتصاد العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين.
آراء الخبراء والمحللين
تختلف آراء الخبراء والمحللين حول القرار المرتقب للفيدرالي الأمريكي. فمن جهة، تتوقع بعض المؤسسات المالية الكبرى مثل جي بي مورغان خفضًا كبيرًا في أسعار الفائدة، مشيرة إلى الحاجة إلى تحفيز النمو الاقتصادي. ومن جهة أخرى، تحذر مؤسسات أخرى مثل بلاك روك من المبالغة في توقعات خفض الفائدة، وتتوقع خفضًا أقل، معتبرة أن الاقتصاد الأمريكي لا يحتاج إلى تحفيز كبير في الوقت الحالي.
تأثير القرار على الأسواق العالمية
سيكون لقرار الفيدرالي الأمريكي تأثيرات واسعة النطاق على الأسواق المالية العالمية. فمن المتوقع أن يؤثر على:
- قد يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى انخفاض قيمة الدولار الأمريكي؛ ما قد يدعم العملات الأخرى.
- قد يشجع خفض أسعار الفائدة على ارتفاع أسواق الأسهم، خاصة في القطاعات الحساسة لمعدلات الفائدة مثل العقارات والتكنولوجيا.
- كذلك من المتوقع أن ترتفع أسعار السندات مع انخفاض أسعار الفائدة.
- علاوة على ذلك قد يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى زيادة الطلب على السلع؛ ما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع.
سيكون على المستثمرين والمتداولين الانتظار بفارغ الصبر لمعرفة القرار النهائي للفيدرالي. والذي من المتوقع أن يشكل نقطة تحول في الأسواق المالية العالمية.
يواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تحديات كبيرة في اتخاذ قراره بشأن السياسة النقدية؛ حيث يتعين عليه الموازنة بين الحاجة إلى دعم النمو الاقتصادي والحد من التضخم. ومن المتوقع أن يكون لهذا القرار آثار بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية.