أسعار الذهب ترتفع بدعم من تراجع الدولار وتراجع العوائد

شهدت أسواق الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، مدفوعًا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتداخلة. هذا الارتفاع يمثل تحولًا مهمًا في مسار أسعار المعدن الأصفر، والذي كان يتأرجح بين الصعود والهبوط خلال الفترة الماضية.

ووفقًا لـوكالة الأنباء السعودية، ارتفعت أسعار الذهب اليوم بدعم من تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية مع ترقب المستثمرين المزيد من البيانات الأمريكية لتحديث توقعاتهم بعد أن قلص تقرير مهم عن التضخم الآمال في خفض أكبر لأسعار الفائدة في سبتمبر.

وزاد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 % ليصل إلى 2452.69 دولارًا للأوقية، فيما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4 % إلى 2490.10 دولارًا.

وارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 % إلى 27.7 دولارًا للأوقية، وزاد البلاتين 1.1 % إلى 930 دولارًا، بينما هبط البلاديوم 0.6 % إلى 929.75 دولارًا.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

يعتبر الدولار الأمريكي الملاذ الآمن التقليدي للمستثمرين. وعندما يتراجع الدولار، يصبح شراء الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن بديل؛ ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب وارتفاع أسعاره.

وعادة ما يتحرك سعر الذهب عكسًا لعوائد السندات. عندما تنخفض عوائد السندات، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين، ما يدفع أسعاره إلى الارتفاع.

كما يعتبر الذهب أحد الأصول التي يمكنها الحفاظ على قيمتها الشرائية في ظل ارتفاع معدلات التضخم. لذلك، فإن استمرار التضخم، حتى لو بمعدلات منخفضة، يدعم الطلب على الذهب. وتؤدي الأحداث الجيوسياسية غير المستقرة، مثل الصراعات التجارية والحروب، إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن؛ ما يدفع أسعاره إلى الارتفاع.

في حين يتوقع الكثير من المستثمرين أن تقوم البنوك المركزية الكبرى، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بتخفيف سياستها النقدية من خلال خفض أسعار الفائدة. هذا التوقع يدعم الطلب على الذهب؛ حيث يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.

تأثير ارتفاع أسعار الذهب

يؤدي ارتفاع الأسعار إلى زيادة الطلب عليه من قبل المستثمرين والمجوهرات والمصانع. وتستفيد الدول المنتجة للذهب من ارتفاع أسعاره؛ حيث يؤدي ذلك إلى زيادة إيراداتها من صادرات الذهب. كما يؤثر ارتفاع أسعار الذهب على أسواق أخرى، مثل أسواق العملات والسلع الأساسية.

الآفاق المستقبلية

من الصعب التنبؤ بدقة بمسار أسعار الذهب في المستقبل؛ حيث تتأثر أسعاره بالعديد من العوامل المتغيرة. ومع ذلك، يتوقع أن يستمر الذهب في لعب دور مهم في محافظ الاستثمار، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق العالمية.

العوامل التي قد تؤثر على أسعار الذهب في المستقبل

ستلعب قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة دورًا حاسمًا في تحديد مسار أسعار الذهب. كما تؤدي أي أحداث جيوسياسية غير متوقعة إلى تقلبات كبيرة في أسعار الذهب.

في حين يعكس ارتفاع أسعار الذهب التغيرات الجارية في الاقتصاد العالمي والجيوسياسة. ومن المتوقع أن يستمر الذهب في لعب دور مهم في محافظ الاستثمار؛ ما يجعله أحد الأصول الجاذبة للمستثمرين الباحثين عن التنوع والتأمين ضد المخاطر.