الذهب يتعافى بعد تراجع أسبوعي وانحسار التوتر التجاري

سجل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، اليوم الجمعة، بعد هبوطه أمس إلى أدنى مستوى في أسبوعين، مدفوعًا بإقبال المستثمرين.
وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 3256.51 دولارًا للأوقية، مرتفعًا بنسبة 0.5% بحلول الساعة 03:56 بتوقيت جرينتش، حسب رويترز.
وصعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.3% لتسجّل 3265.10 دولارًا، بعد موجة تراجعات قوية هذا الأسبوع.
تحليل وتوقعات المستثمرين
وقالت سوني كوماري من بنك ANZ إن تراجع التوترات لا يلغي الضبابية، ما يجعل الذهب ملاذًا مفضّلًا. وأوضحت كوماري أن أي انخفاض إضافي لأسعار الذهب قد يُنظر إليه كمحفّز لعمليات شراء استثمارية جديدة.
وأشارت إلى أن اقتراب المعدن الأصفر من حاجز 3000 دولار يشعل الطلب الاستثماري بشكل كبير من المستثمرين.
العوامل المؤثرة بالأسواق
وذكرت وزارة التجارة الصينية أن بكين “تقيّم” عرضًا أمريكيًا لعقد محادثات بشأن الرسوم الجمركية. ويعزز ذلك احتمالات تخفيف التصعيد التجاري، ما قد ينعكس بدوره على حركة الأسواق العالمية المرتبطة.
وتنتظر الأسواق أيضًا تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية المُقرر صدوره الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش.
بيئة اقتصادية متغيرة
وأظهر استطلاع أجرته “رويترز” أن أبريل يشهد إضافة 130 ألف وظيفة، بعد 228 ألفًا في مارس. وأدى انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.3% إلى جعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى.
ولا تزال الأسواق الصينية مغلقة حتى 6 مايو بمناسبة عطلة عيد العمال الرسمية الممتدة.
حركة المعادن الأخرى
وارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.9% إلى 32.68 دولار للأوقية، وسط تداولات حذرة. كما صعد البلاتين 1.1% ليبلغ 968.89 دولار. بينما ارتفع البلاديوم 1% ليسجّل 949.48 دولار للأوقية.
وتعكس هذه المكاسب انتعاشًا جزئيًا في سوق المعادن النفيسة، رغم استمرار الضغوط العالمية الراهنة.
الذهب الملاذ الآمن
وكان المعدن الأصفر ملاذًا آمنًا للمستثمرين، خصوصًا في أوقات الأزمات المالية أو التوترات الجيوسياسية. ومع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، شهدت أسعار الذهب تقلبات حادة تأثرت بشكل مباشر بالتصريحات والقرارات الجمركية.
وتجاوز الذهب خلال جائحة كورونا، حاجز الألفي دولار للأوقية، ليعود بعد ذلك إلى موجات تصحيحية. وأصبح مؤخرًا التركيز على سياسات البنوك المركزية، خاصة “الفيدرالي الأمريكي”، عاملًا مؤثرًا في توجهات الذهب.
وفي حين ؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى تراجع جاذبيته، في المقابل، تراجع مؤشر الدولار يعزز الإقبال عليه من حاملي العملات الأخرى.
ومع استمرار المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، وتزايد الاهتمام بأدوات التحوط، تبقى المعادن النفيسة محط أنظار المستثمرين. ولا سيما وسط إشارات محتملة على تهدئة النزاعات التجارية وإشارات من الصين والولايات المتحدة بشأن محادثات قادمة.