يوم السعودية الخضراء.. رحلة المملكة نحو مستقبل أكثر استدامة

تحتفي المملكة العربية السعودية اليوم الخميس بمبادرة “يوم السعودية الخضراء” الذي يوافق يوم 27 مارس من كل عام. التي تسلط الضوء على جهودها الرائدة في تعزيز الاستدامة البيئية ومكافحة التغير المناخي.
فيما تأتي مبادرة السعودية الخضراء ضمن مجموعة شاملة من الخطوات الإستراتيجية التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، في يوم 14 شعبان 1442هـ، الموافق 27 مارس 2021م.
ويشار إلى أن هذه الإجراءات تشمل إطلاق مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر. لتكون جزء من رؤية وطنية طموحة تهدف إلى مواجهة التحديات العالمية المرتبطة بتغير المناخ.
كما تهدف المبادرة إلى خفض الانبعاثات الكربونية، وتوسيع الرقعة الخضراء، وحماية الموارد الطبيعية. ما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
أهداف المبادرة
علاوة على ذلك، تهدف مبادرة السعودية الخضراء إلى دفع عجلة الاستدامة في المملكة العربية السعودية من خلال:
– تنسيق جميع الجهود الوطنية لمواجهة تغير المناخ ضمن إطار موحد يتماشى مع أهداف واضحة ومحددة.
– دمج مساعي القطاعين الحكومي والخاص لتعزيز فرص التعاون وتشجيع الابتكار في مجال البيئة والاستدامة.
– تنمية الاقتصاد الأخضر عبر إطلاق أكثر من 85 مبادرة مبتكرة تمثل استثماراً استراتيجياً بقيمة تتجاوز 705 مليارات ريال سعودي.
– تسريع التحول نحو اقتصاد أخضر واعتماد موقع ريادي عالمي في تبني نموذج الاقتصاد الدائري للكربون.
– تحسين جودة الحياة للمجتمع السعودي وضمان حماية البيئة للأجيال المستقبلية.
الحياد الصفري
كما تسعى مبادرة السعودية الخضراء، وفق موقع “رؤية 2030″، إلى تحقيق توازن مستدام يجمع بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة. وترتكز المبادرة على ثلاث دعائم رئيسية: تعزيز النمو الاقتصادي، تحسين مستوى الرفاه الاجتماعي، وتحقيق الاستدامة البيئية.
بينما تدعم هذه المبادرة تطلعات المملكة في الوصول إلى هدف الحياد الصفري بحلول عام 2060. من خلال اعتماد نموذج الاقتصاد الدائري للكربون. كما تعمل المبادرة على تسريع عملية التحوّل نحو الاقتصاد الأخضر.
إنجازات مبادرة السعودية الخضراء
منذ الإعلان عن مبادرة السعودية الخضراء، جرى إطلاق 77 برنامجًا مختلفًا لدعم هذه الأهداف ودفع عجلة النمو المستدام. بحسب “موقع رؤية 2030”.
ووفقًا لما نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”، تمكنت المبادرة من تحقيق إنجازات بارزة خلال الأعوام الماضية. فقد زادت مساحة المناطق المحمية بشكل كبير، بنسبة تجاوزت 400%.
كما شهدت المتنزهات الوطنية توسعًا واضحًا لتصل مساحتها إلى 4 ملايين هكتار بعد أن كانت 40 ألف هكتار فقط. بجانب ذلك، تم إعادة تأهيل أكثر من 300 ألف هكتار من الأراضي المتصحرة، وإطلاق جهود التشجير التي جعلت هذه المناطق أكثر ازدهارًا.
ومن أبرز إنجازات المبادرة زراعة نحو 140 مليون شجرة محلية الأنواع تعتمد على موارد مياه متجددة، مثل مياه السدود، الأمطار، والبحار. وقد تم التركيز بشكل خاص على أشجار المانغروف التي تُزرع على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي لما لها من أهمية بيئية.
مبادرة السعودية الخضراء
في إطار جهود تعزيز الاستدامة، أعلنت المملكة خمس مبادرات جديدة بتكلفة بلغت 225 مليون ريال (60 مليون دولار)، إلى جانب توقيع 14 مذكرة تفاهم.
فضلًا عن ذلك، إطلاق “مبادرة الإنذار المبكر”، وإنشاء المركز الإقليمي للعواصف الغبارية. بالإضافة إلى مبادرات تعنى بدور القطاع الخاص في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
كذلك ترتكز الاستثمارات المرتبطة بالمبادرة على محورين أساسيين: تطوير الطاقة النظيفة وخفض انبعاثات الكربون، إلى جانب حماية التنوع الأحيائي ومكافحة التصحر، مع تخصيص أكثر من 700 مليار ريال لدعم هذه الجهود.
كما يتجلى الاهتمام الخاص بالاستدامة البيئية في رؤية السعودية 2030 من خلال إنشاء وزارة البيئة وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيئة. كما أسست المملكة خمس مراكز بيئية متخصصة وأطلقت قوات خاصة للأمن البيئي تحت إشراف وزارة الداخلية. بجانب تأسيس صندوق البيئة، تأكيدًا لالتزام المملكة بالمحافظة على التوازن البيئي وتعزيز التنمية المستدامة.
10 مليارات شجرة
بينما تشمل المبادرة مجموعة من المشاريع الفرعية، أبرزها خطة لزراعة 10 مليارات شجرة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية خلال العقود المقبلة. وهو ما يعادل إعادة تأهيل ما يقارب 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.
فضلًا عن ذلك، تهدف هذه الجهود إلى زيادة المساحات المغطاة بالأشجار بمقدار 12 ضعفًا مقارنة بالوضع الحالي. كما يساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية بنسبة تفوق 4%. بينما يمثل هذا المشروع مساهمة تعادل 1% من الهدف العالمي الطموح لزراعة تريليون شجرة حول العالم.
مبادرة السعودية الخضراء
كما شهدت مبادرة السعودية الخضراء خلال شهر رمضان المبارك تنفيذ سلسلة واسعة من الحملات التفاعلية التي استهدفت تعزيز الوعي البيئي. على صعيد المجتمع وتشجيع الأفراد على تبني ممارسات عملية تسهم في حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية.
بينما تضمنت هذه الأنشطة توجيه الرسائل المعرفية حول أهمية السلوكيات المستدامة ودورها المحوري في مواجهة التحديات البيئية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما يمثل يوم مبادرة السعودية الخضراء دعوة شاملة للجميع، أفرادًا ومؤسسات، للمشاركة الفاعلة في التصدي للتغيرات المناخية. من خلال تعزيز ثقافة المسؤولية البيئية ونشر الوعي بالتأثير الإيجابي الذي يمكن تحقيقه عبر التعاون المجتمعي.
بينما تأتي هذه الجهود في إطار التزام المملكة بتحقيق أهدافها الطموحة في مجال الاستدامة البيئية. والتي تنسجم مع رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى بناء مستقبل أخضر ومستدام للأجيال المقبلة.