الصندوق الصناعي يطرح حلولًا لأشهر التحدّيات التي تواجه رواد الأعمال
في إطار فعاليات أسبوع رواد الصناعة والتعدين، أشاد الأمير سلطان بن خالد بن فيصل آل سعود، الرئيس التنفيذي للصندوق الصناعي، بنجاح الصندوق في دعم رواد الأعمال وتسهيل إنشاء المصانع الجديدة ونمو المصانع القائمة.
خلال استضافته، أكد الأمير سلطان على أهمية دور الصندوق في تمكين رواد الأعمال، مشيراً إلى أن الصندوق ما زال في بداية طريقه وحقق إنجازات كبيرة بفضل جهود الموظفين وعلى رأسهم عمر العبد الكريم.
تحديات تواجه رواد الأعمال
ورغم الإنجازات التي حققها الصندوق، إلا أن الأمير سلطان أشار إلى بعض التحديات التي تواجه رواد الأعمال، من أبرزها:
التقاطع بين إجراءات الصندوق ومدن الصناعية
أشار الأمير سلطان إلى أن بعض الإجراءات المطلوبة للحصول على التمويل من الصندوق، مثل وجود عقد إيجار لوحدة صناعية جاهزة، تتطلب من رواد الأعمال البدء في الإنتاج خلال فترة زمنية قصيرة، وهو ما يتعارض مع متطلبات بعض المدن الصناعية.
تحفيز نسبة الصرف
دعا الأمير سلطان إلى ضرورة تحفيز نسبة الصرف في المشاريع، خاصة في المشاريع التي تستهدف استقطاب الاستثمارات الأجنبية، حيث قد يواجه رواد الأعمال صعوبة في الحصول على التمويل اللازم لبدء الإنتاج.
آلية الصرف
أشار الأمير سلطان إلى أن آلية الصرف الحالية، التي تعتمد على نسبة التنفيذ، قد تشكل عائقاً أمام رواد الأعمال الجدد، حيث قد يحتاجون إلى الحصول على تمويل إضافي لبدء المشروع.
دعوة للاستثمار في الصناعة
وفي رده على سؤال حول عزوف المستثمرين عن الصناعات الصغيرة والمتوسطة، أعرب الأمير سلطان عن تفاؤله بمستقبل الصناعة في المملكة، مشيراً إلى أن الصندوق الصناعي يهدف إلى تشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
تحديات تواجه رواد الأعمال .. نظرة أعمق
أكد الأمير سلطان على التزام الصندوق بدعم رواد الأعمال وتقديم التمويل اللازم لنمو مشاريعهم، إلا أنه أقر بوجود تحديات تواجههم، والتي تتجاوز الإجراءات المعقدة وفجوة التمويل. فقد أشار رواد الأعمال إلى الحاجة إلى مزيد من التوجيه والإرشاد في مراحل مبكرة من المشروع، خاصة فيما يتعلق بدراسات الجدوى والتسويق. كما طالبوا بتوفير برامج تدريبية متخصصة لتطوير مهاراتهم الإدارية والقانونية.
ردود الأمير سلطان .. وعود بتحسين الخدمات
أجاب الأمير سلطان على هذه المطالب بوضوح، مؤكدًا أن الصندوق يعمل على تطوير خدماته لتلبية احتياجات رواد الأعمال بشكل أفضل. وقد أعلن عن مجموعة من المبادرات الجديدة، من بينها:
- إطلاق منصة إلكترونية توفر لرواد الأعمال جميع الخدمات التي يحتاجونها، من تقديم الطلبات وحتى متابعة سير الإجراءات.
- تنظيم برامج تدريبية متخصصة تغطي مختلف الجوانب المتعلقة بإنشاء وإدارة المشاريع الصناعية.
- تبسيط إجراءات الحصول على التمويل، وتقليل الوقت اللازم لاتخاذ القرارات.
- توفير خيارات مرنة لسداد القروض، لتناسب احتياجات المشاريع المختلفة.
الاستثمار في الصناديق: رؤية استراتيجية
أثار سؤال حول سبب عدم استثمار الصندوق بشكل مباشر في المصانع نقاشًا مثمرًا. أوضح الأمير سلطان أن قرار الاستثمار في الصناديق الاستثمارية هو قرار استراتيجي يهدف إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص حيث يساهم الاستثمار في الصناديق في جذب المزيد من الاستثمارات الخاصة للقطاع الصناعي، وتعزيز الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.
كما يقلل الاستثمار في الصناديق من المخاطر التي يتعرض لها الصندوق. ويسمح بتوزيع الاستثمارات على مجموعة واسعة من المشاريع. ومن ناحية أخرى يساهم الاستثمار في الصناديق في بناء منظومة صناعية متكاملة، تربط بين مختلف مكونات القيمة المضافة.
مستقبل الصندوق الصناعي
أكد الأمير سلطان على أن الصندوق الصناعي يسعى إلى أن يكون شريكًا فعالًا لرواد الأعمال. وأن يقدم لهم الدعم اللازم لتحقيق طموحاتهم. وأشار إلى أن الصندوق يعمل على تطوير استراتيجية جديدة تركز على تعزيز القدرة التنافسية للصناعة السعودية، ودعم التوجه نحو الصناعة الذكية.
في حين يؤكد النقاش الذي دار خلال فعاليات أسبوع رواد الصناعة والتعدين على أهمية الحوار البناء بين الصندوق الصناعي ورواد الأعمال. ومن المتوقع أن يساهم هذا الحوار في تطوير آليات عمل الصندوق وتقديم خدمات أفضل لرواد الأعمال. مما يساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد متنوع ومزدهر.
بينما جاءت تصريحات الأمير سلطان بن خالد بن فيصل لتؤكد على أهمية دور الصندوق الصناعي في دعم رواد الأعمال وتطوير القطاع الصناعي في المملكة. كما سلطت الضوء على بعض التحديات التي تواجه رواد الأعمال، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل معالجتها.