طرق التغلب على التحديات التي تواجه الشركات أثناء التوسع دوليًّا

تواجه الشركات الناشئة العديد من التحديات والأزمات، خلال محاولاتها التوسع، ولا سيما إذا كانت في دول مختلفة، إذ أن لكل دولة قوانينها وصناعتها وعاداتها، التي تؤثر بشكل كبير على نجاح المشروع من عدمه.

 

قد يعجبك.. 4 نصائح تقود إلى استثمار أمن ومضمون

 

التحديات التي تواجه الشركات الناشئة

يستعرض موقع “الاقتصاد اليوم”، عبر التقرير التالي أبرز التحديات التي يجب على الشركات الناشئة إدارتها عند الدخول إلى الساحة الدولية:

يعد أبرز التحديات التي تواجهها الشركات أثناء التوسع دوليًّا، هو الخلاف الثقافي، فهي أشبه بجبل جليدي لا تظهر إلا قمته. ويمكن أن يُغرق الشركة دوليًّا إذا لم يتم التحرك حوله بعناية وأناة. كما تفرض الثقافة المحلية تأثيرًا قويًّا على استراتيجيات التسويق وتُؤثِّر أيضًا على الممارسات التجارية.

لذا يجب الفهم العميق للعادات والقيم والتفضيلات المحلية أمرًا لا غنى عنه للنجاح. واكبر دليل على ذلك التحديات التي واجهت ماكدونالدز عند دخول السوق الهندية، حيث تنتشر ثقافة الأكل النباتي. لذا سعت الشركة العالمية إلى تعديل قائمتها بذكاء، لتتماشى الشركة مع قاعدة العملاء التي يغلب عليها الطابع النباتي.

كما تضمن هذا التحول تقديم مجموعة متنوعة من الصلصات والتوابل الحارة، إلى جانب الأطباق المحلية المُفضلة مثل بطاطس ماسالا. وكان لهذا الإجراء مفعول السحر، حيث لم تضمن قبول علامة ماكدونالدز التجارية فحسب، بل عززت شعبيتها بشكل كبير في الهند.

يعد هذا المثال، أكبر دليل على الدور الحيوي الذي تلعبه الحساسية الثقافية في التوسع الدولي، ويمكن أن تكون عاملًا حاسمًا. فيما إذا كانت الأعمال التجارية تزدهر أو تتعثر في أسواق جديدة. كما يمكن أن يؤدي فهم الثقافات المحلية واحترامها إلى تحويل التحديات إلى فرص وتحقيق نجاح دائم.

 

ديناميكيات الفريق والقرارات الحاسمة

التحدي الثاني ديناميكيات الفريق، إذ تؤثر القرارات الحاسمة بشأن مستويات التوظيف والاختيار بين الفرق المحلية أو الدولية. وعمليات الموارد البشرية بشكل كبير على نجاح المشاريع الدولية. وغالبًا ما ينطوي توظيف فرق العمل الأجنبية ونقلها إلى بلدان محددة على عمليات معقدة، تمتد على مدى عدة أشهر.

كما تصبح الاستعدادات الدقيقة وفي الوقت المناسب لا تُقدر بثمن في تخفيف التوتر والحفاظ على موارد الشركة.
يعد مواءمة المنتج مع السوق المستهدفة، هو التحدي الثالث فقد يكون المنتج ناجحًا في بلد المنشأ. ولكنه يحتاج إلى تغيير ومواءمة في الخارج.

المثل الأبرز على ذلك تجربة نستله في اليابان، بعد أن أدركوا أن ألواح الآيس كريم القياسية الخاصة بهم كانت كبيرة. بالنسبة للمجمدات اليابانية، لذلك قاموا بتقليص حجم المنتج، مما يضمن ملاءمة مريحة. مما حمى الشركة من الخسائر المالية وتآكل الحصة السوقية وضياع الفرص.

في حين يعتبر أحداث التسويق المؤسفة، رابع التحديات، فالتسويق أشبه بحقل ألغام يمكن أن تكون للخطوة الخاطئة فيه عواقب وخيمة. وهذا ما تعلمته شركة بروكتر آند جامبل بطريقة قاسية في منتصف السبعينيات. عندما غامروا في السوق اليابانية بحفاضات بامبرز التي تُستخدم لمرة واحدة.

كما شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، إعلانات حفاضات بروكتر آند جامبل التي تتخذ طائر اللقلق شعارًا لها رواجًا لدى الآباء. الذين يتوقون إلى توديع الحفاضات القماش. ومع ذلك، فقد فشل هذا النهج في اليابان، حيث لم يكن لطائر اللقلق أي ارتباط بولادة الأطفال. بدلاً من ذلك، كان الفولكلور الياباني يفضل ثمار الخوخ العملاق.

 

تعقيدات قانونية

أما التحدي الخامس فكان التعقيدات القانونية، إذ ينطوي إنشاء عمل تجاري دوليًّا على التعامل مع تعقيدات قانونية لا حصر لها. كما يعد الالتزام بالقوانين واللوائح المحلية أمرًا ضروريًا لتجنّب المشاكل القانونية.

بينما يعد اختيار الهيكل القانوني المناسب للشركة أمرًا بالغ الأهمية. مع الأخذ في الاعتبار قيود الملكية في بعض البلدان، مثل القيود المحددة على الملكية الأجنبية ومتطلبات المساهمين أو الشركاء المحليين.

وأكبر مثال على ذلك كان على شركة إير بي إن بي Airbnb، وهي شركة تدير سوقًا عبر الإنترنت للإقامات. والتجارب قصيرة وطويلة الأجل، التكيف مع اللوائح المختلفة في بلدان مختلفة. إذ فرضت بعض الأماكن قيودًا على الإيجارات قصيرة الأجل، بينما فرضت أماكن أخرى التسجيل على المضيفين.

ويعد سادس التحديات التراخيص والتصاريح وحماية الملكية الفكرية، حيث يمكن أن يختلف تأمين التراخيص والتصاريح اللازمة للشركة. بشكل كبير من ولاية قضائية إلى أخرى. كما لا يضمن حصول الشركة على التصاريح المطلوبة في بلد ما نفس الشيء في بلد آخر.

 

مغامرة مجزية

في حين تتضمن هذه العملية المعقدة فهم المتطلبات القانونية المتنوعة والامتثال لها. بالإضافة إلى التراخيص والتصاريح. فإن حماية حقوق الملكية الفكرية أمر بالغ الأهمية. – ولعل صراع آبل الطويل مع منافسيها الصينيين أبرز مثال على تحديات حماية الملكية الفكرية في السوق العالمية.

يعد التوسع دوليًا رحلة مثيرة مليئة بالفرص والعقبات التي تختبر همة الشركات الناشئة. لا تضيف كل عقبة. يتم التغلب عليها إلى خبرة الشركة فحسب، بل تفتح أيضًا إمكانات الوصول والتأثير العالميين الأوسع نطاقًا. مما يخلق منظمة أكثر مرونة وقابلية للتكيف.

كما قد لا يكون التوسع الدولي سهلًا، ولكن مع الإعداد الصحيح والعقلية الحريصة والالتزام الثابت بفهم التنّوع العالمي واحتضانه. يمكن أن يكون مغامرة مجزية للغاية تدفع الشركات إلى طرق آفاق جديدة من النجاح.

 

مقالات ذات صلة:

6 أسباب توضح أهمية التحليلات المالية للشركات