التفاؤل يعود لقطاع العقارات في ظل أزمة كورونا

التطبيقات الإلكترونية ملاذ شركات التسويق العقاري
الأمم المتحدة تتبنى معايير الاستدامة في المشروعات العقارية
مع تزايد أعداد المصابين والوفيات بسبب جائحة كورونا، بدأت التكهنات حول مدى إمكانية التأثير في الاقتصاد وسوق العقارات في جميع أنحاء العالم؛ إذ تُشير بعض التقارير إلى أن شركات التطوير العقاري تتسابق لابتكار مزيد من الخيارات في السوق العقارية؛ للتقليل من التأثيرات السلبية على أداء القطاع.
وتعد سوق العقارات من أهم أدوات جذب الاستثمارات التي تختلف محدداتها من دولة لأخرى في العالم، باختلاف الأسعار والخدمات المتاحة، ومدى جاهزية البيئة القانونية لإنجاز الأعمال؛ حيث اتجهت أسعار الوحدات العقارية في بعض المدن الأكثر طلبًا في العالم إلى الهبوط، بعد تفشي فيروس كورونا، وشهدت المبيعات في أغلب المُدن العالمية هبوطًا مع وجود مزيد من العقارات المعروضة للبيع وسط تراجع الإقبال على الشراء بنسبة 63%، وسجلت أسعار العقارات في كُبرى المدن العالمية انخفاضًا وصل إلى 18%.
مشروعات مستدامة
وتوقع خبراء في المجال العقاري، تعرض القطاع لانتكاسة شديدة بعد انتهاء جائحة كورونا، إذا لم تبادر شركات التطوير بتغيير نمط المشروعات العقارية التقليدية إلى مشروعات مستدامة متكاملة تُغلق على سكانها أوقات الأزمات الصحية، متوقعين أن يدعو الاتحاد الأوروبي إلى التوسع فى إنشاء مجتمعات عمرانية مستدامة فور انتهاء وباء كورونا؛ كملاذ آمن يجمع بين السكن والإقامة، والخدمات السياحية والصحية، والتعليمية والطبية والترفيهية المتطورة والأمن الغذائي ومصادر الطاقة المتجددة والاكتفاء الذاتي فى أغلب مناحي الحياة.
وأكد أحمد شلبي؛ العضو المنتدب لشركة تطوير مصر، أن تطبيق معايير الاستدامة فى المشروعات العقارية أصبح نهجًا عالميًا، تتبناه الأمم المتحدة لخلق مجتمعات أكثر حداثة تراعي حقوق الأجيال المقبلة.
وأضاف شلبي أن الشركة طبقت معايير الاستدامة في مشاريعها ” فوكا باي” و”المونت جلالة”، وأسست محطة لتحلية مياه البحر تستخدم في الشرب، ومحطة معالجة مياه صرف تستخدم في الري، مع زراعة نباتات تستهلك مياهًا أقل.
معارض العقارات
وفي ظل تفاقم جائحة كورونا، يُحذر الخبراء العقاريون من تداعيات استمرار القلق من انتشار الفيروس؛ وهو ما يتضح من إلغاء الفعاليات والمؤتمرات العقارية؛ ما ينعكس سلبًا على خطط الشركات لتسويق مشروعاتها خاصة الخارجية.
وحددت شركة إنفورما المُنظمة لمعارض سيتي سكيب15 نوفمبر المقبل موعدًا لإقامة معرض العقارات بدبي، بعد تأجيله بسبب كورونا، وتخوفًا من أن يؤثر التأجيل مرة أخرى على السوق العقارية، إلا أن الشركة لم تحدد بعد موعد إقامة المعرض داخل مصر، خاصة بعد إلغاء دورة مارس الماضي؛ بسبب كورونا.
وقال باسم فهمى؛ زميل الجمعية الملكية للتخطيط بالمملكة المتحدة إن شكل المدن قد يتغير الفترة المقبلة؛ لتصبح أكثر ذكاءً، وفق المعطيات الجديدة التي فرضتها جائحة كورونا.
انخفاض أسعار العقارات
ونشرت وكالة “ستاندرد آند بورز جلوبال” للتصنيفات الائتمانية، تقريرًا ، أفاد بأن تفشي كورونا سيؤدي إلى انخفاض أسعار العقارات في كثير من المدن حول العالم، أبرزها مدينة دبي.
وأكدت الوكالة أن أسعار العقارات تقترب من أدنى مستوياتها المسجلة في عام 2010، إذ أنها تراعي حوافز المبيعات للعقارات التي لم تشيد بعد، وتوقعت حدوث فجوات في تمويل رأس المال العامل للمطورين.
وأشارت تقارير إلى تراجع القوة الشرائية بصورة أحدثت أزمة حقيقية لدى الشركات العقارية الصغيرة والمتوسطة، وخاصة التي لديها التزامات عديدة، أبرزها مواعيد التسليم؛ إذ تسبب الوباء في تأجيل كافة المشروعات العقارية التى كان مقررًا الإعلان عن طرحها فى مارس وأبريل الماضيين.
وكانت الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومات العربية للحد من انتشار جائحة كورونا، والتي كان أبرزها تقليل عدد العمالة، وفرض حظر التجوال، وغيرها، مؤثرة بشكل قاطع في وقف حركة البيع والشراء لدى الشركات العقارية بالكامل؛ ما تسبب في أزمة حقيقية للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأصدرت شركة المزايا القابضة، تقريرًا حول أداء القطاع العقاري في أسواق منطقة الخليج والعالم، بأنه شهد اتساعًا كبيرًا في قاعدة عوامل التأثير الإيجابي والسلبي، تبعًا لاتساع تصنيفات وفئات الاستثمار فيه؛ مثل: العقارات الاستثمارية والسكنية والضيافة والصناعية والتجارية وغيرها من التصنيفات الأخرى؛ إذ أكدت الشركة في تقريرها الأسبوعي على أن العوامل النفسية تبدو طاغية ومسيطرة على مشهد الاستثمار العام، على مستوى كافة الأنشطة المالية والاقتصادية، بما فيها القطاع العقاري.
إنفراجة قريبة
ومن المتوقع أن يشهد قطاع العقارات إنفراجة كبيرة فى حركة البيع والشراء، لاسيما بعد إعلان بعض البلدان العربية بدء عودة الحياة لطبيعتها تدريجيًا.
وتوقع مصطفى الجلاد؛ رئيس مجلس إدارة سيجنتشر هومز للاستثمار والتطوير العقارى أن ينشط السوق العقاري الفترة المقبلة، في ضوء عودة كثير من الشركات العقارية للعمل بكامل طاقتها بالاشتراطات الصحية.
التسويق الإلكتروني
وفيما يتعلق بالتسويق العقاري، لجأ كثير من الشركات إلى التطبيقات الإلكترونية وتكثيف الحملات التسويقية كملاذ آمن للحد من التأثيرات السلبية بالقطاع العقاري؛ إذ تسهم الاستعانة بأساليب جديدة فى العمليات التسويقية العقارية في توسيع قاعدة العملاء المستهدفين للشركات العقارية؛ ما يُساعد على رفع حجم المبيعات فى ظل التنافس الهائل بين الشركات.
وقال المهندس محمد طاهر، المسوق العقاري إن العمل العقاري يعتمد بشكل كبير على التعامل بشكل ملموس ومباشر مع العملاء؛ وهو ما لا يُمكن القيام به خلال الفترة الحالية نتيجة الاحتياطات الاحترازية للوقاية من الوباء والتي فرضت العمل عن بُعد، إلا أن هذه الأوضاع التي فرضتها جائحة كورونا، دفعت المؤسسات العقارية لتغيير أنماط عملها وطرح أفكار مبتكرة للتسويق؛ لجذب مزيد من العملاء من خلال عرض منتجاتها بطرق جديدة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي والاستعانة بتقنيات الواقع الافتراضي لمساعدة العميل على زيارة العقار أونلاين دون الذهاب لرؤيته على أرض الواقع.
التعليقات مغلقة.