الصندوق السعودي للتنمية يحتفل بـ 50 عامًا من العطاء
احتفل الصندوق السعودي للتنمية بمرور خمسين عامًا على تأسيسه، وهي مناسبة تاريخية تتزامن مع إنجازات ضخمة امتدت لتشمل أكثر من 100 دولة حول العالم. وفي حوار خاص مع شبكة CNN الاقتصادية، كشف سلطان المرشد؛ الرئيس التنفيذي للصندوق، عن أبعاد هذه الإنجازات وخطط الصندوق المستقبلية.
خمسة عقود من العطاء والبناء
تجاوزت قيمة المشاريع التي مولها الصندوق السعودي للتنمية خلال الخمسين عامًا الماضية 20 مليار دولار، وهو رقم ضخم يعكس مدى الالتزام السعودي بدعم التنمية في الدول النامية.
وقد شملت هذه المشاريع قطاعات حيوية أسهمت في تحسين حياة الملايين، بدءًا من البنية التحتية التي تشمل الطرق والجسور والموانئ، وصولًا إلى القطاعات الاجتماعية. مثل: الصحة، والتعليم، والزراعة.
الاستدامة في صميم الرؤية
لم يقتصر دور الصندوق على التمويل المالي، بل امتد إلى تبني مبادئ الاستدامة في جميع مشاريعه. فقبل الموافقة على أي مشروع، يخضع لـتقييم بيئي واجتماعي دقيق. وذلك لضمان أن يكون له أثر إيجابي مستدام في البيئة والمجتمعات المحلية. وقد تجسد هذا الالتزام بالاستدامة في الكثير من المشاريع التي مولها الصندوق، مثل: مشاريع الطاقة المتجددة وإدارة المياه.
التركيز على القطاعات الحيوية
أولى الصندوق اهتمامًا خاصًا بالقطاع الصحي؛ حيث أسهم في بناء وتجهيز الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية، وتدريب الكوادر الطبية؛ ما أسهم في تحسين الرعاية الصحية في الكثير من الدول.
كما استثمر الصندوق كثيرًا في تطوير القطاع التعليمي، من خلال بناء المدارس والجامعات، وتوفير المنح الدراسية، ودعم الأبحاث العلمية؛ ما يسهم في بناء الأجيال القادمة وتنمية القدرات البشرية.
وبالإضافة إلى ذلك شارك الصندوق كثيرًا في تطوير البنية التحتية بالدول النامية. من خلال تمويل مشاريع الطرق والجسور والموانئ والمطارات؛ ما يسهم في تحسين الربط بين المناطق، وتسهيل حركة التجارة والاستثمار.
بينما عمل الصندوق أيضًا على تحسين الأمن الغذائي في الدول النامية من خلال دعم مشاريع الزراعة الريفية، وتوفير التكنولوجيا الزراعية الحديثة، وتدريب المزارعين.
ويولي الصندوق اهتمامًا كبيرًا بتطوير قطاع الطاقة المتجددة؛ حيث يمول مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وبناء السدود لتوليد الطاقة الكهرومائية؛ ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتخفيف الآثار البيئية.
شراكات استراتيجية لتعزيز التعاون
أكد “المرشد” أهمية الشراكات الاستراتيجية التي يجريها الصندوق مع المؤسسات المالية الدولية والإقليمية. مثل: صندوق أبو ظبي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية، وصندوق قطر للتنمية، وصندوق الإسلامي للتنمية، وصندوق أوبك للتنمية، وغيرها من الصناديق الإقليمية.
كما أشار إلى أن هذه الشراكات تسهم في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات؛ ما يحقق أهداف التنمية المستدامة.
ولكن على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققها الصندوق، فإنه يواجه بعض التحديات. مثل: التغيرات المناخية، والأزمات الإنسانية، والتقلبات الاقتصادية. ومع ذلك فإن الصندوق يواصل جهوده للتغلب على هذه التحديات من خلال تطوير استراتيجيات جديدة، وتبني تقنيات حديثة.
بينما يتطلع الصندوق إلى المستقبل بثقة؛ حيث يسعى إلى تعزيز دوره في دعم التنمية المستدامة بالدول النامية. والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
يحتفل الصندوق السعودي للتنمية بمسيرة حافلة بالإنجازات. كما تمكن من تحقيق أثر إيجابي في حياة ملايين الأشخاص حول العالم. ويمثل الصندوق نموذجًا يحتذى به في مجال التنمية الدولية؛ حيث يجمع بين التمويل والخبرة والمعرفة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.