منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

سليمان الراجحي.. بائع الكيروسين الملياردير

قصة كفاح الملياردير سليمان بن عبد العزيز الراجحي؛ امتدت لأكثر من 81 عامًا في عالم الأعمال، فقد بدأ رحلة كفاحه من الصفر من خلال عدة أعمال استهلها بالعمل حمَّال للرماد، ثم طباخ، ثم قهوجي، ثم صبي صرَّاف، ومنها إلى القمة عندما أنشأ مصرف الراجحي.

وخلال رحلة كفاحه بلغ من الثراء مبلغًا حسده عليه أقرانه،وحلّ بالمركز 169 أغنياء العالم بثروة بلغت 5.2 مليار ريال، ارتفعت بعد ذلك إلى 8.4 مليارات دولار احتل بها المرتبة السابعة عربيًا.

ولسنا هنا مع شخصية عادية، بل شخصية قيادية مثابرة، مبتكرة،مبدعة، لم يعمل في مجال واحد فقط، بل في مجالات متنوعة، فأنشأ مصرف الراجحي ليكون من أكبر الشركات المصرفية عربيًا وعالميًا، والشركة الوطنية للدواجن وإنتاج البيض التي تعد من أكبر مزارع الدواجن في العالم، ومشروع تربية الأغنام في الجوف، ومشروع “شركة الروبيان الوطنية” بالليث، وغيرها من المشروعات الكبرى.

ميلاد وتحوّل

في البكيرية؛ إحدى محافظات القصيم بالمملكة العربية السعودية، ولد سليمان الراجحي عام 1928 في عائلة فقيرة، وكان الثالث بين أشقائه.

انتقل إلى الرياض؛ ليلتحق بالدراسة، لكن حبه للتجارة كان طاغيًا عليه، فكان همه التعلم المستمر من التجارب الحياتية، فلم يكمل تعليمه كإخوته، بل كان يتغيب عن المدرسة كثيرًا، ولم يكن يرغب في استكمال التعليم؛ لشغفه بعالم التجارة؛ ما جعله يتوقف عن التعليم حتى السنة الثانية الابتدائية.

مهن متنوعة

تنقل الشيخ سليمان الراجحي بين عدة مهن أكسبته معرفة وخبرة جيدة بأحوال السوق؛ إذ عمل حمالًا، وحارس بضائع في السوق، وكان يتتبع الإبل لتجميع ما يسقط منها من أحطاب، كما عمل في البناء.

بدأ حياته العملية في العاشرة من عمره ببيع الكيروسين، فعند مروره بجانب قصر الحكم، لفت انتباهه نساء يفترشن الأرض في زوايا القصر لبيع الزبد، فرأى بحسه الريادي أن يبيع شيئًا مختلفًا من باب الابتكار، فاستقر تفكيره على بيع الكيروسين.

وفي عام 1943، افتتح الراجحي متجرًا لبيع السكر والشاي والحلوى، واستمر فيه حتى عام 1945، ثم باعه لسداد تكاليف زواجه.

وفي العام نفسه انتقل إلى جدة؛ ليبدأ عمله بالقطاع المصرفي مع شقيقه الأكبر صالح الذي كان مسؤولًا حينها عن النشاط التجاري لصرافة أخيه في جده ومكة.

تجارة الأقفال

لم يكتفِ الراجحي بذلك، بل دفعه حبه للتجارة وحاجته لزيادة دخله إلى العمل في التجارة في أوقات فراغه؛ فعمل في تجارة الأقفال، والأقمشة، ومواد البناء.

وعندما بدأت الأعمال تزداد، والأرباح تتضاعف، قرر استئجار محل صغير لأعمال الصرافة شاركه فيه أخوه لاحقًا؛ ليكون أول عمل رسمي لسليمان الراجحي؛ إذ كان يبيع ويشتري العملات للحجاج.

انطلاقة بعالم المال

كانت انطلاقته في عالم الاقتصاد عندما عينه أخوه صالح الراجحي موظفًا معه براتب 1000 ريال، وفي عام 1972، بدأ العمل تحت اسم “مؤسسة عبد العزيز الراجحي”، ثم افتتح عددًا كبيرًا من الفروع في جدة وغيرها؛ حيث اقترن نجاحه المصرفي بنجاحه في مجال العقارات الذي حقق فيه نجاحات مبهرة، واكتسب سمعة حسنة.

لندن محطة البداية

لا شك في أن رحلات الراجحي إلى العديد من بلدان العالم، أكسبته معرفة وخبرة أكبر بالقطاع المصرفي، فكانت بداية المصرف في لندن، حينما أقنع المسؤولين في البنك المركزي البريطاني بالحصول على ترخيص لفتح مكتب خدمات استشارية في عام 1981. وفي العام نفسه، تم طرح فكرة البنك الإسلامي بالتنسيق مع إخوته؛ إذ قدم طلبًا للحكومة فوافقت عليه،ثم تم إقرار نظام البنك عام 1988، تفرغ بعدها لأعمال المصرف؛ فبدأ يتوسع في إنشاء فروع في مختلف مناطق ومدن بالمملكة، حتى بلغ خمسمائة فرع.

المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري

لم تشغل كثرة المشاريع، الشيخ سليمان الراجحي عن العمل الخيري الذي كان مقتصرًا في البداية على توزيع الأموال على المحتاجين؛ حتى واتته فكرة إنشاء جهة خاصة بالأعمال الخيرية والدعوية، فكان إنشاء لجنة للعمل الخيري تابعة للشيخ وإخوته لفترة من الزمن، حتى تغير مسمى المكتب إلى” مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية”، التي تركزت جهودها على دعم المؤسسات غير الربحية المسجلة في المملكة في المجالات التعليمية، والاجتماعية، والصحية والدعوية، والإعلامية، وبناء المساجد.

ولعبت المؤسسة دورًا كبيرًا في مجال العمل الخيري؛ إذ تبرعت بخمسة ملايين ريال للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض،وقدمت دعمًا بلغ 17 مليون ريال لجمعيات التحفيظ في مختلف مناطق المملكة، كما أسس مكتبة سليمان الراجحي الخيرية، والتي تعد أهم مكتبة متطورة على مستوى منطقة القصيم أسسها الراجحي، تتميّز بخدماتها الراقية.

مصرف الراجحي

أسس “مصرف الراجحي”- أحد أكبر المصارف الإسلامية في العالم- عام 1957م، ويدير اليوم أصولًا بنحو80 مليار دولار، ويبلغ رأس ماله 25 مليار ريال، ويعمل فيه أكثر من 8 آلاف موظف، وله 570 فرعًا.

وقد شهد عام 1978م دمج مختلف المؤسسات التي تحمل اسم “الراجحي” تحت مظلة واحدة هي “شركة الراجحي المصرفية للتجارة”،وتم في نفس العام 1978م تحويل المصرف إلى شركة مساهمة سعودية قابضة

وقد حصل المصرف سابقًا على عدة جوائز من مجلة “يورموني” و”بانكرز” الآسيوية لإنجازاته في مجال مصرفية الأفراد والشركات، بما فيها أفضل تمويل لعدة مشاريع في مجال الطاقة والبنية التحتية والإنشاءات والاتصالات وفقًا لمبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية، كما نال المصرف “جائزة الشيخ سالم الصباح” لأفضل موقع لمصرف تجاري في العالم العربي.

 

 

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.