منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

الاقــتصـاد الأصفـر.. والتنمية المستدامة(2/2) 

 

 

نستعرض في الجزء الثاني من المقال، المحور الأخير للاقتصاد الأصفر؛ أحدث ألوان الاقتصاد، والمتمثل في كيفية تحقيق التنمية المستدامة.

اقرأ أيضًا:الاقــتصـاد الأصفـر.. والتنمية المستدامة(1/2)

رابعًا تحقيق التنمية المستدامة:

 

إن استخدام الطاقة الشمسية يحقق العديد من الأهداف التي هي أساس كلتنمية وخاصةً التنمية المستدامة؛ وهو الاتجاه الذي يجب أن تتبناهدول العالم المتقدمة والنامية على السواء، والمؤسسات الدولية المعنية بالتنميةالمستدامة؛ لذا من الضروري إلقاء الضوء على كيفية الاستفادة من الطاقةالشمسية في تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة 2030.

فيما يلي المحاور والاهداف التي يحققها الاقتصاد الأصفر” الطاقة الشمسية ” في سبيل التنمية المستدامة:

 

1- مضاعفة الإنتاج الزراعي:

يتضح من علم فسيولوجيا النبات أن ” الطاقة الشمسية ” هي المحدد الرئيس للإنتاج الزراعي؛ ومن ثَم يمكن تكثيف المحاصيل وتحميلها على بعضها، بما يتيح لكل محصول منها، الحصول على حقه من الطاقة الشمسية متمثلةً في عدد الساعات الضوئية التي يحتاجها كل محصول؛ ما يفتح المجال لعمل الأبحاث اللازمة للتكثيف والتحميل لأنواع متعددة من المحاصيل؛ لتحقيق أقصى استفادة من الطاقة الشمسية.

 2- تنويع مصادر الطاقة:

يؤدي الاستخدام اللاواعي لمصادر الطاقة التقليدية إلى مشكلتي الاستنزاف، والتلوث، علاوةً على محدوديتهافي دول العالم؛ لذا وجب الإشارة إلىضرورة توازنها في الطبيعة من حيث الاستخدام؛ما يؤدي إلى الأخذ بالتنمية المستدامة لمصادر الطاقة؛للحفاظ على حق الأجيال القادمة؛وذلك عن طريق البحث والدراسة، والاستفادة من تجارب الدول التي سبقت في هذا المجال،فضلًا عن أن تنويع مصادر الطاقة يقلل من اعتمادها علىالبترول، والفحم،والغاز الطبيعي التيتحتل نسبة كبيرة من الطاقة المستغلة في دول العالم.

 

كذلك يمكن للطاقة الشمسية أن تخفض من كميات البترول، والغاز الطبيعيالمستخدمة في إنتاج الكهرباء، والاستفادة منها في مجالات أخرى تدر عائدًا أكبر من ناحية، والعمل على تصحيح سياسات دعم الطاقةالتقليدية؛ ترشيدها والحفاظ عليها من ناحية أخرى،مع تعظيم الاستفادة من مصادر الطاقةالمتجددة؛ كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

 

3- تطوير الميزة التنافسية للطاقة الشمسية:

 

تستمر تكلفة الطاقة الشمسية في الانخفاض بفضل التطور التكنولوجي، كما أناستمرارأنماط التكلفة علىنحو هذا الانخفاضالتاريخي، يمكنه خفض تكاليفتركيب الألواح الضوئية بمعدل يتراوح بين ما بين 3%و7% سنويًا، خلال الأعوام المقبلة؛ وبذلكيمكن أن تصبح تكلفة الطاقة الشمسية عبر الألواح الضوئية غيرالمدعومة- فيمنطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا-أكثر تنافسية مع تكلفة إنتاج الكهرباءباستخدام الغازالطبيعي حتى عام2025.

 

4 – المحافظة على البيئة:

 

يساعد استخدام الطاقة الشمسية على خفضنسبة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومواجهة التغير المناخي، وتساعد على حل مشاكل البيئة؛ إذ تواجه مناطق العالم المختلفة ارتفاعًا كبيرًا وسريعًا لمستويات التلوث المختلفة، ترافقهتكاليف عالية وتدهور لنوعية الحياة.

وعند مقارنة مصادر الطاقة المختلفة، ينبغي أيضًا الأخذ في الاعتبارتكلفة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون؛إذ يمكن الاستفادةماليًا من تبني آلية التنمية النظيفة التابعة للأمم المتحددة.

 

ومن الصعب تحديد الأضرار غير المباشرة الأخرى الناتجة عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تزداد تركيزاتها؛ مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز، والهيدروكلوروفلوروكربونات (HCFCs)، والهيدروفلوروكربونات( (HFCsخاصة إذا كان الأمر يتعلق بصحة البشر، والبيئة.

  

5- توفير فرص عمل جديدة:

 

إن توجه الدول نحو بناء محطات طاقة شمسية، جاء من واقع جدواها الاقتصادية، مدفوعةً بتوقعات بارتفاع الطلب على الكهرباء عالميًا، مع تطور النمط المعيشي الذي بات يعتمد بشكل كبير على الطاقة، إضافةً إلى حاجتها إلى مراكز تدريبية وبحوث تطبيقية؛ ما يعني توليدها لكثير من الوظائف.

 

6– تحقيق التوازن بين الأجيال الحالية والقادمة:

 

تُعد الطاقة الشمسية، الوسيلة المثاليةلتوليد طاقة نظيفةعلى مستوى العالم، والتي عن طريقها يمكن تحقيق المساواة بين الأجيال الحالية والقادمة؛ فاستخدامها اليوم لن يقلل من نصيب الأجيال القادمة، بل سيجعل مستقبل الأجيال القادمةأكثر أمانًا.

خاتمة:

لقد بات من الواضح أن دول العالم أصبحت تولي اهتمامًا كبيرًا بالنمو والتطور الاقتصادي؛ لذا يجب أن يراعي التوجه الحديث للعالم،الوسط البيئي الذى نعيشفيه؛ فالطاقات التقليديةمثل البترول،والفحم، والغاز، ملوثةللبيئة؛ لذا  كان الحل للحفاظ على وتيرة النمو الاقتصاديوالتكنولوجي مع الحفاظ على البيئة؛في اللجوء لمصادر أخرى للطاقة لاتؤثر سلبًا على البيئة؛ مثل الاقتصاد الأصفر “الطاقة الشمسية”.

ويتجلى الدور الأساسي للاقتصاد الأصفر في ضمان إمداد نظام التنميةالحالي بمصدر موثوق ومستدام للطاقة؛بالاعتماد على قاعدة اقتصاديةمتنوعة تطيل أمد الاستثمارات القائمة على موارد؛ كالنفط والغاز،وزيادة مساهمات القطاعات المتجددة في الناتج المحلي الإجمالي، والحفاظ على مكانة الدول في أسواق الطاقة العالمية، وتعزيز نمو الاقتصاد الوطني .

د.إسـلام جـمال الـدين شــوقي

 خـــبير اقــتصادي

 

 

 

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.