منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

رحمة المودن من عاملة نظافة لقائمة المليونيرات

لم تكن المغربية رحمة المودن، تعلم أن هجرتها لهولندا ستُحقق حلمها القديم بالعيش في دولة أوروبية فحسب؛ بل جعلتها أيضًا إحدى أشهر الشخصيات بالمجتمع الهولندي، وأكثرها تقديرًا واحترامًا.

اقرأ أيضًا:طه ميقاتي ملك الاتصالات بإفريقيا ولبنان

رحلة شاقة قطعتها رحمة، حينما وصلت لهولندا عام 1970، بعد زواجها وهي في السادسة عشرة من عمرها؛ لتبدأ رحلة كفاح، تُوجتّ بأن أصبحت مليونيرة وشخصية يُحتذى بها في المجتمع الهولندي، فكيف كانت رحلتها؟.

هولندا شرط الزواج:

على عكس الأطفال الذين يحلمون بالعيش آمنين في كنف أسرهم، كانت رحمة المودن تتطلع دائمًا للهجرة إلى أوروبا؛ حتى بلغ بها الأمر رفضها عشرات الأشخاص الذين تقدموا لخطبتها من والدها؛ كونهم يسكنون بالمغرب، على الرغم من كون أسرتها ميسورة الحال؛ إذ كانت المعيشة بهولندا تحديدًا شرطها الوحيد للزواج؛ فكان لها ما أرادت بعد زواجها ؛ إذ هاجرت للعيش في هولندا.

اقرأ أيضًا: سويتشيرو هوندا.. من الريف الياباني لعرش صناعة السيارات

بداية رائدة أعمال:

عقب استقرارها بهولندا، استطاعت المودن- وهي حامل في الشهر الثامن – إقناع زوجها بالنزول إلى سوق العمل بعد إلحاح شديد، فبدأت كعاملة نظافة بإحدى الشركات، بالتزامن مع إصرارها على تعلم اللغة الهولندية، وكذلك تعلم قيادة السيارات؛ حتى حصلت على رخصة قيادة.

ترقية واستقالة:

عقب 3 سنوات من عملها، وكترقية مستحقة على مجهوداتها وخدمتها، أوكلت إليها الشركة مسؤولية الإشراف على 7 من عمال النظافة. وبعد سنوات من عملها، تسبب قرار إحدى لجان الشركة في حرمانها من ترقية أخرى تستحقها؛ ما دفعها للاستقالة من العمل والاتجاه لتأسيس شركتها الخاصة بعد 20 عامًا قضتها في الشركة.

اقرأ المزيد: سندية إبراهيم سعد.. مالكة موقع مدينة الفجيرة

نهاية وبداية:

لا شك في أن ترك عمل استقر فيه الفرد عدة سنوات، يُعد أمرًا محزنًا، حتى إن البعض يشعر بأن تلك اللحظة هي نهاية حياته المهنية، إلا أن “رحمة” استثمرت تلك اللحظة؛ لتبدأ رحلتها المميزة في عالم ريادة الأعمال، بعد قرارها تأسيس شركة خاصة، بمشاركة إحدى عميلاتها التى ذهبت بالمصادفة لتوديعها قبل ترك العمل، ثم نجحت الأخيرة في إقناع 3 نساء أخريات بالمساهمة في الشركة.

جائزة المرأة العاملة:

بمعاونة شريكاتها، بدأت رحمة مشروعها الخاص لتوريد عمال النظافة للشركات والمؤسسات في هولندا، ثم جاءتها تعاقدات من جهات مختلفة، أحدها بلدية أمستردام، وبعد مضيّ عامين نالت جائزة “المرأة الأوروبية العاملة”، تتويجًا لجهودها في مجال ريادة الأعمال، وكونها أصبحت أيقونة ومثالًا يُحتذى به.

اقرأ أيضًا:مات مولينويج.. مؤسس Word Press

توسع أفقي:

شجعها نجاح شركتها الأولى، على تدشين 6 شركات، تقدم خدمات التنظيف والأمن والحراسة والإصلاحات الخفيفة، إلى جوار شركة تخصصت في توريد عمال المطابخ، فوظفت أكثر من 500 موظف، وحققت شركاتها الـستة نجاحًا عظيمًا، وأصبحت تدر أرباحًا بملايين الدولارات سنويًا.

أميمة تتسلم الراية:

وعلى الرغم من نجاحها الكبير، إلا أنها قررت ترك العمل بهولندا، وتسليم الراية لابنتها الكبرى أميمة؛ لتكمل مسيرتها الناحجة في مجال ريادة الأعمال. وعن تلك المناسبة تقول أميمة: «جاء وقت تغيير الأجواء بعد أن أنهيت استراتيجيتي لحماية المجموعة من التخوفات، التي قد تنتج عن غيابي لدى عملائي، وهدفي للعامين المتبقيين هو زيادة رأس المال، تجنبًا للأزمات المحتملة».

مسؤولية اجتماعية:

تُشرف المليونيرة المغربية، على عدد من المبادرات التي ترعى الأطفال المُشردين بهولندا، خاصة المتسربين من التعليم، وتسعى إلى تأسيس مبادرات وأنشطة خيرية بوطنها المغرب.

نصيحة لرواد الأعمال:

وجهت المودن نصيحة لرواد الأعمال العرب عامة والمغاربة خاصة، قالت فيها: «عليكم خوض التجربة؛ لكى تكتسبوا الخبرة، وتوسعوا مدارككم المعرفية، وتستفيدوا من الخبرات السابقة، وصولًا إلى تحقيق أحلامكم».

اقرأ المزيد:«سيف بالحصا».. لاعب محترف اقتنص لقب «ملك الطرقات»

الدروس المستفادة:

1-اتبع حلمك:

على رائد الأعمال أن يتحلى بالصبر، ويتبع حلمه وشغفه الخاص، مرورًا بالتجربة والخبرة، وصولًا إلى تحقيق حلمه.

2-الوظيفة ليست كل شيء:

على رواد الأعمال أن يسعوا للتحرر من قيود الوظيفة، ولا يعتبروها هي كل شيء، بل يسعون لتكوين أنشطتهم الخاصة، بعيدًا عن الوظيفة وانتظار الرواتب الشهرية.

3-المثابرة نصف النجاح:

على رائد الأعمال أن يتحلى بالصبر والمثابرة، وألا يتعجل النجاح، بل يصبر ويعمل بإخلاص من أجل نجاح مشروعه الخاص.

4-النشاط الخيري:

من الضروري أن يقوم رائد الأعمال بدوره تجاه مجتمعه، ويشرف على تنفيذ مبادرات مجتمعية موجهة لخدمة المجتمع أو أفراد مجتمعه.

5-الشراكة بداية جيدة:

على رائد الأعمال أن يقبل في بداية حياته المهنية بالشراكة؛ لبدء نشاطه التجاري، خاصة أن غالبية رواد الأعمال قد لا يملكون الأموال التي يبدؤون بها أنشطتهم.

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.